الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان المبارك: المشتاقون فئتان

15 يوليو 2009 00:41
سينتهي شهر يوليو سريعاً، وسيقبل شهر أغسطس ليحمل معه أعطر الأيام وهو رمضان المبارك، حيث كلنا يشتاق للقائه. الشوق إلى شهر رمضان الكريم شوقان، فئة تشتاق للبحث في الجرائد والمجلات عن ما هو جديد من مسلسلات تاريخية طبعا «تغث الصدر» ومن مسلسلات خليجية همها الوحيد إبراز المشاكل والطلاق والانحراف، بالإضافة إلى البحث عن برامج الفوازير والمسابقات التلفزيونية والهاتفية، وفئة ثانية تشتاق للبحث عن المحاضرات الدينية والندوات الدينية والثقافية، والبرامج الدينية التي يبثها التلفاز، ومواعيد محاضرات الشيوخ، بالإضافة إلى البرامج المفيدة. فئة تشتاق لاستقبال رمضان الكريم بكل شوق لإعداد وتجهيز الطعام من «يواني» العيش، والصحون والقدور الجديدة والذبائح التي لا تعد ولا تحصى، ومن «درازن» المعلبات والجيلي وقمر الدين والمهلبية وغيرها، وفئة أخرى تشتاق لرمضان الكريم بكل شوق في إعداد الطعام البسيط والخفيف والتفكير بأن هناك فقراء ومساكين ومحتاجين في أمس الحاجة إلى الطعام، فتخصص جزءاً من طعامها لهم. فئة تشتاق للأطعمة الدسمة «لأن البطون لم تتعود على الجوع»، فما إن يحين الإفطار حتى يضرب الكل بالخمس، وعندما ينتهون من الطعام يجدون صعوبة حتى في الوقوف، وفئة تشتاق إلى الأطعمة الخفيفة، لأنها تعلم أن الطعام لا يهرب، وكثير، الحمد لله. فئة تشتاق إلى سماع صوت أذان المغرب ليس للجري خلف صلاة المغرب في المساجد وإنما لتناول الطعام، فتراهم يشتاقون إلى سماع أذان المغرب بفارغ الصبر، وعقولهم تحسب كل دقيقة وثانية لسماعه، لدرجة أن جل ما يهتمون به في رمضان هو أذان المغرب فقط، من دون أن يهتموا بمواعيد الصلوات الباقية بالضرورة، مقابل فئة تشتاق إلى جميع أوقات الصلاة وتلتزم بها، خاصة وقت صلاة التراويح، فتراهم يتلهفون للصلاة جماعة خلف الإمام. فئة تشتاق إلى أسرع الأئمة في صلاة التراويح، فتتنافس فيمن يضرب الرقم القياسي في إنهاء الصلاة، ولا يهم لو كان المسجد في منطقة غير منطقته، وذلك لأنه على عجلة من أمره يريد التسوق وارتياد المقاهي، بينما فئة تشتاق إلى صلاة التراويح كي تصليها بكل تأن وخشوع خلف الإمام، من أجل التقرب إلى الله، من دون أن تلهيهم تجارة ولا بيع ولا سوق ولا مقهى ولا مراكز تجارية، وغيرها. فئة تشتاق إلى التجمعات سواء الرجالية أو الشبابية أو النسائية، وبالأخص النسائية من أجل النميمة ثم طلب الاستغفار، كما لا تخلو تجمعاتهم بعد الإفطار من النميمة والغيبة، مقابل فئة تشتاق كثيراً إلى التجمعات الحسنة، وطلب الرحمة والمغفرة والتوبة إلى الله، وزيارة إخوانهم المرضى وتطييب خاطر المحرومين ووصل أرحامهم. فئة تشتاق إلى ختم جميع المسلسلات سواء التاريخية أو الاجتماعية والبرامج الغنائية وحل جميع ألغاز الفوازير، وتشتاق إلى إسراف الأموال في التسوق والمسابقات الهاتفية، وفئة تشتاق إلى ختم القرآن الكريم والتبرع للفقراء والمحتاجين وإعطاء الزكاة للأهل والمحتاجين. أميرة العبدلي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©