الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيت التراث.. مزار لتأصيل الثقافة والحرف القطرية

بيت التراث.. مزار لتأصيل الثقافة والحرف القطرية
14 يوليو 2009 01:01
يعتبر مشروع «بيت التراث» أحد المشاريع التي تهدف لتدريب الأيادي الشابة على الحرف التقليدية التي مارسها الأجداد، لتأصيل روح التراث والعمل في مجاله ولإبقائه خالدا في نفوسهم، وهذا الهدف الذي قام من أجله هذا الصرح الذي حقق إنجازات كبيرة، وأحيا عادات وتقاليد ومنتجات محلية وركز عليها، وجلب الاهتمام للتراث، وأصبح مركزاً ومنارة له. قامت الجهات المختصة في بيت التراث، وهي «دار الإنماء الاجتماعي» بجهد كبير لإنجاح هذا المشروع وجعله مركزا ثقافيا واقتصاديا قائما بحد ذاته ويدعم نفسه بنفسه، وتم تدريب مجموعة من الشابات القطريات وغيرهن لإتاحة تعلم التفاصيل التراثية ونقلها للجيل الحالي وجعلها حية في الزمن الحديث، ونجحن في التعلم واكتساب المهارة، وتحقيق الأهداف المنشودة. فقامت المتدربات بإبراز مهاراتهن في تعلم مهن (السدو والخوص والنقدة) وغيرها من الحرف التقليدية مساهمة منهن في حب تعلم هذه الحرف ونقلها لغيرهن، ولذلك فإن (بيت التراث) قد تحول إلى مركز تعليمي وشبه أكاديمي للتعليم ورافدا لسوق العمل، لتعليم النساء مهن نسائية جيدة وراقية وجميلة، وتدر عليهن دخلا جيدا وتكتسبن مهارات مهمة، فيما تدفع النساء أموالا طائلة لدخول دورات تدريبية كي يتعلمن هذه المهارات. جذب السياح شارك هذا المشروع في دورة الألعاب الآسيوية عام 2006 عبر إنتاج القطع التراثية التذكارية وتم نقل منتجاتهن إلى مقرهن الدائم في «حديقة الرميلة» التي ستكون عبارة عن مزار تراثي يرتاده مواطنو الدولة والعرب والأجانب، خاصة أن الدولة في مرحلة تطور وانفتاح كبير على كافة المجالات التعليمية والاقتصادية والعمرانية وحتى الاجتماعية فيوجد إقبال من كافة دول العالم علينا فلابد من وجود عدة أمكنة تنقل هذا التراث لهم ليكون واجهة البلاد، ونجحت النساء في تحقيق هذا الهدف وجذبن السائحين والضيوف الحاضرين لدورة الألعاب الآسيوية، ومن ثم الزائرين للدولة الذين انبهروا بهذا الإنجاز، مما زاد من الإقبال الجماهيري للحضور إلى بيت التراث وشراء واقتناء المنتجات التي أصبحت تنفذ بسرعة، ويزداد الطلب عليها مع مرور الأيام، وخصوصا المنسوجات والأزياء التي لا تصنع في المصانع. وفي نفس الوقت فإن مشروع (بيت التراث) يسعى إلى المحافظة على إحياء التراث والحفاظ على الثقافة الخليجية التي هي ليست الكتب فقط بل الملبس والمأكل وطرق العيش وذلك من خلال الإنتاج والجمع والابتكار والإبداع والتجديد بما يتناسب ومتطلبات العصر، في وقت غابت فيه هذه المنتجات، وأصبحت نادرة وعليها طلب كبير، وانصرف الناس للبحث عن بدائل لها كالمنتجات الغربية. حرف تراثية يهدف المشروع إلى تقديم عروض حية تدريبية وإرشادية وترويجية للحرف التراثية مثل «السدو» الذي ينسجن عليه النساء السجاد، و(بيوت الشعر والمناضد والتطريز والتلي) الذي يزين الملابس المحلية الخليجية، و»النقدة» التي يرتديها الشباب والصغار. وتتم في المركز كذلك صناعة (البشوت والرحى والسعف وخلة العروس ودزة العروس وليلة الحناء، وتقديم عروض أزياء شعبية) وهذه العادات قد تكون غائبة عن المجتمع الحالي، ومن الضروري بث الحياة فيها كي لا تنسى. كما يتم طلاع السياح عليها كي يتعرفوا على الحضارة الخليجية، والثقافة الأصيلة، كذلك الحرف التقليدية الرجالية منها (النداف والخياط الشعبي وعمل القراقير وأدوات للصيد) ومعظمها مهن ومستلزمات كانت تستعمل قديما ولا تزال مستعملة حتى يومنا هذا، ويصنع أيضا (الحصير والراوي، والأكلات الشعبية التقليدية) كذلك تقديم عروض ميدانية في شتى المؤسسات والأجهزة الحكومية الخاصة بالدولة من خلال المشاركة في فعالياتها، والجدير بالذكر أن المشروع يشارك في معارض داخل وخارج الدولة وذلك للترويج للتراث الشعبي القطري في المحافل الدولية، بالإضافة إلى المشاركة الفعالة في البرامج التي تنظمها الدار لجمع التبرعات للأسر المنتسبة للدار. هدايا تذكارية حفاظا على خصوصية الحرف النسائية التراثية وضمان استخدامها واستمرارها ونقلها كحرفة من جيل إلى جيل. انطلق مشروع «بيت التراث» في تطوير وتجديد التراث ليناسب العصر ومتطلبات السوق المحلي والعالمي. إضافة إلى توفير فرص التشغيل للفئات محدودة الدخل وإيجاد سبل العيش واستدامته لفئة الحرفيات اللاتي يمارسن الحرف التراثية. وتؤكد الدار من خلال هذا المشروع ضرورة تحقيق هدف تدريب جيل جديد من الحرفيات في مجال الحرف النسائية وتمثيل الدولة وعرض التراث القطري في المهرجانات والمعارض والفعاليات المحلية والعالمية، وإنتاج القطع التراثية المجددة كهدايا لضيوف الدولة وزوارها. ويعمل البيت وفق آلية محددة تشمل المحافظة على التراث وتجسيده وإحياء الحرف التراثية للنساء بالجمع والتصنيع والعرض والتعريف والترويج وتسويق ذلك من خلال المعارض التي تمثل الدولة وتطوير المنتجات التراثية بالتصنيع والابتكار والتجديد بما يتناسب ومتطلبات العصر وتجسيد التصاميم التراثية من منتجات متعددة دون المساس بقيمتها ومكانتها هذا بالإضافة إلى توفير التدريب وفرص العمل والتشغيل لأفراد الأسر محدودة الدخل وتكوين قاعدة بيانات خاصة بالمنتجات والحرفيات المتخصصات والهاويات في مجال الحرف النسائية.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©