الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطفال للحروب

27 مايو 2008 02:24
انخفض عدد النزاعات المسلحة التي يتم فيها تجنيد الأطفال بشكل واضح خلال السنوات الأربع الأخيرة، لينحدر العدد من 27 إلى 17 نزاعا، وذلك وفقا لما جاء في تقرير أصدره هذا الأسبوع ''تحالف وقف تجنيد الأطفال'' المجموعة التي تتخذ من لندن مقرا لها، والتقرير الذي يعد الأول من نوعه منذ 2004 يعكس في جانب منه تبلور شبه إجماع عالمي على عدم استغلال الأطفال وتجنيدهم في الصراعات المسلحة، بل إن المفهوم تسرب أيضا إلى ضمير الميليشيات الأكثر بطشاً بعدما استهدفت العدالة الدولية وجوهاً معروفة بانتهاكها لحقوق الأطفال مثل ''تشالرز تايلور'' من ليبيريا و''جوزيف كوني'' من ''جيش الرب'' في أوغندا· لكن التقرير يعكس حقيقة باتت واضحة للجميع أنه عندما تندلع المعارك، لا سيما في البلدان الهشة، يكون الأطفال أول من يساقون إليها، وفيما نجحت بلدان مثل ليبيريا وسيراليون، التي أرغم فيها الآلاف من الأطفال على المشاركة في المعارك، في وقف حروبها خلال الخمس سنوات الأخيرة، مازالت تستقطب صراعات أخرى في منطقة دارفور بالسودان، وجمهورية أفريقيا الوسطى المزيد من الأطفال· وحسب التقرير مازال الأطفال في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط يساقون إلى ساحات المعارك، وفي هذا السياق يوضح التقرير أن: ''هذا التراجع في عدد الأطفال المشاركين في الحروب يعود إلى انتهاء الحروب أكثر منه إلى تأثير مبادرات الحد من تجنيد الأطفال، فأينما اندلع صراع مسلح يتم اللجوء إلى الأطفال لتجنيدهم''، وكشف التقرير أيضا وجود بعض الحكومات المتصلبة في مواقفها مثل ''ميانمار'' وتشاد والكونجو والصومال وأوغندا التي ما زالت تجند الأطفال في صفوف الجيش والقوات الأخرى شبه العسكرية، ويقدر التقرير أنه في تشاد لوحدها يوجد ما يتراوح بين 7 آلاف و10 آلاف طفل أرغموا على المشاركة في القتال بين العامين 2006 و2007 بعد أن دربوا في الحدود الشرقية مع السودان· وقد اعترف أحد قادة الجيش التشادي في حوار مع منظمة ''هيومان رايتس ووتش'' قائلا: ''لا شيء يضاهي الجنود الأطفال، لأنهم لا يشتكون ولا يتوقعون أن تدفع لهم رواتب، وإذا أمرتهم بالقتل، فإنهم يقتلون''، ونبه التقرير إلى أوجه القصور التي تميز برامج إدماج الأطفال المقاتلين بعد انتهاء المعارك، إذ رغم الملايين التي يخصصها المانحون الدوليون لمساعدة الأطفال الجنود على الرجوع إلى الحياة المدنية والتأقلم مع واقعهم الجديد، إلا أنه في كثير من الأحيان يترك الأطفال لتدبر مصيرهم دون مساعدة من أحد، ففي جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث اندلعت حرب أهلية بين العامين 2002 و،2003 تم تجريد 7500 مقاتل من السلاح وإدماجهم في الحياة المدنية من خلال إعادة تدريبهم لبدء حياة جديدة، لكن من بين هؤلاء لم يشارك سوى 26 طفلا، رغم الانخراط الواسع للأطفال في المعارك وتشكليهم لجزء كبير من المقاتلين، أما في الكونجو، حيث خلفت الحرب الأهلية أكبر عدد من القتلى في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، يعتقد أن عدد الأطفال المشاركين في المعارك وصل إلى 30 ألفا، 11 ألفا منهم لم يتلقَ أية مساعدة بسبب شح الموارد ونقص الإمكانات· ولا يقتصر الأمر على المجندين من الذكور، بل يمتد استغلال الأطفال إلى الفتيات اللواتي يحتجزن للقيام بالطبخ، أو لأغراض الاستغلال الجنسي، ويوضح التقرير أن مصير الإناث أسوأ من الذكور بسبب الشعور بالعار الذي يتملكهن من جهة وتفضيلهن الصمت على البوح، وبسبب أيضا عدم حملهن للسلاح، وهو ما يقصيهن من المساعدة باعتبارهن غير مقاتلات· ويبدو أن العدالة الدولية بدأت تنتبه إلى الظاهرة وتلاحق المسؤولين عن تجنيد الأطفال، حيث أدانت المحكمة الخاصة بسيراليون ثلاثة ضباط في الجيش بتهم مرتبطة بتجنيد الأطفال، كما يواجه ''توماس لوبانجا'' أحد أمراء الحرب في الكونجو تهماً مشابهة· ليديا بولجرين- السنغال يشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©