الموصل تستعيد مظاهر الحياة بعد تطهيرها من القاعدة

بدأت مظاهر الحياة تعود تدريجيا الى الموصل، كبرى مدن محافظة نينوى في شمال العراق، بعد سلسلة من المحظورات فرضتها التنظيمات المتطرفة شملت الحلاقين وبيع السجائر والمشروبات الكحولية · ويقول هشام عبد الله الحمداني صاحب مطعم السدير ''قضى اثنان من عمالي قتلا كما اصيب ابني بجروح، لقد ارغموني على اغلاق المطعم بعد ان طلبوا عدم نحر اناث الخراف ومنع دخول طلاب الجامعات بشكل مختلط ورجال الشرطة''· وأشار الى ''ارغام عدد كبير من اصحاب المطاعم على دفع جزية تحت عنوان تبرعات''· وأشارت المصادر الامنية الى مقتل ''نحو 15 حلاقا بشكل علني واغلاق عشرات المحال فضلا عن قتل العشرات من باعة السجائر في الشوارع''· وأضافت ''ان القاعدة منعت اختلاط الاناث والذكور الاطفال في المدارس وحرمت المزج بين الخيار والطماطم بذريعة الفصل بين الجنســــــين كما منعت اصحاب المطاعم من استقبال موظفي الدولة ورجال الامن''· كما منعت بيع المكسرات الموصلية الشهيره بذريعة انها تستخدم بغرض الاستراحة و''إبعاد الناس عن الجهاد''· وأكدت المصادر ''مقتل عدد كبير من رجال الدين واساتذة الجامعات لدى محاولتهم الاعتراض على اساليب القاعدة''· وذكر مصدر في مديرية التربية رفض ذكر اسمه ان ''حوالى خمسين مدرسا ومدرسة لقوا مصرعهم لأن الارهابيين اعتبروهم عملاء كونهم يتسلمون رواتبهم من الحكومة''· وفي ظل عملية ''ام الربيعين'' التي شنها الجيش العراقي في الموصل، بات في امكان السكان اقامة حفلات الزواج بعد ان منعت ذلك التنظيمات المتشددة دينيا· من جهته أكد العميد في الجيش السابق وكاع الجبوري ''مقتل عشرات من رفاقنا اثر رفضهم العمل تحت امرتهم لتنفيذ اجندتهم الطائفية'' وأضاف ''حكموا على عناصر الجيش السابق بالاعدام لأننا لم ننفذ ما طلبوه منا من جرائم ارهابية''· وفي هذا السياق، قال دريد كشمولة محافظ نينوى إن ''القاعدة استخدمت اساليب القتل المروع والخطف والابتزاز والنحر والحرق والتهجير ضد جميع طوائف المجتمع ولم يسلم منهم اصحاب المطاعم والحلاقون وعناصر الامن''· وأشار الى ''تهجير اكثر من عشرة آلاف عائلة خلال السنوات الاربع الماضية بينهم اكراد ومسيحيون وشبك وتركمان ويزيديون يسكنون نينوى منذ مئات بل الاف السنين''· من جانبه، شدد اللواء عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية على ''اعادة الحياة الى نينوى بعد ان تحكمت فيها قوى التطرف والشر التي مارست الابتزاز في ظل ما يسمى امارة الموصل الاسلامية''· وأكد ''اعادة 69 ضابطا من العاملين سابقا في وزارة الداخلية و263 من ضباط الجيش السابق من الموصل الى العمل مما يساعد في انجاح عملية ام الربيعين''·