استقبل سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني رئيس مجلس أبوظبي الرياضي أمس، يحيى عبدالكريم المرشح لرئاسة اتحاد كرة القدم، بنادي أبوظبي الرياضي·
واستغرق اللقاء نصف ساعة، خرج بعده يحيى عبد الكريم ليعلن قراره الرسمي بالانسحاب من الترشح لرئاسة اتحاد الكرة، كما اعلن تمنياته بالتوفيق لمنافسه الذي سيفوز بالتزكية وهو محمد خلفان الرميثي، والذي أكد أنه على قدر المسؤولية ولولا ثقته في قدرته على العبور بالكرة الاماراتية إلى بر الامان لما اتخذ قراره بالانسحاب·
وقال يحيى عبدالكريم: ''تشرفت بلقاء مهم مع سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، وشعرت بأن سموه مهموم بالكرة الاماراتية، ويسعى بكل ثقة لدفع مساعيها من أجل الخروج إلى العالمية، وتأكدت من خلال الحديث الذي دار مع سموه بأنه يملك طموحا كبيرا لتحقيق نهضة رياضية غير مسبوقة، تعتمد على التكاتف والعمل في نطاق الأسرة الواحدة دون النظر إلى الإقليمية أو مصالح الأندية، لأننا في النهاية نعمل لصالح الكرة الاماراتية بشكل عام''·
وعن أسباب اتخاذه قرار الانسحاب في هذا التوقيت قال يحيى عبدالكريم: ''عندما ترشحت لرئاسة اتحاد الكرة كنت أسعى لمصلحة كرة الامارات، وعندما اتخذت قراري بالانسحاب كنت اسعى لمصلحة الكرة الإماراتية أيضا، بعد أن ساهمت في إحياء التجربة الديموقراطية، وتحركت المياه الراكدة، وانكشفت النوايا الحقيقية للناس ، وقد أسقطت هذه التجربة الأقنعة التي كانت تزين وجوه البعض، وظهر كل إنسان على حقيقته''·
وقال: ''للأسف أكثر شيء تألمت له هو تكريس البعض لمبدأ الإقليمية على حساب المصلحة العامة، وهو ما أشعرني بالخطر ودفعني لاتخاذ هذا القرار، لأن هذا الأمر ضد مبادئي كرياضي وكمواطن أعشق تراب هذا الوطن الموحد، وأؤمن بقرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) الذي يجعل هذا العام عام الهوية الوطنية الإماراتية ويدعو لانسجام وتآلف كل المواطنين من ابناء الدولة في بوتقة واحدة·
سقطت الأقنعة
وقال يحيى عبدالكريم: ''بعض الاعلاميين تكشفت أقنعتهم، ولم يتعاملوا باحترافية مع متطلبات التجربة الجديدة، وبعض مسؤولي الاندية ايضا، مشيرا إلى ان هذا لا ينفي ثقته في قوة منافسه محمد خلفان الرميثي وقدرته الفائقه على تحقيق النهضة المأمولة للكرة الاماراتية''·
وأضاف: ''سأدعمه بكل ما أملك من قوة من أجل استعادة قوة ومهابة اتحاد الكرة، لأنه كلما كان الاتحاد قويا كانت لجانه وتوجهاته وخطواته قوية وواثقة ولديها القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة''·
وشدد يحيى عبدالكريم بأنه خلال لقائه مع سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان تم التطرق إلى عدد من الملفات المهمة والمتعلقة بمستقبل الكرة الاماراتية، مشيرا إلى أنه لو تم تنفيذ المقترحات التي أبداها سموه في هذا الشأن، فلن تكون هناك أي صعوبة في الوصول إلى العالمية''·
مكاسب بالجملة
قال يحيى عبدالكريم: ''لم أخرج مهزوما او حزينا من تلك التجربة، ولكني خرجت فائزا، وحققت الكثير من المكاسب ليس لشخصي فحسب، ولكن لصالح الكرة الاماراتية، وأشعر براحة بالغة بعد أن وصلت الامور إلى هذا الحد من الاهتمام باللعبة والطرح العميق لرؤى التطوير، وباستثناء النظرة الإقليمية التي تحدثت عنها من جانب البعض فقد كانت التجربة كلها مكاسب''·
وأضاف: ''لا أزال على ثقة بأنني لو استكملت التجربة حتى الانتخابات لكنت قد حصلت على نسبة كبيرة من الاصوات رغم تشكيك المشككين·
باق في لجنة دوري المحترفين
وعن وجوده كعضو في لجنة دوري المحترفين قال يحيى عبدالكريم إنه متمسك بتواجده في اللجنة، وانه سيبذل كل جهده من أجل إنجاح دورها باعتباره أحد أبناء اللعبة، وقال إن انسحابه من انتخابات اتحاد الكرة لا يعني اعتزاله العمل الرياضي، مشيرا إلى انه لا يمكن أن يبتعد عن هذا المجال بأي حال من الاحوال، وسيقوم أيضا بدوره على اكمل وجه في مجلس الشارقة الرياضي·
النقد البناء
حرص يحيى عبدالكريم على التحدث عن دور الإعلام في هذه التجربة بسلبياته وإيجابياته، مشيرا إلى انه وجد نوعين من الاعلام وأسلوبين في الخطاب، النوع الاول كان بناء وايجابيا اسعده كثيرا، حتى عندما كان ينتقده، لأنه تعامل بموضوعية مع الحدث وكان امينا في نقل الصورة، ومحترفا في التعرض للقضايا الشائكة بدون تجريح·
أما النوع الآخر والاسلوب الآخر فقد كان سلبيا، لأنه تعرض للجوانب الشخصية، واستخدم ألفاظا ليست في محلها، وقال: ''شعرت منه أنه ينتقد من اجل النقد وليس من اجل الاصلاح والوصول إلى الحقيقة''، مشيرا إلى ان تلك الصحف والقنوات يمكن تصنيفها بهذا الشكل أمام تعاملها مع أي قضية أخرى غير الانتخابات وليس معي فحسب·
الوصايا الخمس
عن أولويات المرحلة المقبلة قال يحيى عبدالكريم: ''أطالب المجلس الجديد بنبذ الاقليمية، وأطالب الاعضاء الناجحين بنسيان الاندية التي رشحتهم وتغليب المصلحة العامة، وبشكل عام فإنه من واقع الخبرة الطويلة في مجال الرياضة وكرة القدم أظن أن اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، والجمع بين الخبرة والشباب، والصبر على التجارب مع الاستفادة من سلبياتها وإيجابياتها كلها مؤشرات وآليات مهمة لتحقيق النجاح على مستوى الأندية والاتحادات والمجالس الرياضية·
وعن دوري المحترفين قال يحيى عبدالكريم: ''إنها تجربة جديدة ولابد أنها ستواجه معوقات، ولابد ان نكون مستعدين للتعامل معها والاستفادة منها، والعمل الناجح هو الذي يستفيد من الأخطاء''·
نص قرار الانسحاب
فيما يلي نص قرار أنسحاب يحيى عبد الكريم من سباق رئاسة اتحاد الكرة:
إلى الأخوة في وسائل الإعلام
إلى جميع الأخوة الرياضيين
تحية طيبة وبعد
''أتقدم بخالص الشكر والتقدير لكافة المسؤولين في الدولة والذين تشرفت بلقائهم، والى كافة الأخوة رؤساء وأعضاء مجالس إدارات الأندية ممن سمح لي الوقت بلقائهم، كما أشكر كافة الأخوة في وسائل الإعلام ممن تناولوا الأمر بموضوعية وحيادية·
كما أشكر الأخوة في نادي الحمرية الذين تشرفت بالتقدم للانتخابات باسمهم·· وأشكر كل من ساندني من الأخوة الرياضيين وشاطرني أفكاري وتطلعاتي·· وكذلك كل من خالفني الرأي·· فلكل رأيه الحر·· كما أشكر كل أفراد أسرتي وأصدقائي·
وضعت لنفسي نهجاً يعتمد أساساً على قدراتي وخبراتي وإمكاناتي الخاصة عندما تقدمت لانتخابات اتحاد كرة القدم·· ولمنصب رئيس مجلس الإدارة·· كما طرحت وأعلنت برنامجي الانتخابي متضمناً أهدافاً ومبادرات لتطوير العمل في الرياضة التي عشت بين أروقتها وما زلت لسنوات طويلة والتزمت خلال هذه الفترة بما تقتضيه روح المنافسة الشريفة وفق ما نصت عليه لوائح ونظم الاتحاد الدولي لكرة القدم الخاصة بالانتخابات!
لم أهتم بالأصوات التي انطلقت في وسائل الإعلام بانتقادي تارة·· ومطالبتي بالانسحاب تارة أخرى·· لأنها صدرت ممن ينظرون تحت أقدامهم أو يسعون لمصالح شخصية·
لقد مضيت في الأمر لثقتي وإيماني بأهدافي وتوجهاتي ورسالتي·· والتي هي رسالة جميع الرياضيين الذين يهمهم الوطن·· ويشاركونني السعي لنجاح هذه التجربة الأولى!
وكنت رجلاً على الأهوال جلداً
وشيمتك السماحة والوفاء
ولكن للأسف ومع اقتراب وقت الحسم من خلال صندوق الاقتراع·· زادت حدة هذه الأصوات الى حد تجاوزت فيه الغرض من هذا التنافس·· بل بما يخالف تعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم بشأن الانتخابات وما يخالف القيم الرياضية التي نشأنا عليها حتى بلغ الأمر إثارة الفرقة بين الرياضيين وتقسيمهم الى انتماءات تفوح بالإقليمية وتغذي الفرقة بين الأندية، وليست هذه هي الانتخابات التي أردت أن أخوضها، ولا هذا هو السلوك الرياضي الذي دأبت على اتباعه لتعارضه مع أبسط مبادئ الرياضة! وهل هذا هو السلوك الذي يتوافق مع مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' بإطلاق شعار عام الهوية الوطنية على هذا العام 2008؟!·
الذي يدركه الجميع وأدركه وتربينا عليه أن الرياضة وجدت لتجمع وتقرب وتوحد ولا تفرق، وكان هذا من أهم أهداف برنامجي الانتخابي، وحدة ترابط أسرة كرة القدم في كافة المؤسسات والأندية الرياضية وعلى امتداد أرض دولتنا الفتية· أما أن يسود جو من الفرقة والتباغض والانشقاق في أسرة كرة القدم بسبب ترشيحي لانتخابات اتحاد كرة القدم لمنصب رئيس مجلس إدارة الاتحاد·· وأن يستغل هذا الأمر من البعض لتحقيق مصالح خاصة لهم فهذا أمر لا أقبله لأبناء بلدي وأهلي وأسرتي الرياضية!
وعليه فإنني أشد على يد أخي محمد خلفان الرميثي وأبارك له الفوز بمنصب رئيس مجلس إدارة اتحاد كرة القدم للدورة القادمة بإعلاني الانسحاب من المنافسة وسحب ترشيحي من انتخابات اتحاد الإمارات العربية المتحدة لكرة القدم لمنصب رئيس مجلس الإدارة،راجياً النجاح والتوفيق للجميع وأن يتحقق طموح كافة الرياضيين بأن نحتفل سوياً ودوماً بعودة الروح الرياضية من خلال تنافس رياضي شريف وأخلاقي، وأن يتحقق حلمنا كأسرة لكرة القدم بالوصول الى منافسات كأس العالم القادمة 2010 وتحقيق المزيد من الإنجازات لهذا البلد العزيز·
وكم يسرٍ أتى من بعد عسرٍ
وفرّح كربة القلب الشجي
وكم أمرٍ تُساءُ به صباحاً
وتأتيك المسرةُ بالعشي
وقال تعالى ''··· وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون''·
خالص تقديري واحترامي للجميع، والله الموفق·
عدد اليوم
