الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أعراس جماعية بين القفصين «الذهبي» و «السياسي»..!

أعراس جماعية بين القفصين «الذهبي» و «السياسي»..!
14 يوليو 2009 00:56
يدشن الصيف في اليمن كل عام حفلات الأعراس الجماعية التي تشكل أسلوبا معتادا ذي تأثير كبير على المستوى الاجتماعي اليمني حيث لم يعد تنظيم حفلات الأعراس حكرا على الأسر الكبيرة أو الأفراد، وإنما تشارك في إقامتها الجمعيات الخيرية وحتى الأحزاب والتنظيمات السياسية. وتحظى الأعراس الجماعية بالرعاية المؤسسية الرسمية في إطار خطط وبرامج عملية تستهدف تخفيف معانات الآسر الفقيرة وتيسير زواج الشباب للإسهام في بناء وإنشاء أسر متماسكة تتولى بدورها تربية وتقويم وتهذيب الأجيال. جهود مكثفة تبذل الجمعيات الخيرية في اليمن جهودها لتنظيم هذه الأعراس بهدف إعانة الشباب على الاستقرار وتخفيف الأعباء المالية عليهم ويحرص أغلب الشباب المقبلين على الزواج أن تتزامن أعراسهم مع حلول العطلة الصيفية من كل عام، وذلك لضمان حضور أكبر عدد من الناس لمشاركتهم الفرح. وتبدأ مراسم حفل الزواج لدى معظم العرسان في مطلع يونيو، وتختلف طقوس الأعراس الجماعية من ريف إلى آخر، حيث تستمر في بعض الأرياف يوم واحد وفي مناطق أخرى يومين أو ثلاثة أيام. وقد بادرت جمعية «الحكمة اليمانية الخيرية» بإقامة عرسها الجماعي السابع في الصالة الرياضية بمدينة إب في مستهل صيف هذا العام 2009 وضم 500 عريس من مختلف محافظات البلاد. يقول في هذه التظاهرة السعيدة أمين الورافي- أمين عام المجلس المحلي بمحافظة إب: «اعتبر الأعراس الجماعية لوحة رائعة مقدرا جهود جمعية الحكمة بمحافظة إب والمشاريع التي قامت بها وشملت العديد من أوجه الخير، وأدعو الميسورين إلى صرف الأموال في أعراس جماعية كهذه تسعد مئات الأسر الفقيرة، ينالون بذلك عظيم الأجر من الله، ويتحقق التكافل الاجتماعي، وتتعمق عرى الأخوة والمودة بين مختلف شرائح المجتمع». مشاركة خليجية حضر العرس الجماعي بمدينة إب؛ محمد ضاوي العصيمي- عضو جمعية «إحياء التراث الإسلامي» بدولة الكويت، ويقول في مشاركته: «قدمت النصح للعرسان بالتزام القيم والتعاليم النيرة التي جاء بها ديننا الإسلامي الحنيف، وتجسيد فن التعامل السليم بين الزوجين، وتأسيس الأسرة الصالحة التي تكون لبنة طيبة في المجتمع». أما العريس صلاح البعداني فيقول: «إن الأعراس الجماعية تساعد الشباب على توديع العزوبية والولوج إلى عش الزوجية وبناء أسرة في جو من الألفة والاستقرار». فيما أكد وزير الإعلام اليمني حسن اللوزي على أهمية الأعراس الجماعية «إن الأعراس الجماعية فكرة نبيلة وخطوات مباركة في طريق تعزيز مجتمع الخير والمحبة والتعاون والتكافل وتعد من أسمى المرامي الحياتية السامية في ديننا الإسلامي». ويضيف: «لابد لنا أن نعمل سويا من أجل أن تغدو الأعراس الجماعية حقيقة معاشة داخل مجتمع الأخوة والمساواة والوحدة والديمقراطية». الوسيلة المثلى تمثل الأعراس الجماعية الوسيلة المثلى للآلاف من الشباب المعسرين، الذين لا يستطيعون الزواج نتيجة غلاء المهور وارتفاع تكاليف الأعراس، وهو ما جعل العديد من الجمعيات والمنظمات الاجتماعية الخيرية تتبنى إقامة مثل هذه الأعراس، وتتحمل جميع تكاليفها بمساعدة عدد من رجال الأعمال وأهل الخير من الميسورين. وتجري التحضيرات والاستعدادات من قبل عدد من هذه الجمعيات الخيرية لإقامة أعراس جماعية لأكثر من 3500 عريس وعروس خلال إجازة صيف هذا العام. فيما تتسابق شركات الهاتف النقال إلى المشاركة في تنظيم أعراس جماعية دعائية لموظفيها وفي صيف هذا العام أحيت إحدى شركات الهاتف زفاف 33 من موظفيها في عرس يعد الثالث في قاعة المدينة بالعاصمة اليمنية لتخفيف الأعباء عن موظفيها ومشاركتهم أفراحهم. كما قدمت الشركة مبلغ مئتين ألف ريال لكل عريس وتكاليف إقامة لمدة أسبوع في فنادق 5 نجوم، وذلك بعد أن دعمت الشركة العديد من الأعراس الجماعية المختلفة منها دعم العرس الجماعي لـ 1000 عريس وعروس بالعاصمة صنعاء إلى جاب دعم 800 عريس وعروس في مدينة المكلا بحضرموت، والعديد من الأعراس الجماعية المختلفة. منافسة الأعراس شهدت اليمن في السنوات الأخيرة تنافس الأحزاب السياسية لإقامة الأعراس الجماعية لكسب ود الجماهير اليمنية وأصواتهم حيث خاضت معظمها غمار التنافس ومنها خوض الحزب الحاكم هذا المضمار تقليدا لجمعية «الإصلاح الاجتماعية الخيرية» التي كان لها سبق المبادرة في هذا الجانب وخاضت وحدات القوات المسلحة هذه التجربة منذ العام قبل الماضي وبالذات قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة. وقد نظم حزب آخر زواجا جماعيا ضم المئات من العرسان، الأمر الذي يدفع الكثير من اليمنيين إلى اقتناص فرص الانتخابات التشريعية أو المحلية للمطالبة بالدخول في القفص الذهبي مقابل المساهمة بأصواتهم للسياسيين أثناء الدخول إلى «القفص السياسي». وتتكفل مؤسسات رسمية وجمعيات أخرى يدعمها فاعلو خير من دول الخليج بتمويل مراسيم الأعراس كاملة دون أخذ أي مبلغ من أي عريس حيث تدفع 200 ألف ريال لكل عريس إلى جانب تقديم هدية عينية له، وإجراء دورة للعرسان حول حقوق وواجبات الحياة الزوجية وغيرها مما يهم العرسان. طقوس احتفالية ولا يخلو عرس من الأعراس الجماعية من المزمار والرقص «البرع» ولرقصة البرع مسميات مختلفة واتجاهات متعددة، وإيقاع خاص ومتفرد، ومن أشهر الرقصات المعروفة، كما يقول وجدي الجمري: الرقصة الصنعانية، والكوكبانية، والشعوبية، والموزعية، والزبيدية، ورقصة الزرانيق، التي تنتشر في الحديدة وعلى سواحل تهامة.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©