إبراهيم الملا (الشارقة)- يعمل مشروع «ثقافة بلا حدود»، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على تنفيذ خطته الرامية لتوزيع أكثر من مليوني كتاب على 42 ألف أسرة إماراتية في مدينة الشارقة والمناطق الشرقية والوسطى التابعة لها، وذلك من خلال تخصيص 50 كتابا لكل أسرة وتتضمن باقة مختارة وقيمة من الإصدارات الأدبية والعلمية، بحيث تغطي هذه الكتب جوانب ثقافية متعددة وتقدم وجبة فكرية دسمة لجميع أفراد العائلة.
وكانت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس اللجنة المنظمة للمشروع قد اعتمدت مؤخرا جدول البرامج والفعاليات والندوات التعريفية المتعلقة بالمشروع خلال العام الجاري وبالتوازي مع احتفالات إمارة الشارقة لاختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية 2014.
يذكر أن مشروع «ثقافة بلا حدود» قد أنهى في بداية العام الحالي 11 مرحلة من مراحله الـ 13، وشملت عملية التوزيع حتى نهاية 2013 نحو 13 ألف أسرة في مناطق خورفكان وكلباء ودبا الحصن ومليحة والمدام والحمرية وشيص ووادي الحلو والنحو والصجعة ونزوى، كما أطلق المشروع قبل أيام خطة توزيع الكتب على الأسر المقيمة في مدينة الذيد، وستشمل المرحلة الأخيرة مدينة الشارقة المزمع الانتهاء منها خلال العامين المقبلين.
وللتعرف أكثر على المراحل التي قطعها المشروع حتى الآن والإنجازات الملموسة التي حققها على أرض الواقع، التقت «الاتحاد» براشد الكوس مدير عام مشروع «ثقافة بلا حدود»، الذي أشار بداية إلى أن الخطة العامة للمشروع وأهدافه الثقافية التي يسعى لتحقيقها لا تقتصر على الشق التنفيذي فقط والمتعلق بتوزيع الكتب على الأسر الإماراتية في إمارة الشارقة، ولكنها تتحرك في أفق ترويجي وتعريفي يقدم للجمهور وللمؤسسات الثقافية في الداخل والخارج ملامح ومنطلقات المشروع ككل، وطرح نقاط للنقاش والتداول كي يستفيد الآخرون من هذه التجربة الرائدة على مستوى المنطقة، وكي يستفيد المشروع نفسه من الملاحظات التي يقدمها المختصون في هذا السياق، من أجل تطوير آليات العمل وابتكار نشاطات جديدة ومتنوعة خلال السنوات القادمة.
وثمّن الكوس جهود الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي المؤسس والرئيس السابق لجمعية الناشرين الإماراتيين والمؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين رئيسة اللجنة المنظمة لمشروع «ثقافة بلا حدود» وتوجيهاتها بتقديم كل دعم ممكن إلى الناشرين الإماراتيين وإعطائهم الأولوية في شراء الإصدارات التي يتم توزيعها على الأسر المواطنة في إمارة الشارقة، وقال إن المشروع أسهم في تطوير صناعة النشر المحلية والعربية من خلال دعمه للناشرين الملتزمين بمعايير الجودة التي وضعها المشروع كشرط لشراء الكتب من دور النشر التابعة لهم.
وأضاف الكوس: إن الأفق الترويجي للمشروع تجسد مؤخرا من خلال إقامة المشروع لندوة تعريفية حول أهدافه وبرامجه تم عقدها في دولة الكويت، وأوضح أن الندوة سلطت الضوء على مدى استفادة الأهالي من هذا المشروع خلال الفترة الماضية، وقدمت صورة واضحة عن الأنشطة الموازية التي يقدمها المشروع للمستفيدين وللجهات والمؤسسات الثقافية في الدولة وخارجها.
وعن المرحلة قبل الأخيرة التي تم إطلاقها مؤخرا في مدينة الذيد، أكد الكوس أن هذه المرحلة انطلقت قبل شهرين وسوف تستفيد منها 4500 أسرة في المدينة، وأشار إلى أن القائمين على المشروع انتهوا من وضع خطط وآليات التوزيع وتم تنفيذها ابتداء من شهر مارس وتتواصل حتى نهاية عام 2015.
وفي سؤال حول تحليل المؤشرات والنتائج المتعلقة بالمراحل التي تم إنجازها حتى الآن، أوضح الكوس أن المشروع يعمل حاليا على التعاون مع هيئة الإحصاء في الشارقة لإجراء مقابلات شخصية، وتوزيع استبيانات ورقية وإلكترونية على الأفراد الذين شملهم المشروع من أجل التعرف على آرائهم والنتائج الملموسة من تواصل جميع أفراد الأسرة مع الكتب التي تم توزيعها.
وأضاف أن هذا الاستبيان سوف يشمل 17000 أسرة، وسوف يقدم رصيدا معلوماتيا مهما لقياس نتائج المشروع وتحليل مؤشراته المتعلقة بالشوط الأكبر الذي تم إنجازه حتى الآن.
وفي نهاية حديثه أوضح الكوس أن المشروع سيواصل عقد الندوات والورش التخصصية والدورات التدريبية، التي تهدف إلى تعزيز ثقافة القراءة في المجتمع وتفاعل الأسر والأهالي مع هذه المبادرة التنويرية والهادفة، التي أطلقها حاكم الشارقة حتى يكون الكتاب حاضرا في كل منزل، وحتى تكون المكتبة هي الرئة التي يتنفس منها المكان، ويصبح مصدرا ملهما للإنتاج المعرفي والارتقاء بالذائقة الأدبية، وإضاءة الجوانب الفكرية لكل أفراد العائلة.
عدد اليوم
