تعانقت الثقافات والحضارات من جديد على أرض أبوظبي من خلال لغة واحدة تجمعها في تظاهرة فنية وجماهيرية تضم مئات الأجناس والألوان والثقافات التي تحتضنها الإمارات، لتعيش الجماهير العاشقة للفن والموسيقى والطرب واحدة من أجمل الأمسيات الفنية لمهرجان “ووماد للموسيقى العالمية” على رمال شاطئ أبوظبي، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث للسنة الثالثة على التوالي، وفق خطة طموح طويلة المدى تستهدف ترسيخ الشعور بالاعتزاز الوطني لدى مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر تعزيز ارتباطهم بتراثهم وإرثهم الثقافي الأصيل، وتحويل أبوظبي إلى مركز عالمي للإشعاع الثقافي، ومركز حضاري مرموق لتشجيع الإبداع وترويج التراث الإماراتي والخليجي والعربي المزدهر بقيم وتقاليد عربية وإسلامية على المستويين الوطني والعالمي على حد سواء.
مساء أمس الأول انطلقت فعاليات المهرجان بحفل “قرع الطبول” لفرقة قارعي الطبول البورندية وسط حشد كبير لآلاف الجماهير من كافة الأعمار والجنسيات التي تدفقت على رمال الكورنيش، والتي تفاعلت مع الحدث بشكل كبير مع أصوات وقرع الطبول الإفريقية المميزة التي تجسد طبيعة الحياة وطقوسها وقساوتها، وعلاقة الإنسان مع البيئة وصراعه معها وما تتميز به القارة السمراء من خصوصية على امتداد التاريخ الإنساني.
فإذا كانت كلمة “ووماد” ترمز إلى عالم الموسيقى والفن والرقص، فقد منح الاسم لمهرجان ووماد الدولي الذي يجمع عددا هائلا من فناني العالم من كل صوب للاحتفاء بأنماط وأشكال متعددة ومتنوعة ومتميزة من الموسيقى والفن والرقص، حيث طافت الفرق والفنانون المشاركون الذين يزيدون عن ألف فنان أكثر من سبع وعشرين دولة وجزيرة على مستوى العالم، ليقدموا ثقافات أكثر من مائة بلد وفاق عدد المشاهدين أكثر من مليون مشاهد قبل هذه السنة. وكان التنوع الفني والتعدد الثقافي والتنظيم الراقي سمة انطلاقة المهرجان في يومه الأول، ووسط كرنفال من الأعلام والزينات والإضاءة الساحرة بكل الألوان شهدت الانطلاقة عقب “قارعي الطبول البروندية” على المسرحين الشمالي والجنوبي، فقرة فنية رائعة لعائلة زاوسي “من أداء مدارس في أبوظبي”، ثم فقرة غنائية موسيقية للثلاثي”جبران” من فلسطين، حيث قدمت فاصلاً فنياً آلهب حماس الجماهير التي تعاطفت إلى حد كبير مع الفن القادم من فلسطين الحبيبة، ثم فرقة “بابلون سيركوس الفرنسية”، وعلى المسرح الجنوبي احتفلت الجماهير بطرب فرقة “هنجاي” الصينية، ثم قدم الفنان الباكستاني فايز علي فايز، فقرة غنائية فلكلورية وطربية رائعة، أعقبه تيتي روبن من فرنسا، ثم فيمي كوتي وفرقة “القوة الإيجابية” من نيجيريا، واختتم الليلة الأولى الفنان المصري الشهير حكيم، الذي تجمع حوله آلاف الجماهير طرباً ورقصاً مع باقة من أشهر أغانيه التي ألهبت حماس الجماهير، وتفاعلت معه رقصاً وطرباً “حتى الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل”.
واستثماراً للنجاح الذي تحقق العام الماضي، يتخلل فعاليات المهرجان عدد كبير ومتميز من ورش العمل للأطفال وفق برنامج يشارك فيه فنانون من مصر والسودان وكوبا وبريطانيا والهند وتنزانيا وإيران وأبوظبي، لتقديم فنون ذات إيقاع تصويري، إلى جانب ورش عمل للكبار والعائلات تستهدف تقوية أصول الحوار والتواصل والتفاهم، وتعزيز الروابط الثقافية لموسيقى وعادات وتقاليد الفنانين المشاركين. هذا إلى جانب كرنفال الطهي المسمى “تذوقوا العالم في أبوظبي”، والذي تقدم من خلاله تقاليد الطهي العريقة في الإمارات، والتعرف إلى جوانب متميزة من التراث المحلي في الوقت الذي يجمع فيه أيضاً مجموعة متميزة من الفنانين والطهاة من أوروبا وإفريقيا وشبه القارة الهندية لتقديم أطباق وطنية تقليدية تعبر عن أنماط الغذاء في بلدانهم.
وتضم ورش العمل هذه الفنانين أماريتا فارجوس من إسبانيا وبراون منكي من الإمارات، والدكتور جويل من الهند ودوت تو دوت ومالاركي، وشونا وات، وتيكينج شيب من بريطانيا، وعائلة زاوسي من تنزانيا، والاخوان مورا من كوبا، وواصل صفوان من الإمارات.
ويستقطب مهرجان هذا العام نخبة من أشهر الفنانين والفرق العالمية، مثل عبري والعيالة من الإمارات، وامبارو سانشيز من إسبانيا، وبابلون سيركوس من فرنسا، وشيميرانيس من إيران، وديباشيش باتاشريا من الهند، وداميان جونيور جونج مارلي من جامايكا، وقارعي الطبول من بوروندي، وفايز علي فايز من باكستان، وفيمي كوتي من نيجيريا، وعائلة جوبي من ناميبيا، وحبيب كواتيه من مالي، وحكيم من مصر، وهنجاي من الصين، وجستن آدمز من بريطانيا، ومايا اندرادي من الرأس الأخضر، ومهدي حداب من الجزائر، ومسافر غجر راجستان من الهند، ورشيد طه من الجزائر، ورامغو من السودان، وسييرا ميسترا من كوبا، وتيناريوين من مالي، وترانسجلوبال اندرجراوند من بريطانيا، والثلاثي جبران من فلسطين، وتيتي روبن من فرنسا.
عدد اليوم
