الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

دعم القيادة علامة فارقة في سباقات الهجن

دعم القيادة علامة فارقة في سباقات الهجن
9 مارس 2011 22:32
استراتيجية قديمة وعلاقة أزلية رسمتها الدولة للحفاظ على الرياضات التراثية وتعزيزها وفق معادلة “من الماضي نتطلع إلى الحاضر استشراقا للمستقبل”، وتمضي سباقات الهجن بخطوات واثقة ضمن منظومة وضع أركانها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عندما أطلق قولته المشهورة: “وفاء منا للإبل وما أسدته لأسلافنا ولنا من بعدهم من خدمات، وقت أن كنا نعتمد عليها في كل حياتنا وتنقلاتنا ورحلاتنا، فإننا نهتم بها ونكرمها لسابق أفضالها علينا وعلى أجدادنا، ولن ننسى أن الإبل كانت وسيلتنا الوحيدة في التنقلات”. هذه الكلمات الرائعة لفقيد الوطن أكدت أن علاقة الإمارات مع سباقات الهجن أكثر بكثير من مجرد مطايا تركض في مضامير السباقات، إذ إنها علاقة قديمة رسمتها أخفاف الهجن لتترسخ العلاقة والحب الكبير. وبفضل جهود سموه احتلت الإمارات مركزاً متقدماً على المستوى العربي عامة، والخليجي خاصة، حيث أصبحت ملتقى محبي رياضة سباقات الهجن، ولقي النداء الذي أطلقه فقيد الوطن والذي دعا فيه إلى المحافظة على الإبل والاهتمام بهذه الثروة الوطنية الغالية التي كادت أن تختفي من الحياة العامة استجابة كثيرة. وسار على درب المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله الذي يحرص على دعم وتطوير الرياضات التراثية ويوجه بالمشاركة فيها، وامتدت أيادي سموه البيضاء لتشمل سباقات الهجن في كل مضامير الدولة. ويتابع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله سباقات الهجن العربية الأصيلة التي تقام بالدولة أو بالمنطقة ويرصد سموه الجوائز القيمة لها ويتابعها عن قرب مع إخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى والشيوخ وكبار المسؤولين وأبناء الوطن الذين يتوافدون منذ الصباح الباكر على ميادين السباق الكبير الذي أقيم بمدينة الوثبة. ووفرت الدولة في هذا الميدان الاستراحات القريبة وخدمات المياه والكهرباء والخدمات الطبية والغذائية، كما أقيمت مراكز لوسائل الإعلام التي تنقل أخبار السباق أولاً بأول عبر الإذاعة والتليفزيون، وكذلك فرق الفنون الشعبية التي تشارك بأهازيجها ورقصاتها التقليلية لتضفي على السباقات مزيداً من البهجة والسرور. عشاق الماضي وفي ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تحظى سباقات الهجن باهتمام كبير في الإمارات، فالكثير من عشاق هذه الرياضة يحرصون على حضور منافساتها ومتابعة نتائجها والاستمتاع بها باعتبارها تمثل الماضي العريق، الأمر الذي يؤدي إلى ترسيخ الأصالة العربية في نفوس الأبناء وينمي عندهم روح الانتماء والارتباط بالتراث والبيئة، فيقبلون على الحياة العصرية ولديهم من الخبرة والوعي ما يؤهلهم لمواجهة متطلبات المستقبل. وعلى الرغم من التطور الحضاري والعمراني الذي شهدته البلاد خلال السنوات القليلة الماضية، وما أدى إليه ذلك من تغيير عادات الغالبية وتخليها عن الوسائل التقليدية إلى استخدام أحدث الأساليب والمعدات والأدوات الإلكترونية الحديثة في مختلف مجالات الحياة، إلا أن أبناء الإمارات والمنطقة عموماً لا يزالون يرتبطون بجزء كبير من تراثهم ويتجلى ذلك في ارتباط العربي الخليجي ابن الصحراء بالجمل وناقته. ويُعرف عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، اهتمامه الكبير بالإبل، وإيلاؤه عناية خاصة لتطوير سلالات الهجن العربية الأصيلة التي تشارك في سباقات الهجن بالدولة. وسموه في هذا الاهتمام والرعاية بالإبل، إنما يقتدي بالمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي جعل من هذه الرياضة العربية التراثية معلماً بارزاً في الدولة ومنطقة الخليج. إنتاج فريد لمختبر خليفة وتوجد في مدينة العين عزبة تعود إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بها عدد كبير من الهجن العربية الأصيلة، إضافة إلى مختبر علمي متطور ومزود بأحدث معدات التكنولوجيا البيولوجية. وشهد هذا المختبر إنجازاً علمياً فريداً تمثل في نجاح تجربة التلقيح الصناعي للإبل، بهدف إنتاج سلالات جديدة، يتم استخدامها في السباقات. لقد استمرت التحضيرات العلمية للبدء في تحقيق هذا الإنجاز قرابة 16 شهراً من العمل المتواصل، بقيادة ثلاثة من علماء أستراليين متخصصين في الهندسة الوراثية هم: د. هيث هارس، البروفيسور جوس ماكن، د. اليكس تنسون. ويجيب هذا الإنجاز عن ثلاثة أسئلة كبيرة، كانت مثار اهتمام العلماء والمعنيين بتربية الإبل. السؤال الأول هو: كيف يمكن الإكثار من الهجن “السبوق” قبل أن يطويها النسيان؟ والسؤال الثاني هو: هل يمكن أن تطبق الوسائل العلمية التي استخدمها العلماء من قبل على الأبقار والخيول والماعز لزرع بويضات مخصبة تؤخذ من إحدى النوق المعروفة بأصالتها لتوضع في رحم نوق أخرى لحضانتها حتى تلد، بحيث تستطيع الأنثى (السبوق) أو الأم الواهبة أن تستمر في ميدان السباق دون أن تضطر إلى حمل الجنين، وما يتطلبه ذلك من البقاء بعيداً عن ميدان السباق مدة تصل إلى 12 شهراً حتى تضع وليدها، وما يترتب على ذلك أيضاً من فقدانها بعض لياقتها البدنية؟ أما السؤال الثالث فهو: هل يمكن نقل أو أخذ الحيوانات المنوية من البعير بطريقة صناعية ودون أن تتم عملية التزاوج أو الإخصاب الطبيعي بين الذكر والأنثى، ليمكن الاستفادة في المستقبل من الحيوانات المنوية في إخصاب البويضات بالتلقيح الصناعي؟ واستندت دراسات العلماء المختصين إلى أراضٍ صلبة من النتائج والدراسات التي توصل إليها غيرهم من علماء الهندسة الوراثية والتي أصبحت علماً تطبيقياً له أصوله ومبادئه، بالإضافة إلى كم هائل من المعلومات التي تم جمعها من كافة مراكز البحث العلمي في مجال التلقيح الصناعي والظواهر الفسيولوجية التي تمر بها الأجهزة التناسلية للإبل، وغيرها من النظريات التي تفسر عملية الإخصاب ونشوء الجنين، فضلاً عن العديد من الأمور الأساسية الأخرى، مثل تشريح الجهاز التناسلي لدى الإبل، والأجهزة الهرمونية لديها، والأحداث التناسلية اللاحقة كالحمل والولادة، لا سيما أن هذه السلسلة من الأحداث تشكل في مجموعها الأعمدة الأساسية للبحث المطروح. التلقيح الأحادي وكانت المرحلة الأولى من هذا البحث في المختبر هي عملية “التلقيح الأحادي” حيث تم أخذ بويضة مخصبة من ناقة (واهبة) ونقلها إلى ناقة أخرى (متلقية) بواسطة عملية (قسطرة)، أي بإدخال أنبوب من البلاستيك عبر الرحمن إلى قرب المبيض، حيث تم حقن محلول ملحي بتركيز معين عبر هذا الأنبوب لتسبح البويضات في هذا السائل الذي يمكن سحبه عبر نفس الدائرة من الرحم، ليصب في وعاء خاص يتم تحضيره لجمع السائل، بما فيه من البويضات العالقة والتي يتم التقاطها من المحلول بطريقة خاصة. أما المرحلة الثانية فتسمى عملية “التلقيح المتعدد” والتي تستهدف إخصاب أكثر من بويضة من الناقة (الواهبة) لكي يمكن نقلها إلى عدة نوق أخرى هي النوق (المتلقية)، وكانت نتائج هذه التجربة إيجابية أيضاً، حيث أصبح بالإمكان - لأول مرة - حث الناقة على إنتاج المزيد من البويضات بواسطة هرمونات معينة، وتلقيح هذه البويضات (طبيعياً أو صناعياً) بالحيوانات المنوية من الذكور المختارة، فإنه يتم بعد أسبوع واحد من رحم الناقة الواهبة إما لنقلها مباشرة إلى النوق المتلقية أو حفظها لحين الحاجة، وفي المرحلة الثالثة تمكن الخبراء من حفظ البويضات المخصبة (الأجنة) التي جمعت من الأم الواهبة لفترة طويلة تمتد لسنوات دون أن تتحلل أو تفسد، وذلك بتجميدها باستعمال النيتروجين السائل لتنخفض درجة حرارتها تدريجياً إلى 196 درجة مئوية تحت الصفر، إذ يتوقف كل نشاط حيوي في البويضات المخصبة. وعندما يراد زراعتها في رحم الناقة (المتلقية) يتم رفع درجة حرارة البويضات المخصبة تدريجياً إلى مستوى درجة حرارة الجسم وعندها تنقل إلى رحمها، حيث تتوفر الظروف الطبيعية لنمو وتطور الجنين الكامل ليخرج الوليد بعد (12 إلى 13) شهرا من الحمل مكتسباً لكل الصفات الوراثية للناقة الواهبة والأب. خبرة إضافية إن هذا النجاح الذي تم في مختبر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والنجاح الذي تم في دبي في هذا الميدان أيضاً يقدمان لكل المعنيين بالإبل في العالم خبرة إضافية ويجعلان من الإمارات العربية المتحدة مركزاً عالمياً، ليس في رياضة سباقات الإبل فحسب، وإنما في تقديم سلالات جديدة من الإبل أكثر كفاءة من نظيراتها. وتحظى سباقات الهجن كذلك بدعم ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، حيث يحرص سموه على متابعة السباقات. كما يدعم السباقات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ويحرص سموه على حضور السباقات، إلى جانب أخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©