الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بدرية محمد: النجوم الكبار لا يثقون كثيراً في مواهب الشباب

بدرية محمد: النجوم الكبار لا يثقون كثيراً في مواهب الشباب
16 يوليو 2009 01:14
خطت الممثلة الإماراتية بدرية محمد أو «بدور» وهو اسمها الفني سلم الشهرة ابتداء من عام 2002 عندما شاركت في مسرحية «جنَي أكاديمي» من تأليف علي جمال وإخراج أحمد الأنصاري لمصلحة مسرح دبي الأهلي، لكن انطلاقتها الحقيقية كانت في مسرحية «آه يا قلبي» تأليف أحمد أبو رحيمة وإخراج محمد العامري ضمن منافسات أيام الشارقة المسرحية عام 2005. في حوار معها في أبوظبي على هامش مشاركتها في مسرحية الأطفال «ياسمين والمارد الشرير» الحائزة على أربعة جوائز في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل للعام الحالي من تأليف الكاتب الراحل سالم الحتاوي وإخراج محمد سعيد السلطي تحدثت عن بداياتها ورحلتها مع الفن. مساهمة نسائية تقول بدور: أعتز أولا بأنني ممثلة إماراتية، تسعى مع الكثيرين للإسهام في تطور الحركة المسرحية، كما اعتز بمسيرتي مع فن المسرح من خلال جملة من الأعمال بدءا من «سفر عميان»، ومرورا بـ «لفطام» لفرقة مسرح حتَا، من تأليف وإخراج علي جمال، كذلك مسرحيات «هاوي» و»الصلامة» و»ياسمين والمارد الشرير» وهي واحدة من أهم الأعمال التي أعتز بها للكاتب الراحل سالم الحتاوي الذي يعد من أهم الكتاب المسرحيين في الساحة الإماراتية، وبهذه المناسبة اهدي كافة نجاحاتي إلى روحه الطيبة، مستذكرين دائما عطاءاته وجهوده في ترسيخ مفهوم الموروث الشعبي في المسرح. لقد خسر المسرح الإماراتي أحلى وأروع وأجمل الكتَاب وأكثرهم فهما وإخلاصا لرسالة المسرح، لقد كان لي الشرف أن أقدم واحدة من أهم أعماله لمسرح الطفل «ياسمين والمارد الشرير» ولمسرح الكبار «زمن اليوم» و»جنَة ياقوت». لقد رحل الحتاوي لكننا جميعا ونحن على خشبة المسرح نشعر بأن روحه تهفهف في المكان، نظرا لما يكنه له الجميع من محبة، ونظرا لمكانته العالية في مسيرة الحركة المسرحية المحلية. إطلالة تلفزيونية تستطرد «بدور» في الحديث عن انجازاتها في المجال الفني فتقول: توالت أعمالي وبخاصة مشاركتي في ورشة تمثيل تدريبية بقيادة المخرج السوري عدنان سلوم وتوجت هذه الورشة بمشاركة طيبة لي في مسرحية «النورس والقط الذي علمه الطيران». أما في مجال الدراما التلفزيونية فاعتز كثيرا بمشاركتي في مسلسل «أزهار مريم» و»ريح الشمال» من إخراج مصطفى الرشيدي، كذلك مسلسل «الدروازة» من إنتاج تلفزيون الكويت. وحاليا أنا بانتظار عرض مسلسل «جنَة ورنَة» من إخراج عمر إبراهيم خلال شهر رمضان المبارك 2009، والعمل من إنتاج تلفزيون دبي. مسرح الطفل وقالت بدور حول مفهومها لمسرح الطفل: انه مسرح صعب وليس كما يتخيله الآخرون، فالصعوبة تكمن في درجة نجاح الممثل في النزول والوصول إلى عقلية جمهور الأطفال، وذلك يحتاج من الممثل إلى تدريب وفهم عميق لرسالة هذا المسرح، وهي رسالة ثقافية وتعليمية مهمة لبناء جيل واع لفن المسرح وأهدافه التنويرية. وجميعنا يعلم بمن فيهم النقاد أن أهم مشكلة يعاني منها مسرح اليوم في العالم كله تكمن في عزوف الناس عن مشاهدة المسرحيات بسبب التطور التقني ووسائل الترفيه، لكننا لو تعاملنا مع جمهور مسرح الأطفال على انه جمهور المستقبل فستحل هذه المشكلة تلقائيا من هذا الجانب الخطير في العملية المسرحية. المسرح الإماراتي وعن رؤيتها لمسرح الإمارات حاليا أشارت إلى أنه مسرح متميز ونشيط بكل المقاييس، سواء من خلال سلسلة المهرجانات المتنوعة وعلى رأسها مهرجان أيام الشارقة المسرحية، أو من خلال الدعم الرسمي وفرص التنافس وبخاصة في مهرجان مسرح الشباب في دبي، كذلك توفر النصوص المحلية وبيئة صحية لإنتاج أعمال بمواصفات فن المسرح، ولكن لا شيء يكتمل في ساحة الإبداع، فما زلنا نعاني من نقص في عدد العناصر النسائية المحترفة، كذلك ضعف مستوى النقد المسرحي وحوار التجارب، بالإضافة إلى ضعف في إنتاج القطاع الخاص، لكن بالمجمل العام مسرحنا ما زال بخير، والجهود متواصلة للنهوض به نحو رسالته الحقيقية، فقط نحتاج إلى توعية الناس برسالة المسرح. مع المخرجين وعرجت بدور إلى الحديث عن المخرجين الذين تعاملت معهم عبر سبع سنوات من العمل، وقالت إن المخرج محمد سعيد عبدالله السلطي أعطاها الفرصة الحقيقية للوقوف على خشبة المسرح، لقد تعلمت منه كيفية الحركة، واستخدام أدوات الممثل، وكيف أثق بنفسي، حتى أصبح المسرح بالنسبة لي مع مرور الوقت عالما جميلا أجد فيه ذاتي المعبرة عن هموم وأحلام الناس، فهو أولا وأخيرا «فن الإنسان للإنسان». جيل مظلوم وترى بدور أن جيل الشباب في المسرح المحلي مظلوم، وقالت: هناك مواهب شبابية حقيقية وجميلة، ولكنها بسبب سيطرة كبار النجوم لا تأخذ حقها من النجومية ونوعية الأدوار، فالكبار لا يثقون كثيرا بالفنانين الشباب. ونطالب بأعلى الصوت أن تفتح الأبواب للجميع، حتى تكتمل الجهود في تطوير فن المسرح، تحقيقا لفكرة المسرح اليومي، وتكريس مفهوم حوار الأجيال والتجارب لأننا جميعا في قارب واحد اسمه مسرح الإمارات، فدعونا نجدَف جميعا كي نصل بقوة إلى شاطئ الإبداع الحقيقي. ودعت إلى تطوير فكرة المسرح الجوال، وتواصل عروض المهرجانات عبر كافة الإمارات لتعزيز مفهوم الثقافة الجماهيرية في جانب المسرح. أين النقد؟ من أطرف ما قالته بدور في هذا الحوار: أنا لا أتابع النقد المسرحي وما يكتب عن الأعمال المسرحية المحلية سواء في الصحف أو المجلات، فالنقد الموجود ـ على حد تعبيرها ـ لا يوازي كم ونوع النشاط المسرحي، ولكن دون شك هناك بعض الاستثناءات، إلا أن هذا غير كاف لكي تكون لدينا حركة نقدية شاملة متخصصة، ويا حبذا لو يتم الانتباه من جانب المسؤولين إلى هذا الجانب المهم والخطير في الإطار الفكري لفن المسرح، لأنه وباختصار دون نقد حقيقي تبقى حركة المسرح ناقصة وعرجاء وبجناح واحد، فهل يطير العصفور بجناح واحد؟ في السينما وحول مشوارها مع السينما قالت: اعتز كثيرا بمشاركتي في فيلم «نصف قلب» من تأليف وإخراج هلال عبدالله، وعرض في إطار منافسات إحدى دورات مسابقة الأفلام الخليجية، كما شاركت في فيلم «هوجاس وعرس الدم»، وأنوه هنا أن السينما الإماراتية ممتازة، وان كانت محدودة الانتشار، وبالنسبة لي لم آخذ فرصتي الحقيقية فيها مثل فرصتي في المسرح، ولو عرض علي دور تمثيلي في أحد الأفلام المحلية، فأتمنى أن يكون دورا يجسد الأم، لأنني أحب نوعية هذه الأدوار التي اقتدي في أدائها المتقن بالفنانة السورية منى واصف، فهي في اعتقادي من الممثلات القليلات في جانب الإتقان والحرفية وحب المهنة. إن دور الأم التقليدي الذي نشاهده في الأفلام العربية، أصبح هشَا وممجوجا، وعلينا أن نبحث عن أصالة هذه الشخصية في المجال الإبداعي. واختتمت بدور حديثها بالعديد من الأمنيات كان أولها: أتمنى أن أكسب رضا الجمهور على الدوام، وان يكون هناك قبول حسن لي من جانبه. وعلى صعيد الحياة تمنت أن يسود العالم السلام والرفاه، وأن تبقى الإمارات مظلة للمحبة والإخاء الإنساني وتمازج الثقافات والإبداع بكافة أشكاله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©