بسام عبد السميع (أبوظبي) - بحث المشاركون في ملتقى أبوظبي- البوسنة والهرسك، أمس، تأسيس شراكة اقتصادية، وتعزيز الاستثمارات المشتركة، في كلا الجانبين.
ودعا معالي الدكتور لاتيكو لاجومجيا، نائب رئيس مجلس الوزراء في البوسنة والهرسك، ووزير الشؤون الخارجية، المستثمرين ورجال الأعمال في كلا الجانبين إلى تأسيس مشروعات مشتركة، خاصة في القطاعات والمجالات ذات الحيوية والأهمية، والتي من أهمها قطاع البنية التحتية، وما يوفره من فرص، والقطاعين العقاري والسياحي.
وقال «إن بلاده توفر تسهيلات وإمكانات كبيرة لدعم وتشجيع استثمارات وشركات رجال الأعمال الإماراتيين، وعلى استعداد لتقديم أشكال الدعم والمساندة كافة لهذه المشروعات».
وقدم لاجومجيا عرضاً وافياً عن اقتصاد بلاده والخطط المستقبلية والمشروعات التنموية التي تخطط بلاده لتنفيذها خلال الفترة المقبلة.
ونوه بأن الملتقى يعقد بمشاركة 50 شركة من البوسنة بمختلف المجالات والقطاعات، وذلك لتأسيس شراكة اقتصادية فعلية بين الإمارات والبوسنة والهرسك.
وأضاف أن البوسنة ستحظى العام المقبل بفرصة الدولة المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، ما يعطي أهمية بالغة لتوسيع مظلة العلاقات مع الإمارات، بالنظر لمقوماتها الهائلة، وموقعها الجغرافي العالمي كمعبر للتجارة العالمية.
وأشار إلى التقدير الكبير الذي تبديه حكومة وشعب البوسنة للدعم الكبير الذي وجهته الإمارات بسخاء للبوسنة في أزمتها ومحنتها، مؤكداً أن هناك تطلعاً كبيراً لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع الإمارات في ضوء العلاقات التاريخية، إضافة إلى السعي للاستفادة من منظومة الخبرات الهائلة التي تتمتع بها الإمارات عالمياً على الصعيد الاستثماري والتجاري، وحصدها مؤشرات تنافسية في ذلك الصدد.
وأشاد بالتطور الذي تشهده دولة الإمارات قائلاً «إن الإمارات دولة منظمة تكنولوجياً على نحو أوسع»، مشيراً خلال افتتاح الملتقي أبوظبي- البوسنة، إلى أنه يوفر فرصاً استثمارية متنوعة بالبوسنة.
وأشاد بدعم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة للبوسنة والهرسك خلال فترة الحرب وما بعدها. وسلط الملتقى الضوء على الفرص المتاحة أمام الاستثمارات الإماراتية في البوسنة، وبالأخص في مجالات الطاقة والسياحة والفنادق والبنية التحتية والإنشاءات والتكنولوجيا والتمويل.
الروابط التجارية
من جانبه، أكد خلفان سعيد الكعبي، النائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، أهمية هذا الملتقى الذي سيساهم في تعزيز الروابط التجارية والتعاون بين رجال الأعمال والشركات في البلدين الصديقين.
وقال الكعبي «إن تنظيم الملتقى في أبوظبي سيوفر فرصة متميزة لبحث السبل الكفيلة برفع حجم وقيمة المبادلات التجارية، وتعزيز التعاون الاستثماري بين الشركات في إمارة أبوظبي والبوسنة والهرسك، وبما يرقى إلى تأسيس شراكة اقتصادية تعود بالنفع والفائدة على اقتصادي البلدين الصديقين».
وقدم الكعبي عرضاً وافياً عن اقتصاد إمارة أبوظبي والإنجازات التي حققها خلال الفترة الماضية والتسهيلات التي توفرها الجهات المعنية في الإمارة لاستقطاب الشركات الصناعية العالمية.
وأشار إلى أن إمارة أبوظبي حققت إنجازات اقتصادية كبيرة، وذلك في ظل حرص الجهات المعنية في الإمارة على خلق بيئة استثمارية جاذبة للاستثمارات العالمية، من خلال توفير العديد من المزايا والحوافز الاستثمارية التي تقدمها للمستثمرين، إلى جانب منظومة من التشريعات الاقتصادية التي تضمن نمو الأعمال وازدهارها.
وذكر الكعبي أن رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، جاءت لتضيف بُعداً جديداً للمزايا التي تتسم بها الإمارة، حيث تركز هذه الرؤية على تنويع القاعدة الاقتصادية، وتعزيز الاستثمارات، وتوفير رأس المال، واعتماد الأسس والمناهج الاقتصادية القائمة على المعرفة والتقنية الحديثة، في مختلف القطاعات الاقتصادية المستهدفة.
وأكد أن إمارة أبوظبي تمتلك من المقومات ما يجعلها نقطة انطلاق للشركات العالمية إلى بقية دول المنطقة، حيث تتميز الإمارة بالموقع الجغرافي الاستراتيجي، والبنى التحتية الحديثة، وتعدد شبكات وأنواع وسائل النقل، وسهولة الوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية.
الجاذبية الاستثمارية
وأوضح أنه ونظراً لما يتمتع به اقتصاد الإمارة من مميزات وقوة اقتصادية فقد وضع تقرير «فاينانشال تايمز» عن «آفاق الاستثمار الأجنبي المباشر -2011» أبوظبي في المرتبة الثانية من حيث المدن الأكثر جذبا للاستثمار الأجنبي المباشر في منطقة الشرق الأوسط.
وذكر الكعبي أن زيارة الوفد الاقتصادي الرفيع المستوى من البوسنة والهرسك إلى أبوظبي، تفتح مجالات جديدة للتعاون الاقتصادي المتبادل بين البلدين، خاصة أن الإمارة تمتلك العديد من الفرص الاستثمارية في قطاعات العمل المتعددة، مثل قطاعات المعادن والأدوية والطاقة المتجددة والسياحة والخدمات المالية، والكثير من الفرص المتاحة للاستثمار المباشر أو الشراكات الاستراتيجية بين مؤسسات القطاع الخاص في البلدين.
وأعرب الكعبي عن أمله في أن تشهد الفترة المقبلة زيادة ملحوظة في أرقام المبادلات التجارية بين إمارة أبوظبي وجمهورية البوسنة والهرسك ، خاصة أن حجم وقيمة المبادلات التجارية بين البلدين ما زالت متواضعة جداً، ولا تعكس بالتأكيد الإمكانات الاقتصادية والطبيعية التي يمتلكها البلدان.
وعقد الملتقي، بحضور عبد الجبار الصايغ عضو مجلس إدارة الغرفة، ومحمد هلال المهيري مدير عام الغرفة، ومحمد النعيمي المدير التنفيذي لقطاع الاتصال والأعمال بالغرفة، وحمد الماس المدير التنفيذي لقطاع العلاقات الدولية بدائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، وممثلون عن 200 شركة إماراتية وبوسنية، وعدد من المستثمرين ورجال الأعمال من إمارة أبوظبي وجمهورية البوسنة والهرسك.
عدد اليوم
