الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عندما سارت الأفيال في «منطقة الظفرة»

عندما سارت الأفيال في «منطقة الظفرة»
27 مارس 2018 22:08
هويدا الحسن (العين) انطلقت أول أمس فعاليات «مؤتمر الآثار 2018» الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي تزامناً مع «عام زايد»، بمدينة العين. يناقش المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام الاكتشافات الأثرية الأخيرة وأهميتها بالنسبة لفهم تاريخ المنطقة، إضافة إلى جملة من العناوين الرئيسية المتعلقة بالحفاظ على المواقع الأثرية وصونها، وعلاقة علوم الآثار القديمة بالتاريخ الحديث للدولة. وبدأت فعاليات اليوم الأول بعرض مجموعة من الصور التي توضح أولى عمليات التنقيب عن الآثار بمدينة أبوظبي عام 1858، وكذلك عرض صور للمغفور له الشيخ زايد آل نهيان أثناء حضوره عمليات التنقيب والكشف عن الآثار عام 1959. ترأس الجلسة الأولى الدكتور بيتر ماج، رئيس قسم الآثار بدائرة الثقافة والسياحة، الذي ألقى الكلمة الافتتاحية وقدّم المتحدثين في المحاضرة الأولى التي حملت عنوان «البيئة القديمة والمستوطنات البشرية المبكرة». وقد قدم الورقة البحثية الأولى البروفيسور مارك بيتش، رئيس قسم التراث الساحلي وعلم الحفريات بدائرة الثقافة، بعنوان «عندما سارت الأفيال بمنطقة الظفرة بأبوظبي»، حيث تحدث عن العثور على آثار لأقدام قطعان من الأفيال بمنطقة الظفرة، وقد تم الكشف عن ستة مسارات لمواقع صنعتها الأفيال التي عاشت خلال فترة الميوسين المتأخرة ما بين 6 إلى 8 ملايين سنة، حيث تم تركيز العمل على المسارات الست التي تم اكتشافها في مناطق ماليسا 1،2 ومنطقة بدع المطاوعة، وفي ديسمبر 2017 تمت إضافة ثلاثة مسارات جديدة كان قد تم الكشف عنها في مناطق الشارية، بدع الغينية وجبل موميا. وقدم الورقة البحثية الثانية الباحث داميان أرهان والتي حملت عنوان «التباين النسبي لارتفاع مستوى المياه على طول الخليج العربي»، ناقش فيها نتائج الأبحاث الحديثة التي أظهرت أن المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي قد شهدت تغيرات مهمة في مستوى منسوب مياه البحر وهو ما يؤثر على البيئة الساحلية، لذا فإن دراسة منسوب مياه البحر غاية في الأهمية لدوره الأساسي في تشكيل البيئة المحيطة بالمواقع التاريخية القريبة من البحر مثل إمارة أبوظبي، وقد أوضح أن الدراسة قد شملت منطقتين رئيسيتين هما جزيرة غاجا ورأس خمايس. واختتمت الندوة الأولى بورقة بحثية بعنوان «إدخال واستزراع المحاصيل الزراعية بشبه الجزيرة العربية» قدمتها الدكتورة مارجريتا تانجبرج البروفيسورة بالمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس، حيث أوضحت أن الزراعة في منطقة الخليج قد جاءت كنشاط متأخر لعدم وجود أنهار تتدفق في منطقة شبه الجزيرة، لذا كانت المحاصيل الزراعية محدودة وتعتمد على مياه الأمطار، حتى تم استحداث وسائل ري أخرى فيما بعد، وتعد زراعة النخيل هي أقدم الزراعات بالمنطقة. أما في الجلسة الثانية «العصر الحجري الحديث بالإمارات المتحدة العربية»، والتي ترأسها عالم الآثار بقسم البيئة التاريخية بدائرة الثقافة والسياحة عمر الكعبي، فكانت الورقة البحثية الأولى للدكتورة صوفي ماري بعنوان «الاكتشافات الحديثة للعصر الحجري الحديث بإمارة أم القيوين»، وأوضحت فيها أنه تم اكتشاف موقع أثري يعود إلى العصر الحجري الحديث بمنطقة أم القيوين بوساطة فريق عمل من الأثريين الفرنسيين بالتعاون مع هيئة التراث بأم القيوين يعود تاريخها للثلث الأخير من الألفية السادسة قبل الميلاد. وقدم مارك بيتش ورقة بحثية بعنوان «صيادو الجمال بالعصر الحجري الحديث ببينونة»، حيث كشفت التحقيقات الأثرية في العقد الأخير بمنطقة بينونة جنوب غرب أبوظبي عن وجود صائدي الجمال في العصر الحجري الحديث بتلك المنطقة، وقد تم الكشف عن هذا الأثر أثناء مد خطوط أنابيب النفط في عام 2003. واختتمت فعاليات اليوم الأول بورقة بحثية بعنوان «الحفريات الأثرية المكتشفة حديثاً بجزيرة مروح بمدينة أبوظبي»، فأشارت إلى أن الفترة من 2015 إلى 2018 شهدت عدة اكتشافات تؤكد على وجود آثار للتجمعات الإنسانية بأبوظبي يعود تاريخها للعصر الحجري الحديث قبل نحو 7500 سنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©