الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إبداعات الصغار تتجلى بالمحاكاة والتقليد في يوم «المهن»

إبداعات الصغار تتجلى بالمحاكاة والتقليد في يوم «المهن»
15 مارس 2014 21:29
خورشيد حرفوش (أبوظبي) - يعد أسلوب «المحاكاة والتقليد» وما تتضمنه من تمثيل وتناظر وتماثل، من وسائل التعلم الناجحة والضرورية في عملية التعلم، ولا سيما بالنسبة لصغار الأطفال في مرحلة الحضانة والروضة، حيث تكون عملية التقليد لأدوات أو لحقائق عملية حيوية على أرض الواقع، في محاولة لإعادة تمثيل النشاط أو تجسيد المعلومة في ظروف اصطناعية مشابهة إلى حد ما الظروف الطبيعية، وبأساليب وصور ووسائل ونماذج تشويقية مثيرة لانتباه الطفل، ومن خلالها يمكن أن تثبت المعلومة في ذهنه بشكل مباشر وسهل، وتيسر للمعلمة إيصال المعلومات والخبرات إلى الأطفال. كما أن هذا الأسلوب في التعليم، يساعد المعلم أو المعلمة في ملاحظة التغيرات التي تطرأ على صياغة الموضوع المراد شرحه ومشاهدة نتائجه بصورة واضحة ومباشرة. كما تستخدم المحاكاة في مجالات عديدة، من خلال «نمذجة» للحياة الطبيعية وما تتضمنه من ظواهر وأنشطة وفعاليات لا حصر لها. يوم «المهن» ربما يكون القصد من هذه المقدمة إطار لما أقامه قسم الروضة في مدارس النهضة الوطنية من احتفال بيوم «المهن» حضره عدد كبير من الضيوف وأولياء الأمور والأمهات، واستمتعوا بفقرات الاحتفال التي تضمنت فعاليات وأنشطة متعددة في «كرنفالات» فنية تعليمية مبدعة، تسابق فيها الأطفال في تجسيد عشرات المهن والأعمال الوظيفية والمهنية الموجودة في الحياة من حولهم، مثل: رجل الشرطة، ورجل الإطفاء، والخباز، والجندي، والمزارع، ورجل الفضاء، والطبيب، والممرض والممرضة، ولاعب ومدرب الكرة، وغير ذلك من مهن. محاكاة وقدم أطفال الروضة عروضاً فنية وتمثيلية تحاكي البيئة الطبيعية لأصحاب تلك المهن، وقاموا بأداء تمثيلي وتعليمي يجسد تلك الخصائص والخدمات وطبيعة المهام والأعمال لكل مهنة في «سيناريوهات» مسرحية شيقة وطريفة تبرز أهمية كل عمل أو مهنة شريفة في خدمة المجتمع وتكامله، ودور كل فرد من أفراد المجتمع من خلال تلك المهن، وكيف يمكن أن يتعاون كل هؤلاء من أجل تلبية احتياجات أفراد المجتمع كافة. وتشير «ساندرا زاهر»، مديرة مدارس البنات، إلى أهمية الاستفادة من طريقة المحاكاة والتقليد والتمثيل المسرحي، وتقديم النماذج التعليمية بالنسبة للصغار في التعلم والتعليم وإكساب المهارات المختلفة، فضلاً عن تعلم كثير من القيم الإيجابية حيث يمكن للطفل أن يتعلم معلومة أو معرفة أو يكتسب خبرات عديدة عن طريق المحاكاة والتقليد، وذلك حينما يحاكي شخص ما شخصاً آخر في القيام بفعلٍ معين ما، أو يحاكيه في النطق بلفظٍ ما، وبهذا يتعلم الطفل كثيراً من أنواع السلوك، والعادات والأخلاق قبل أن يتعلم العلم والمعرفة، كما يتعلم الإنسان الراشد أيضاً عن طريق المحاكاة، كما هو الحال في تعلم المهارات الحرفية عن طريق محاكاة مدربه». نماذج أما «هدى الجنيبي»، نائبة مديرة المدرسة، فتشير إلى أهمية توظيف طريقة وأساليب المحاكاة والتقليد في التعلم، باعتبارها أقدم طرق التعلم في التاريخ، وحيث يرجع أصلها إلى ما ذكره القرآن الكريم، حيث ضرب مثالاً للناس يبين كيف يتعلم الإنسان عن طريق التقليد، وذلك حينما قتل قابيل أخاه هابيل، ولم يعرف كيف يتصرف في جثة أخيه، فبعث الله تعالى غراباً ينبش في الأرض، ليدفن غراباً ميتاً، فتعلم منه قابيل كيف يواري جثة أخيه. كذلك، تشير «أمنية السادات»، مسؤولة الأنشطة في قسم الروضة، إلى تعاون وجهود الهيئة التعليمية من إدارة ومعلمات في انتقاء فقرات الاحتفال، واختيار المهن التي يمكن تجسيدها بالإخراج والتمثيل في أجوائها القريبة إلى الواقع، والاعتماد على الأطفال أنفسهم لتقديم أدوار أصحاب هذه المهن، كلٍ في مهنته، وتكوين فريق عمل يعمل بروح الجماعة، مما ينعكس بالنفع والتأثير الإيجابي على الأطفال، وهو ما يمكن تلمسه بسهولة من خلال اكتسابهم المعاني الحقيقية للقيم الأخلاقية والاجتماعية المراد توصيلها للصغار في أسلوب تمثيلي سهل وممتع وشيق، ويترك تأثيراته الكبيرة على نفوسهم، فضلاً عن البعد التعليمي للصور والنماذج التي قدمها الأطفال». أهداف وتركز أفراح أحمد، مديرة قسم الروضة، على البعد التربوي من تقديم نماذج حياتية للأطفال أنفسهم، وهذا يتطلب من كل طفل فهم واستيعاب ما يقدمه، وإدراك العلاقة الحقيقية الطبيعية بين أفراد المجتمع، ونوعية الخدمات التي يقدمها صاحب كل مهنة، وفائدتها، وقيمتها مهما كانت بسيطة، والتعرف على مصادر الثروة البشرية، وكيف يكون الإنسان مصدراً لهذه الثروة، كما هو الحال في نموذج «المزارع» أو «الصياد»، وبالتالي فهم طبيعة المهن الخدمية الأخرى وأهميتها لكل فرد من أفراد المجتمع، كما هو الحال في مهن «الطبيب» و«الممرضة» أو«الشرطي» و«الجندي» الذي يتفانى في حماية الوطن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©