تدرس فنلندا مضاعفة إنتاجها من الطاقة النووية خلال السنوات العشر المقبلة ضمن مساعيها إلى الاستغناء عن واردات الكهرباء الروسية التي بلغت رقماً قياسياً عام 2009.
وتسعى فورتم أويج أكبر مؤسسة خدمات منافع في فنلندا وتيولسودن فويما ومجموعة على رأسها إيه أون إلى الحصول على تصاريح لبناء ثلاثة مفاعلات نووية بالإضافة إلى المفاعلات الأربعة القائمة.
ومن المقرر أن تتخذ الحكومة الفنلندية قراراً في هذا الشأن خلال الشهر الجاري.
وأكد وزير المالية الفنلندي جيركي كاتاينن أهمية الاستغناء عن واردات الكهرباء من روسيا، مضيفا أنه ينبغي أن لا تعتمد فنلندا على تلك الواردات وأنه من غير المنطقي أن تدفع فنلندا لروسيا مقابل كهرباء في مقدور فنلندا إنتاجها.
وقال إن اعتماد فنلندا على الكهرباء الواردة بصفة رئيسية من روسيا والتي تشكل 15 في المئة من مجمل الطاقة يضعف وضعية فنلندا نظراً لصناعاتها كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل صناعة الورق وأيضاً بسبب مواسم الشتاء التي يمكن أن تظل فيها درجات الحرارة دون درجة التجمد لستة أشهر.
غير أن المعارضين يقولون إن الطاقة النووية بالغة الخطورة وإنه ينبغي على فنلندا البحث عن خيارات أخرى.
يذكر أنه سبق لروسيا قطع شحنات الغاز إلى أوكرانيا ثلاث مرات خلال خمس سنوات لخلافات حول الأسعار آخرها كان في شهر يناير 2009 استمر ثلاثة أسابيع مسبباً انقطاع الإمدادات ونقصاً شمل مناطق متفرقة شرقي أوروبا وغربها.
يعتبر استهلاك الفرد للكهرباء في فنلندا الأعلى في الاتحاد الأوروبي وأكبر من ضعف استهلاك الفرد في ألمانيا، وذلك يعزى جزئياً إلى أن درجات الحرارة في الشتاء يمكن أن تنخفض إلى (-58) درجة فهرنهايت.
وخيار فنلندا الرئيسي لتعزيز استقلالها في الطاقة يكمن في الطاقة النووية نظراً لافتقارها إلى النفط والغاز المتوفرين في روسيا والنرويج.
وفي السياق ذاته، يقول جوها نوكها رينن رئيس اتحاد صناعات الطاقة الفنلندي الذي يمثل منتجي الطاقة: “لابد لنا من تأمين احتياجاتنا من الطاقة حتى في أحوال ذروة الأحمال، وينبغي أن تحصل كل الجهات المتقدمة بطلبات عل تصاريح بناء المفاعلات”.
في عام 2009 ولدت المفاعلات النووية في فنلندا ثلث إنتاج الكهرباء في الدولة البالغ 68.7 مليون تيراوات ساعة بينما تشكل الطاقة المائية 18 في المئة بحسب بيانات إحصائيات فنلندا الرسمية. واستهلكت فنلندا إجمالاً 80.8 مليون تيراوات ساعة وعوضت الفرق من خلال الواردات.
ودفعت فنلندا 497 مليون دولار العام الماضي مقابل الكهرباء الروسية ما شكل ثلاثة أرباع اجمالي الكهرباء المستوردة، بحسب مكتب الاحصائيات الفنلندي. غير أنه بعد انخفاض استهلاك الكهرباء الفنلندي 7.4 في المئة العام الماضي في أكبر انخفاض منذ الحرب العالمية الثانية نظراً لما ترتب على الركود الاقتصادي من تقليص الإنتاج وتقليل سعة صناعة الغابات يقول المنتقدون إن المفاعلات النووية لا ضرورة لها وأن توقعات استهلاك الصناعة من الكهرباء مبالغ فيها.
عن “واشنطن بوست”
عدد اليوم
