السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بناء أضخم تلسكوب للاتصال بالحضارات الكونية البعيدة

بناء أضخم تلسكوب للاتصال بالحضارات الكونية البعيدة
24 ابريل 2010 20:23
فوق القمم الشاهقة لسلسلة جبال الكاسكيد في ولاية كاليفورنيا، يتنصّت عشرات الفلكيين باهتمام شديد إلى إشارات لاسلكية قد تأتي من الحضارات الكونية البعيدة. وبالطبع، لا يستخدمون آذانهم لتحقيق هذه الغاية، بل أقاموا من أجل ذلك تلسكوباً إشعاعياً radio telescope يعدّ الأضخم من نوعه في العالم، ويتألف من 42 صحناً متخصصاً بالتقاط الإشارات اللاسلكية الخافتة التي قد تأتي من كواكب النجوم التي تبعد مليارات السنين الضوئية عن الأرض (السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة بسرعة تقارب 300 ألف كيلومتر في كل ثانية). وسمّي التلسكوب الجديد باسم “بول آلن”، شريك بيل جيتس في تأسيس شركة مايكروسوفت الشهيرة. ويقوم الخبراء الآن بإكمال مجموعة الصحون التي تعمل بالتنسيق فيما بينها لالتقاط وتضخيم الإشارات اللاسلكية الخافتة، حتى يبلغ عددها 350 صحناً. وعندئذ، سترتفع قدرتها على التقاط الإشارات إلى مستوى قدرة تلسكوب افتراضي منفرد يبلغ قطر صحنه 700 متر. وتنحصر مهمة “تلسكوب آلن” في تقفّي آثار الحضارات البعيدة التي تستوطن كواكب النجوم البعيدة عن طريق التنصّت للإشارات اللاسلكية التي قد تصدر عنها. وكما هي الحال بالنسبة للحضارة الأرضية، وحيث كان التطوّر التكنولوجي مسايراً لتطوّر تقنيات الاتصال اللاسلكي، فإن من المفترض أن تكون الحضارات البعيدة قد طوّرت تقنيات مماثلة. وبما أن الإشارات اللاسلكية قابلة للانتشار في الفضاء الكوني لمسافات هائلة، فإن ذلك يقود إلى الافتراض بأن من الممكن التقاطها لو استخدمت الصحون اللاقطة المناسبة. ولو حدث ذلك، فإنه سيمثل دليلاً قاطعاً على وجود حضارات كونية شبيهة بحضارتنا وربما تكون أكثر تطوراً منها. ويذكر أن فكرة البحث عن الحضارات الكونية البعيدة تعود لنحو 50 عاماً. وباستخدام تلسكوبات إشعاعية قوية أخرى، ومن أشهرها مثل التلسكوب المعروف باسم “المجموعة الضخمة جداً” Very Large Array المقام على سهول أغوسطين بولاية نيومكسيكو الأميركية mيتألف من 27 صحناً، تم التنصّت على أكثر من 1000 نجم من التي يعتقد أنها تضم كواكب شبيهة بالأرض. والآن، يأتي تلكسوب آلن ليزيد عدد النجوم التي يتم التنصّت عليها إلى نحو مليون نجم خلال السنوات العشر المقبلة. وهذا يعني بكلمة أخرى أنه سيزيد احتمال العثور على أولى الإشارات الصادرة عن الحضارات الكونية بمعدل ألف مرة مما كان عليه من قبل. وبالرغم من التكاليف الضخمة لهذا التلسكوب الجديد، إلا أنه أثار جدلاً عنيفاً بين الفيزيائيين حول ما إذا كان التنصّت على الأمواج اللاسلكية بحدّ ذاته يعدّ طريقة عمليّة لاكتشاف الحضارات الكونية أم لا. ويرى بعض العلماء أن الكثير من الموجات اللاسلكية التي يمكن استقبالها بواسطة التلسكوبات يمكن أن تكون ذات أصل طبيعي حتى لو بدت وكأنها ناتجة عن نشاطات حضارية. ومن المعروف أن النشاطات النجمية تصدر الكثير من أنواع الموجات اللاسلكية التي تنتشر في الكون. ولهذه الأسباب، اقترح بعض العلماء استخدام التلسكوبات المتخصصة بتحليل الطيوف الضوئية للمواد الكيميائية لاكتشاف الحضارات البعيدة بدلاً من التلسكوبات الإشعاعية. واشترط هؤلاء أن تتخصص تلك التلسكوبات بالبحث عن المركبات الملوّثة لجوّ الكواكب البعيدة والتي لا يمكن أن تتشكل إلا كنتيجة للنشاطات الصناعية للحضارات التي قد تكون قائمة فوقها، ومن أشهرها مركّب (كلور فلور الكربون) الذي يستخدم على الأرض في صناعة التبريد ولا يمكن للطبيعة أن تقوم بتركيبه على الإطلاق. ويدور الآن جدل كبير بين العلماء حول ما إذا كانت هذه الحضارات الكونية موجودة بالفعل في كواكب النجوم البعيدة، أم أن الأرض هي الكوكب الوحيد الذي يستأثر بها. وترجّح الكثير من النظريات وجود تلك الحضارات بالرغم من افتقارها إلى البراهين والإثباتات القاطعة. وكان الفيزيائي الفلكي الشهير كارل ساجان صاحب إحدى هذه النظريات التي تعتمد على فكرة الاتساع الهائل واللامحدود للكون. ووفقاً لهذه النظرية فإن من غير المعقول أن يقتصر ظهور عناصر الحياة في أي مكان آخر من هذا الكون الفسيح غير الأرض. والآن يأتي تلسكوب آلن لمحاولة وضع حدّ لهذا الجدل. عن “إيكونوميست”
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©