13 قتيلاً و140 جريحاً بصدامات طائفية في القاهرة

لقي 13 شخصا مصرعهم وأصيب 140 آخرون في أحداث شغب اندلعت مساء أمس الأول بين مسلمين وأقباط بمنطقة الزرايب بمنشية ناصر والمقطم والقلعة والسيدة عائشة بالقاهرة على خلفية إحراق كنيسة القديسين بقرية صول مركز أطفيح بمحافظة حلوان وسريان شائعة باشتعال مسجد بالقاهرة. وقالت وزارة الصحة أمس إن مستشفى قصر العيني استقبل 20 مصابا خرج من بينهم أربع حالات، كما استقبل مستشفى الزهراء الجامعي 17 مصابا و23 مصابا في مستشفى الحسين الجامعي، و34 مصابا في مستشفى أحمد ماهر ومستشفى التأمين الصحي بالمقطم 6 مصابين، ومستشفى “الأنجلو أميركان” مصابين اثنين، ومصاب بالمستشفى اليوناني فيما استقبل مستشفى السلام بالمهندسين مصابين، والمستشفى الايطالي 5 مصابين، ومستشفى قصر القبة 33 مصابا الى جانب 3 حالات وفاة واستقبل مستشفى سمعان الخراز 7 متوفين، كما توجد حالة وفاة بمستشفى أحمد ماهر التعليمي، وحالة وفاة أخرى بمستشفى الزهراء الجامعي. وأوضحت وزارة الصحة أن حالات المصابين تنوعت ما بين جروح قطعية وطلق ناري بالبطن والصدر وكسور وجروح بفروة الرأس وكدمات وسجاحات متفرقة بالجسم وانه قد تم تسليم 7 جثث من المتوفين إلى المشرحة وهم تحت تصرف النيابة. وكانت اشتباكات عنيفة وقعت مساء أمس الأول بين الأقباط والسلفيين بمنطقة الزرايب بمنشية ناصر والمقطم وسط إطلاق نار كثيف.واحتشد المتظاهرون الاقباط بالمنطقة وقاموا بقطع طريق الاوتوستراد لأكثر من ساعتين مما سبب حالة من الذعر لقائدي السيارات المارة على الطريق، بسبب احتجاجهم على حادث الاعتداء على كنيسة الشهيدين بقرية صول وعدم البدء في إعادة البناء حتى الآن. وعقب ذلك توجهت مجموعات كبيرة من السلفيين إلى المنطقة للمطالبة بإطلاق سراح ما اطلقوا عليهم بالسيدات المحتجزات داخل الكنائس والذين كانوا قد اعلنوا إسلامهن مثل وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة. وأكد السلفيون ضرورة عدم تغيير المادة الثانية من الدستور المصري التي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع وهي المادة التي طالب الأقباط بتغييرها عقب ثورة 25 يناير. وسارعت القوات المسلحة إلى المنطقة وتصدت لأعمال الشغب واحتوت الموقف حسبما اكد مصدر عسكري مسؤول. إلى ذلك واصل آلاف المحتجين الأقباط اعتصامهم أمس لليوم الخامس على التوالي أمام مبني الإذاعة والتليفزيون بالقاهرة احتجاجا على تدهور الأوضاع بقرية صول مطالبين بإعادة بناء الكنيسة في موقعها الأصلي وإعادة بناء مبنى الخدمات المجاور لها وتشكيل لجنة تقصي حقائق للتحقيق في هذه الأحداث ومحاسبة المسؤولين عنها وضرورة وضع الضمانات اللازمة لتوفير الحماية للأقباط بالقرية وضمان عودتهم لمنازلهم وصرف تعويضات عن الخسائر التي تعرض لها الأقباط في القرية. ونادى المعتصمون بأهمية تفعيل المواطنة والمساواة بين المصريين في جميع الحقوق بما في ذلك ممارسة الشعائر الدينية، وبناء دور العبادة وسرعة الإعلان عن التحقيقات في أحداث دير الأنبا بيشوي وكشف المتورطين عن اطلاق الرصاص الحي على الرهبان وعمال الدير، بالإضافة إلى وضع الضمانات الكافية لحماية الكنائس وممتلكات الأقباط خاصة في ظل الانفلات الأمني الذي تعيشه مصر حاليا. كما طالبوا بإقالة محافظي حلوان والمنيا لتعمدهما إشعال الفتنة الطائفية والإهمال في حماية الأقباط. واكدوا انهم سيواصلون اعتصامهم حتى تحقيق كافة مطالبهم على الرغم من أن الدكتور عصام شرف رئيس حكومة تسيير الأعمال توجه اليهم وخاطبهم من إحدى شرفات مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون وهتف معهم: “مسلم ومسيحي إيد واحدة”، و”ارفع رأسك فوق أنت مصري” واستمع إلى مطالبهم ووعد بتنفيذها وقرر الإفراج عن الأب ميتاوس بناء على طلبهم. وعقد اللواء حسن الرويني قائد المنطقة المركزية العسكرية مؤتمرا شعبيا بقرية “صول” وأكد التزام القوات المسلحة بإعادة بناء الكنيسة وترميمها في التوقيت المحدد. وأكد اللواء طارق مهدي المشرف على اتحاد الإذاعة والتليفزيون أن جميع سكان قرية صول قد عادوا إلى منازلهم عدا ثلاث أسر وأن القرية تم تأمينها بالكامل بواسطة القوات المسلحة، وجار بناء كنيسة الشهيدين في نفس موقعها. واستنكرت أحزاب وقوى سياسية مصرية ظهور نعرات طائفية تهدد السلام الاجتماعي ودعوا إلى مسيرة مليونية غدا “الجمعة” تنطلق من ميدان التحرير إلى قرية صول تحت شعار “لا للفتنة الطائفية”. ويأتي ذلك فيما تظاهر مئات من السلفيين أمس لليوم الثاني على التوالي أمام مقر مجلس الوزراء للمطالبة بالكشف عن مصير كاميليا شحاتة التي اختفت عقب إشهار إسلامها وضرورة إطلاق حريتها. وخرج رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف إلى شرفة المجلس وخاطب المتظاهرين عقب اجتماعه بمجموعة منهم وأكد أن مطالبهم محل دراسة ووعد بالاستجابة لها في أقرب وقت.