الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جائزة القيادة الأفريقية..ندرة «المرشحين»

6 مارس 2015 21:36
أعلنت مؤسسة «مو إبراهيم» هذا الأسبوع أن الرئيس الناميبي المنتهية ولايته «هيفيكيبوني بوهامبا» هو الفائز بالجائزة المرموقة للإنجاز في القيادة الأفريقية لعام 2014. وذكر سالم أحمد سالم، رئيس لجنة الاختيار للجائزة، خلال مؤتمر صحفي عقد في نيروبي، كينيا، أن الرئيس الناميبي «خلال عشر سنوات من ولايته الرئاسية، أظهر قيادة سليمة وحكيمة. وفي نفس الوقت، فقد حافظ على تواضعه طوال فترة رئاسته». وربما كانت جائزة إبراهيم لا تحظى بنفس تقدير جائزة نوبل للسلام، إلا أنها ما زالت تمثل قيمة كبيرة. وفي الواقع، فإن الجائزة التي تركز على أفريقيا تتفوق على منافستها الاسكندنافية في أمر مهم للغاية وهو القيمة المالية، حيث يحصل الفائز بجائزة إبراهيم على 5 ملايين دولار كدفعة مبدئية مقسمة على عشر سنوات، ثم يحصل بعد ذلك على 200 ألف دولار سنوياً مدى الحياة. ويقال إن هذه هي أكبر جائزة من نوعها في العالم ( وفي المقابل، فإن قيمة جائزة نوبل في 2014 كانت 8 ملايين كورون سويدي – أي أقل من مليون دولار – إضافة إلى ميدالية ذهبية). بيد أن هناك شيئاً مثبطاً للعزيمة حيال جائزة إبراهيم: فاللجنة التي تمنح الجائزة، والتي من المفترض أن تُمنح كل عامين، غالباً ما لا تجد المرشحين المناسبين. وفي الواقع، فمنذ الإعلان لأول مرة عن الجائزة قبل ثمانية أعوام، لم يتم منح الجائزة سوى أربع مرات. في عام 2007، تم منح الجائزة لرئيس موزامبيق «جواكيم شيسانو». وأثناء إعلان الجائزة، ذكر الأمين العام السابق للأمم المتحدة «كوفي أنان» أن الفائز «كان صوتاً قوياً لأفريقيا على الساحة الدولية، ولعب دوراً مهماً في طرح قضية تخفيف أعباء الدين». وفي عام 2008، ذهبت الجائزة إلى رئيس بوتسوانا السابق «فيستوس موجاي». وفي ذلك الوقت قال «أنان» إن «القيادة المتميزة للرئيس موجاي قد كفلت استمرار الاستقرار في بوتسوانا والازدهار في مواجهة وباء فيروس نقص المناعة المكتسبة /الإيدز الذي كان يهدد مستقبل بلاده وشعبه». وخلال عامي 2009 و2010، تم حجب الجائزة. وفي عام 2011، حصل «بيدرو بيريس»، الرئيس السابق لجمهورية الجبل الأخضر، على الجائزة. وفي ذلك الحين، ذكر سالم للصحفيين أن «لجنة منح الجائزة معجبة كثيراً برؤية الرئيس بيدرو بيريس في تحويل الجبل الأخضر إلى نموذج للديمقراطية، والاستقرار وزيادة الرخاء». ومرة أخرى، تم حجب الجائزة في عامي 2012 و2013. ولا يوجد ما ينص على وجوب منح الجوائز كل عام – فجائزة نوبل للسلام تخطت عدة سنوات منذ إنشائها عام 1991. ومع ذلك، ونظراً للقيمة المالية المرتفعة لجائزة إبراهيم وكذلك مثلها العليا، فإن الفشل بنسبة 50% في منح الجائزة يعتبر لافتاً للنظر. وفي الواقع، فإن هذه المثل العليا - وربما المكافأة المالية المرتفعة أيضاً – تفسر أسباب عدم منح الجائزة بشكل منتظم. فهذه الجائزة، التي أنشأها رجل الأعمال والملياردير البريطاني السوداني «مو إبراهيم» في 2006، يتم منحها استناداً على قرار تتخذه لجنة الجائزة المستقلة التي تحفل بأسماء كبيرة، من بينها بعض الحائزين جائزة نوبل مثل «مارتي اهتيساري» و «محمد البرادعي». وهي تضع مجموعة من المعايير الصارمة للغاية ليس بها أي استثناء. وعلى موقعها على الإنترنت، تسرد مؤسسة مو إبراهيم معايير الفائزين المحتملين: أن يكون رئيساً تنفيذياً سابقاً لحكومة أو دولة أفريقية، وأن يكون قد ترك منصبه خلال السنوات الثلاث الماضية، وأن يكون منتخباً ديمقراطياً، وأن يكون خدم المدة التي ينص عليها الدستور. وأن يظهر قيادة ممتازة. وفي ديمقراطيات أفريقيا الشابة، حيث تكون الانقلابات أكثر تواتراً مما يود أي شخص، ويستطيع الزعماء الأكثر استقراراً البقاء في السلطة لما يقرب من عقدين أو أكثر، فإن العثور على الشخص المناسب كل عام لن يكون بالعمل اليسير. وفي حين أن هناك عدداً من القادة الأفارقة المناسبين، فإنهم لا يتركون مناصبهم حتى يتسنى لهم الفوز بجوائز متتالية. ويعترف إبراهيم نفسه أن المعايير عالية جداً. وذكر أن «هذه جائزة تُمنح للتميز في القيادة. ونحن لا نخفض معاييرنا. وإذا كانت هذه الجائزة تمنح لرؤساء أوروبيين، فكم رئيس كان سيفوز بها خلال الثماني سنوات الماضية؟. آدم تايلور* * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©