الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شيخوخة المجتمع الياباني لا تؤثر في الصناعة

23 ابريل 2010 00:56
يقفز الياباني شوييرو ساجيا فوق الثلوج محكما قبضته على مضربه ويسير واثق الخطى قبل أن يستدير فجأة ويحرز هدفا. إنه يوم الأحد في الساعة السادسة والنصف صباحا. كان باستطاعة ساجيا أن يكون الآن نائما في منزله، خاصة وإنه أصبح يبلغ من العمر 84 عاما. وبدلا من ذلك فقد وضع ساجيا الأدوات التي يمارس بها رياضة هوكي الجليد في سيارته واتجه مع فريقه “مانداي” لممارسة التمرين كما يفعل كل يوم أحد. ولا يقل متوسط أعمار أعضاء الفريق عن ستين عاما، بل إن بعضهم يزيد على 80 عاما ولكنه ربما كان أسرع من شاب في العشرين. يقول ساجيا “هوكي الجليد هو نصف حياتي”. فما هو النصف الآخر؟ إنه عمله، فهو مدير لشركة للصناعات الكيميائية. يتوجه ساجيا العجوز بسيارته يوميا لمكتبه في طوكيو ويبدو أكثر شبابا من سنه الحقيقي ببشرته البنية التي تكاد تخلو من التجاعيد وعينيه المبتسمتين بلطف. وتصنع شركته كابسولات دقيقة الحجم تستخدم في المواد الغذائية. ويشيخ المجتمع الياباني بسرعة أكثر من أي مجتمع آخر في العالم. ويبلغ نحو ثلاثين مليون ياباني أكثر من 65 عاما، أي خمس اليابانيين. ولقلة المواليد في اليابان فإن عدد سكانها يتراجع منذ عام 2005 ويتراجع معه بالطبع عدد القادرين على مزاولة عمل، ما يهدد اليابان على المدى المتوسط بنقص العمالة المؤهلة. وهناك خياران أمام الشركات اليابانية في مواجهة هذه المشكلة أولهما هو تعيين المزيد من النساء والآخر هو السماح لكبار السن من العمال بالعمل لسنوات أطول أطول. وتزداد نسبة العاملين من كبار السن فوق 64 عاما في اليابان عن أي دولة صناعية أخرى في العالم حيث تبلغ نحو 20% من إجمالي العاملين. ويقول ساجيا “الأفضل ألا أفكر في التقاعد على الإطلاق بل أستمر في العمل فذلك يجعلني أحتفظ بلياقتي”. وغالبا ما يعمل كبار السن عقب تقاعدهم في ظل ظروف سيئة للغاية. بل إن من يضطر للاعتماد على المساعدات الاجتماعية يعاني من ظروف أصعب. ويخجل الكثير من هؤلاء من التقدم بطلب للحصول على هذه المساعدات. ولم تعد كلمة الفقر في الكبر غريبة على المجتمع الياباني، وتعتبر النساء أكثر من يعانين منه خاصة اللاتي لا يعملن أو اللاتي لا يستطعن العثور على العمل عقب وفاة أزواجهن. وكان الناس في اليابان يعلقون الأمل في السابق على أبنائهم لرعايتهم في الكبر واحتضانهم في سنوات الشيخوخة. ولكن المجتمع الياباني يشهد تحولا، فغالبا ما لا يستطيع الأبناء دعم الشيوخ ماليا لأن ثلث العاملين في اليابان لا تربطهم عقود دائمة بأرباب العمل. ويرى ساجيا أن على اليابان أن تحسن نظامها التعليمي والصحي، ولكنه يرى أنه من غير الممكن تفادي تراجع أعداد المواليد وأن ذلك يدعو لزيادة الإنتاجية وزيادة التركيز على الصناعة “لتحقق اليابان الكثير من الأرباح بقليل من العمل”. وحسب ساجيا فإن “تزايد شيخوخة المجتمع لا يعني شيخوخة الصناعة”.
المصدر: طوكيو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©