السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ما: توقعاتنا مع الصين تصل عنان السماء

ما: توقعاتنا مع الصين تصل عنان السماء
27 مايو 2008 02:23
تم يوم الثلاثاء الماضي تنصيب ''ما ينج- جيو'' صديق الصين رئيسا لتايوان، وسط آمال كبيرة ببزوغ فجر عهد جديد من التعاون بين الدولتين، كان هذا هو ثاني انتقال للسلطة يجري في تايوان بعد السنوات الثماني لحكم الحزب السابق المؤيد للاستقلال، التي تميزت بارتفاع حدة التوتر عبر مضيق تايوان، وبالجمود السياسي، والأداء الاقتصادي الباهت· وفي خطابه الافتتاحي الذي حظي بمتابعة دقيقة أشار ''ما'' إلى تراث البلدين الصيني المشترك، وهو ما اعتُبر تغيرا لافتا للنظر في لغة الخطاب مقارنة بالرئيس السابق ''شين شوي بيان'' الذي كان كثيرا ما يركز على الهوية المستقلة للجزيرة، وأعاد ''ما'' تأكيد نيته على تحسين العلاقات بين البلدين استنادا الى ما يعرف بـ'' إجماع ''1992 الذي تعترف الدولتان فيه بفكرة الصين الموحدة، ولكنهما يختلفان على تعريف ما يعنيه ذلك بالضبط، يقول ''تاو وينزاو'' -الأستاذ بأكاديمية العلوم الاجتماعية في بكين- مشيرا إلى ما قاله ''ما'' في خطابه الافتتاحي: ''إنها لبداية جيدة ··· هناك مشتركـــات بين ''ما ينج- جيو'' وموقفنا وسوف يتم استقبال هذا بإيجابية في البر الصيني''· و''ما'' الذي ينتمي إلى ''كومينتانج'' أو الحزب القومي الصيني رفع سقف التوقعات، بما قدمه من وعود بتوثيق العلاقات الاقتصادية، واستئناف المحادثات المجمدة منذ العام ،1999 وإمكانية التوصل إلى صفقة سلام، وقد حظي حفل تنصيبه في ''تايبيه'' يوم الثلاثاء الماضي باهتمام بالغ، حيث راح الباعة الجائلون يبيعون ملصقات تحمل صور ''ما'' وقبعات بيسبول، وطوابع تذكارية خارج الإستاد الذي أقيم فيه حفل التنصيب، والذي ألقى فيــــه الرئيــس خطابــه الافتتاحي، وشرح ''تشينج ياي ين'' -المواطن التايواني الذي كان يشاهد مراسم التنصيب على شاشة عملاقة خارج الاستاد- السبـــب الذي دعـــاه للخروج مـــن عملـــه، حتى يلحق بالحفل بقوله: ''إنني أحب ''ما ينج-جيو'' لأنه سيساعد تايوان، ''الكومينتانج'' يريد بقاء الوضع الحالي على ما هو عليه أي لا استقلال ولا وحدة، واعتقد أن هذا في مصلحة الشعب التايواني لأن لا أحد يحب الحرب هنا''· معظم المحللين يتفقون على أن ''ما'' سيكون قادرا على توسيع نطاق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بيد أن البعض يقولون إنه ربما يكون قد رفع سقف التوقعات بشأن التقدم السياسي أكثر مما ينبغي، والأجندة الاقتصادية لـ''ما'' تشمل زيادة عدد رحلات الطيران المباشرة، وخطوط النقل البحري، لتسهيل وصول السياح الصينيين إلى تايوان، وتخفيف القيود المفروضة على الاستثمارات، إلى ذلك، يريد ''ما'' إنهاء المعركة الدبلوماسية التي تدور رحاها بين البلدين من أجل الاستئثار بأكبر عدد من الحلفاء، كما يريد أيضا مناقشة توسيع المشاركة التايوانية في المنظمات الدولية مثل ''منظمة الصحة العالمية'' وإنهـــاء عقود من العدائيـــات بشكـــل رسمي· وموقف الصين ونواياها بشأن تلك الموضوعات لا يزالان غير واضحين حسبما يرى ''لو تشيه- تشينج'' -أستاذ العلوم السياسية في جامعة ''سوتشو''- في تايبيه بقوله: ''الكرة الآن في ملعب بكين، الروابط الاقتصادية يمكن حلها على أساس ''إجماع 92 '' أما عندما يتعلق الأمر بموضوعات الفضاء الدولي، واتفاقية السلام، فإنني أقول إنني لست متأكدا ما إذا كان ذلك سيكون في صالح الصين فعلا أم لا''· و''ما'' يخاطر بتعريض نفسه لرد فعل عنيف في الداخل، إذا ما نُظر إليه من قبل مواطنيه على أنه يبالغ في التودد للصين، فالحزب السابق المطالب بالاستقلال يرفض '' إجماع ''92 ويعتبره انتقاصا خطيرا من السيادة، كما أن العديد من أعضاء الحزب يخشون أن يؤدي التكامل الاقتصادي مع بكين إلى إعطائها قوة رافعة أكبر مما ينبغي في جزيرتهم، وقد استبعد ''ما'' مسألة الوحدة مع الصين خلال فترة حكمه، حيث أكد في خطابه على إنجازات تايوان الديمقراطية، واعتبر أن الجزيرة تمثل نموذجا سياسيا للصين· منذ الزيارة التاريخية التي قام بها مسؤول كبير من ''الكومينتانج'' إلى الصين عام ،2005 تمكن الحزب من صياغة إجماع مفصل مع بكين، حول التبادلات الاقتصادية والثقافية، والتحدي الذي يواجه ''ما'' في الوقت الراهن، هو توسيع نطاق ذلك الإجماع بحيث يشمل أيضا خصومه السياسيين في تايوان· وهذه العملية يمكن أن تؤدي إلى إبطاء التكامل، وإلى وضع قيود على أي مبادرات سياسية أخرى، من قبل'' ما''، يعلق ''جوزيف تشنج'' -المحلل السياسي في جامعة ''سيتي'' في ''هونج كونج- على ذلك بقوله: ''خلال عامين أو ثلاثة قد يقول العديد من الناس في تايوان: لقد ذهبنا أبعد مما ينبغي وبسرعة أكثر مما ينبغي''· أما في الوقت الراهن فيركز الكثير من التايوانيين على الموضوعات الاقتصادية وهو ما يعبر عنه ''تشينج- ياي- ين'' بقوله: ''نحن دولة مستقلة الآن، ومع سياسة تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الصين وتايوان، فإن اقتصادنا سيتحسن بسرعة، أما بالنسبة للسياسات فقد يستغرق الأمر 100 أو 2000 عام لحل المشكلة القائمة بيننا منذ أمد طويل''، ورفع'' ين'' عينيه إلى السماء مبتسما وقال:'' كما اعتقد أن أسعار الأسهم والسندات سترتفع إلى عنان السماء أيضا''· جوناثان آدامز- تايبيه ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©