الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التوحد» حالة تستدعي تضافر الجهود تشجيعاً لفلذات الأكباد

«التوحد» حالة تستدعي تضافر الجهود تشجيعاً لفلذات الأكباد
23 ابريل 2010 20:30
هم أطفال أبرياء، لو نظرت إليهم لن تحس بأي فرق، فعلامات الطفولة وملامحها ترتسم على محياهم مثلهم مثل نظرائهم، لكن إن اقتربت منهم ستعرف أنهم يعانون من حالات التوحد، يحبون العزلة، ويخافون الاختلاط، كان لـ “الاتحاد” لقاء جميل معهم خلال تلك المسيرة التي نظمت علي كورنيش أبوظبي بمناسبة شهر التوحد العالمي، لنجتمع ببعض منهم في المركز الذي نظم الحملة والمسيرة، ألا وهو مركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة، ونتعرف على مديرته وقد روت لنا قصة ابنها بلال الذي يعاني حالة التوحد، فبلال وغيره ممن يعانون مثل هذه الحالات، قد يتمتعون بمواهب لا يتمتع بها غيرهم من الأطفال الأصحاء. “التوحد”، قد يجهل الكثير منا المعنى الأصح لهذه الحالة، فهي ليست مرضا عضويا ولا وراثيا، وإنما حالة يتم اكتشافها عند الطفل المتوحد في سنوات عمره المبكرة، حيث ستظهر علامات غير بارزة وإنما يحس بها الوالدان، أو أي أحد من أفراد الأسرة، ولعل عدم الاستجابة للنداء والعزلة التي يفضلها الطفل، هي من أهم الدلائل التي تدفع بالأولياء إلى تكوين شكوك وتساؤلات فورما ستتحول إلى معطيات وحقائق. مركز تنمية القدرات من خلال تجربتها كأم لإحدى حالات التوحد، قررت سميرة سالم أن تتعلم وتعرف المزيد عن هذا المرض، وفي عام 2000، أسست الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان، أول مركز للتوحد بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومن هنا كانت الانطلاقة، حيث انخرطت سميرة كعضوة متطوعة ورئيسة لمجلس أمهات المعاقين، وأصبحت تشارك بفاعلية في مختلف الأنشطة والفعاليات المقامة داخل الدولة وخارجها. وفي 25 مارس 2007، تم تأسيس مركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو عبارة عن مركز خيري خاص قائم على تبرعات أهل الخير والمحسنين، لا يهدف إلى تحقيق الربح، بل يسعى لهدف إنساني نبيل وذلك عبر التخفيف من معاناة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم. لقد ضم المركز في بداية تأسيسه ما يقارب (20) طالباً وطالبة، لكنه حاليا يضم (50) طفلاً منهم (19) طفل توحد، تتراوح أعمارهم ما بين (5 و 20 ) سنة. إنجازات ضخمة تقول سميرة سالم، وقد أصبحت مديرة المركز: “بحمد الله وتوفيقه لا توجد بالمركز مشاكل فنية أو إدارية، فقد تم دمج عدد من الأولاد في المدارس العادية، وذلك منذ العام الأول، كما لوحظ مدى التحسن في قدرات الأطفال لدينا، فالمركز متخصص في تقييم وتدريب وتنمية قدرات ذوي الإعاقات الذهنية البسيطة والمتوسطة والتوحد، خاصة وأن الهدف الذي يسعى المركز إلى تحقيقه هو دمج هؤلاء الأطفال في المجتمع من خلال إعدادهم بصورة جيدة، وتقديم البرامج التعليمية والتدريبية والنفسية والاجتماعية وتعديل السلوك، ورفع مستواهم التحصيلي والعمل على دمجهم في المدارس العادية، وقد تم إعداد 6 طلاب، تمهيداً لدمجهم العام المقبل عن طريق منطقة أبوظبي التعليمية” . يقوم المركز بالعديد من الأنشطة والفعاليات على مدار السنة، كتلك الرحلات الداخلية والخارجية كل أسبوعين، كذلك الزيارات من وإلى المدارس، قصد إدماج هذه الفئة مع الأطفال الأصحاء. كما انبثقت عن المركز حالات من المواهب الفذة، حيث نظمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عام 2007 مسابقة ابداعية لهؤلاء الأطفال، وقد فاز في المجال العلمي، كل من شادي عصام أبو الخير، زكريا صالح علي بالمركز الأول، وفاز الطالب حمد السيد باشطح في سباق الطريق الرابع لأطفال التوحد الذي نظمته مؤسسة زايد العليا، وفاز الطالب عبدالرحمن مصطفى المركز الثاني، لتحتل الطالبة سلمى إبراهيم أنيس المركز الثالث من خلال سباق الطريق الخامس. أما مسابقة التربية الموسيقية، ففاز بها الطالب شادي أبو الخير بالمركز الأول لفئة الإعاقة العقلية. يزخر المركز بمواهب ابداعية، أبطالها هؤلاء الأطفال، نذكر منهم: شادي عصام في العزف يرافقه محمد السيد باشطح، أما سلمى وبلال فهم أبطال بالسباحة. مسيرة التوحد عن تنظيم الحملة التوعوية، التي سبقت الإشارة إليها، تقول سميرة سالم: “لقد تأسس مركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة منذ ثلاث سنوات فقط بأبوظبي، ولكن بالرغم من صغر عمره، إلا أننا استطعنا عبره أن نجمع مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة والمتوزعة عبر كافة الإمارات العربية المتحدة، لمشاركتنا في المسيرة، إضافة إلى دعوة المكتب الممثل للأمم المتحدة في الدولة، ومجموعة من مدارس أبوظبي قصد توعية الجيل الناشئ بحالات التوحد التي تصيب أمثالهم من الأطفال، وإرشادهم على كيفية التعامل معهم”. مشاركة دولية خلال المسيرة التي نظمها المركز على كورنيش أبوظبي، حضر مكتب الأمم المتحدة الإنمائي داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال لما عرار، التي مثلت برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وقد أشادت بتنظيم دولة الإمارات العربية المتحدة لمثل هذه الفعاليات الخاصة بحالات التوحد، قائلة: “تعتبر هذه أول مشاركة لمكتب الأمم المتحدة المتواجد بدولة الإمارات العربية المتحدة، في الحملة السنوية للتوعية بالتوحد، وذلك بمناسبة إحياء أسبوع التوحد العالمي، وأشيد بهذه المبادرة المهمة التي سوف تساعد في تمكين الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من الانسجام مع المجتمع بسهولة، وفي هذا اليوم، تجدد الزمم المتحدة التزامها بحقوق هذه الفئة من المجتمع، وهو التزام متجذر في مبدئنا الخاص بحقوق الإنسان العالمية للجميع”. وعن حالة التوحد، تضيف لما: “لقد شجعت أسرة الأمم المتحدة طوال تاريخها على الاعتراف بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة بمن فيهم الأطفال الذين يعانون من التوحد، إذ عبرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن بالغ القلق إزاء انتشار مرض التوحد وارتفاع معدلات الإصابة به لدى الأطفال في جميع مناطق العالم، وقد حددت 2 أبريل بوصفه اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، كما شجعت الدول الأعضاء عن طريق قرارها 139/62 في 18 ديسمبر 2007 على اتخاذ تدابير تهدف إلى إذكاء الوعي لدى المجتمع برمته في ما يتعلق بالأطفال المصابين بحالة التوحد”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©