الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صراع مايكروسوفت وجوجل .. هل يمثل زوبعة في فنجان؟

صراع مايكروسوفت وجوجل .. هل يمثل زوبعة في فنجان؟
15 يوليو 2009 00:58
دخل التنافس بين مايكروسوفت وجوجل مرحلة جديدة الأسبوع الماضي غداة الإعلان عن إطلاق برنامج التشغيل الجديد «جوجل كروم» Google Chrome الذي ينظر إليه المحللون على أنه يمثل هجوماً مباشراً على «مايكروسوفت ويندوز». ولا يُعدّ هذا الحدث بأي حال، الشرارة الأولى لاندلاع الحرب التنافسية بين الشركتين العملاقتين، بل سبقت ذلك مبادرة جوجل لطرح متصفّحها الخاص للإنترنت «كروم ويب براوزر»، الذي جاء ليتحدى بدوره متصفّح مايكروسوفت الشهير «إنترنت إكسبلورر». وامتدت هذه الحرب التنافسية أيضاً إلى أنظمة تشغيل الموبايل عندما أطلقت جوجل نظام «أندرويد» لتشغيل الهواتف الخليوية الذكية، الذي جاء ليقتنص الكثير من مكاسب نظام مايكروسوفت لتشغيل الموبايل «ويندوز موبايل». وفي مقابل ذلك، عمدت مايكروسوفت إلى التعدّي على الاختصاص الأساسي لجوجل في ابتكار محركات البحث الفعّالة عندما أعلنت عن ابتداع تكنولوجيات غير مسبوقة في تطوّرها وجسّدتها في محرك جديد للبحث أطلقت عليه اسم «بينج» Bing. ويعلّق خبير في ثورة المعلومات يدعى روبرت كرينجلي على هذه الأحداث فيشير إلى أن هذه الضوضاء التي تثيرها الشركتان العملاقتان قد تنطوي على الفوائد الجمّة لوسائل الإعلام التي تعتبرها منبعاً لا ينضب من الأخبار والتحاليل الصحفية المثيرة، إلا أنها لا تشكل فرقاً يذكر بالنسبة لأي من الشركتين أو بالنسبة للمستخدمين أنفسهم. وهذه الضجّة، في رأي كرينجلي، ليست أكثر من زوبعة في فنجان لأنها معركة ينطبق عليها قانون «محصّلة الصفر». ويعني ذلك أنه إذا خسرت إحدى الشركتين بعض النقاط في اختصاص ما، فإن ذلك يكون على حساب ربح مقابل في اختصاص آخر؛ وتكون النقاط السالبة لإحداهما، موجبة بالنسبة للأخرى، وفي النتيجة لا يكون هناك رابح أو خاسر. وبالعودة قليلاً إلى الوراء، نجد أن مايكروسوفت صنعت مجدها ومكاسبها المادية من مُنتَجين اثنين لا ثالث لهما، هما «ويندوز» و»أوفيس». وعندما عمدت إلى «حشر أنفها» في ابتداع منتجات جديدة خارج نظامي التشغيل المذكورين، فقد كانت تسجّل خسائر مادية. وأما جوجل، فقد صنعت الجزء الأكبر من مجدها من بيع الإعلانات على الإنترنت ومحرك البحث الشهير الذي تمتلكه، وكانت تسجّل الخسائر في كل نشاط آخر كانت تقوم به. ويخلص كرينجلي من تحليله لهذه الحرب إلى أنه ليس من مصلحة أي من الشركتين إصابة الأخرى بالضربة القاضية. كما أن من غير المحتمل على الإطلاق أن تتمكن أي منهما من فعل ذلك. ومن المعروف مثلاً أن الغالبية العظمى من المبحرين في محرّك جوجل، يعتمدون في ذلك على كل من نظام «ويندوز» للتشغيل و»إنترنت إكسبلورر» لتصفّح الإنترنت، وكلاهما من صنع مايكروسوفت. ولا شك أنه ليس من مصلحة جوجل أبداً الاستغناء عن هذين النظامين، خاصة أن نجاحها وارتقاءها السريع كانا يعتمد عليهما معاً. ويعبّر كرينجلي عن هذا التداخل في المصالح فيشير إلى أن آخر ما يتمنّاه إريك شميدت المدير العام التنفيذي لشركة جوجل، هو أن يستفيق ذات يوم على خبر صاعق يفيد بأن محرك جوجل لم يعد قابلاً للتشغيل في الكمبيوترات التي تعمل بنظام «مايكروسوفت ويندوز». وبالرغم من أن من المستبعد أن تلجأ شركة مايكروسوفت إلى تعديل نظام ويندوز بالشكل الذي يغدو معه غير صالح لتشغيل محرك «جوجل»، إلا أن التفكير في اتخاذ مثل هذه الخطوة الخطيرة ليس من رابع المستحيلات. ولا شك أن «جوجل» اتخذت احتياطاتها المسبقة في هذا المجال عندما عمدت إلى تصميم أنظمة التشغيل الجديدة «جوجل كروم» و»كروم أو إس» و»أندرويد» على الشكل الذي يدفع مايكروسوفت إلى اتخاذ موقف دفاعي بحت بدلاً من دفعها إلى الضغط على الأزرار الحمراء (كناية عن أزرار إطلاق الصواريخ البالستية النووية). ويذكر أنه سبق لجوجل أن أعلنت عن إطلاق متصفح الإنترنت «كروم» Chrome قبل بضعة أشهر. وقالت مصادرها إنه مصمم بحيث يبسط سلطانه على سوق المتصفحات جميعاً بما فيها تلك التي أنتجتها مايكروسوفت وعلى رأسها «إنترنت إكسبلورر». وجاء هذا التطور المهم بعد مرور أسبوع واحد على إطلاق مايكروسوفت لمتصفح جديد آخر أطلقت عليه اسم «إن برايفت» InPrivate وصفته بأنه يتضمن وظائف جديدة يمكنها أن تؤثر على السياسة الإعلانية لمنافسيها على الشبكة وخاصة «جوجل». ويؤكد المحللون أنه لو كتب لمتصفح جوجل الجديد النجاح المنتظر في الأسواق، فسوف يحقق لها نقلة نوعية فيما يتعلق بسجلها الحافل في تطوير مستقبل الإنترنت. وحول خصائص المتصفح الجديد «جوجل كروم»، قال محلل الأجهزة الإلكترونية والتر موسبيرج الذي تكفل باختباره ونشر التقارير المسهبة عنه: «كروم متصفح ذكي ذو خصائص ابتكارية إبداعية. وهو مصمم بحيث يجعـــــــل من عملية الإبحار عبر الإنترنت أكثر ســهولة وأقل دفعاً للمســــــتخدم للشعور بالإحباط. إلا أن هذه النسخة الأولى التي أطلقتها جوجل مؤخراً، هي نســــخة اختبارية تفتقـــــد لبعض الوظائف الشائعة في المتصفحات الأخرى للإنترنت. ويبدو بوضوح أن جوجل تدرك جيداً عناصر هذا القصور؛ وهي بصدد وضع خطة لإضافة هذه الوظائف إلى متصفحها الجديد في القريب العاجل. ومن عيوب «كروم»، أنه بطيء الاستجابة لأوامر الربط بين المستخدمين عن طريق البريد الإلكتروني، وكثيراً ما يتلكأ في استحضار الصفحات بشكل مباشر على الشاشة؛ كما يغيب عنه نظام المؤشر الجانبي الذي يظهر حجم ما تم تحميله على الصفحة وما تبقى من مساحات فارغة فيها. ويمضي موسبيرج في وصفه لـ»كروم» فيقول: «وبالرغم من أن شركة جوجل قالت إن «كروم» متصفح سريع، إلا أنني وجدته أبطأ من كل من «فايرفوكس» و»سافاري» عندما يتعلق الأمر بفتح صفحات الإنترنت». ويضاف إلى ذلك إشارته إلى أن متصفح مايكروسوفت الجديد «إكسبلورر 8» الذي أطلق عليه أيضاً اسم «إن برايفت» InPrivate يسمح للمستخدم بالإبحار في مواقع الإنترنت واستخدام كافة محركات البحث من دون الحاجة للكشف عن هويته أو تقديم أي بيانات شخصية على الإطلاق. ويذكر أن شركة (جوجل) تواجه احتجاجاً شعبياً واسعاً ضد أسلوب جمع البيانات الشخصية المفصلة حول مستخدمي محركها للبحث من خلال إبحارهم في المواقع المختلفة من أجل استهدافهم بالإعلانات التي تتفق مع ميولهم. ويقول موسبيرج من خلال اختبار المتصفحين إن «مايكروسوفت إكسبلورر 8» يتفوق على «كروم» من ناحية حماية الخصوصية الشخصية لمستخدمه. فهو يغفل جمع البيانات حول مستخدمه بالرغم من أنه يعتمد نظام الإعلان الموجه إلى المستخدمين بحسب ميولهم التي يتم استنتاجها من خلال طبيعة المواقع التي يتم فتحها. عن Financial Times و International Herald Tribune وموقع microsoft.com
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©