الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صناعة الثقافة العربية بحاجة إلى حريات وشفافية

صناعة الثقافة العربية بحاجة إلى حريات وشفافية
28 مارس 2018 21:50
السيد حسن ( الفجيرة ) أكد مثقفون، أن العالم العربي يعاني فقراً في التوجه والحركة نحو صناعة حقيقية للثقافة الفاعلة في المجتمعات العربية، وأن لا مستقبل للثقافة وصناعتها إلا بشفافية تامة، وإطلاق يد المثقفين، ووضع برامج وخطط واضحة كل الوضوح للنهوض بالثقافة للقيام بدورها التنويري. جاء ذلك خلال منتدى الفجيرة الثقافي الذي افتتح أمس تحت رعاية الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وبحضور حمدان كرم جلال مدير هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام. وبدأت الندوة الأولى والتي جاءت تحت عنوان «مستمدات المثقف في صناعة الثقافة» وأدارها عبدالرزاق الربيعي. وقال الروائي السعودي عبده خال: «ثقافتنا مصابة بالإعاقة، تعاني من ترهلات وإشكاليات وجودية، هي بكل تأكيد قد عصفت بها، خاصة أن ثقافتنا العربية لا تنتج بحرية تامة إلا من خلال البعد عن السلطوية، إذا يعاني المثقف من السلطة التي تقهره وتجعل منتجه الأدبي منتجاً خالياً من كل فكر جاد وبناء، وفي كل زمن تظهر الثقافة والمثقف وحتى ثقافة المجتمع وفق رؤية السلطة ذاتها». وتطرق عبده خال إلى إشكالية الجهل الذي يعاني منه المثقف أمام تقنيات العصر الحديث، وهذا بالقطع يؤثر على إيصال رسالته، في وقت أصبح الكتاب الرقمي يسود كل مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي أدى إلى غياب حقيق لدور المثقف، فكيف إذاً ستصبح الثقافة صناعة. وقال الروائي الجزائري واسيني الأعرج: «الأهم من الثقافة بجمالها هي الحرية، تلك الحرية هي التي يولد وينشأ فيها المثقف، ومن دون الشفافية والحرية لن تكون هناك صناعة حقيقية للثقافة، ولدينا مثال حي على ذلك فرنسا، وهي الدولة العريقة في الحريات والثقافة بالتحديد، لا خوف فيها من الآراء التي يبديها المثقفون، كما أنها تعتبر الثقافة صناعة مهمة جداً، سواء صناعة السينما أو الفن بشكل عام، وصناعة الكتاب والندوات والفكر في مجمله، إنها صناعة تجني من خلفها المليارات من دون أن يظهر للدولة دور واضح، فهي تدعم من خلف الستار». أجيال واعدة وقال الكاتب والناقد المغربي عبدالمالك أشهبون: «لكي تصبح الثقافة صناعة حقيقية مفيدة للدول، لابد أن يكون المثقف متمسكاً أولاً بهويته المكانية والقومية، ولابد أن يكون منفتحاً على الآخر بكل ما لديه من تجارب، لأن العالم كله أصبح قرية واحدة، ولا خوف البتة من الانفتاح على هذا الآخر بدعوى ابتلاعه لهويتنا وتغيير ملامحها، وهذا هو الأساس في قضية صناعة الثقافة». وتطرق الناقد العراقي على حسن الفواز إلى صلب القضية، وأكد «أن صراعا حاداً بين الثقافات المختلفة يدور منذ عهود ليست بالقريبة، وعلينا لكي يولد من جديد دور المثقف أن نمنحه الثقة، وأن نعول عليه الكثير في هذا التصادم الجاري، وعلينا أن نكون متحدين، فليس المثقف بطلاً أسطورياً بيديه دائماً كل الحلول، وعندما أتحدث عن المثقف فإنني أقصد الثقافة بكل أنواعها ومجالاتها وليست الأدب والشعر فحسب». وقال الشاعر الإماراتي إبراهيم محمد إبراهيم: «نحن لا نريد أن نضع أيدينا على الجرح، نحوم حوله، نجمله، لا نريد أن نكون صادقين مع أنفسنا، إذ إن الثقافة أصبحت ضحلة بضحالة من يدعون أنهم مثقفون، ولابد للمثقف أن تكون ثقافته شمولية، يعلم شيء عن كل شيء، ولا يعلم كل شيء عن شيء واحد، ولكي يكون صانعاً للثقافة عليه أن يكون لديه الفكر الشمولي الواعي بكل أطراف القضية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©