الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخابات نيجيريا.. حظوظ «بخاري» والمعارضة الضعيفة

27 مارس 2018 22:05
تسود وسط النيجيريين بصفة عامة مشاعر الإحباط تجاه الرئيس النيجيري محمد بخاري الذي انتخبوه قبل ثلاث سنوات. وصامويل أوكونولا وهو حائك ملابس يبلغ من العمر 52 عاماً يشارك كثيرين من النيجيريين في هذه المشاعر، لكنه لا يرى بديلاً غيره في الانتخابات التالية. وقال أوكونولا في مقابلة معه في متجره في حي «فكتوريا أيلاند» الراقي في مدينة لاجوس، أكبر مدن نيجيريا: «لا يمكنني التصويت لبخاري عام 2019. إنني أتطلع إلى شخص متعاطف مع محنة النيجيريين، وأدعو الله أن يقدم لنا هذا الشخص قبل الانتخابات». لكن الوقت ينفد أمام إمكانية ظهور مثل هذا الشخص، مع الأخذ في الاعتبار أن الانتخابات ستجرى في فبراير من العام المقبل. ومهما يكن من أمر ما يتحمله حزب «مؤتمر كل التقدميين» الحاكم الذي ينتمي إليه بخاري من مسؤولية في أشد ركود اقتصادي تشهده البلاد في 25 عاماً، والفشل في إنهاء التهديدات الأمنية، مثل التمرد المسلح لحركة بوكو حرام المتشددة، وعدم القدرة على التغلب على انقطاع الكهرباء، ونقص إمدادات الوقود ببلد يعد أكبر منتج للنفط في أفريقيا، رغم كل هذا، لا يوجد ما يدل على تهديد كبير من المعارضة لبخاري. ولم يعلن «بخاري» البالغ من العمر 75 عاماً إذا ما كان سيسعى إلى إعادة انتخابه، لكنه بدأ السباق متمتعاً بوضع جيد، ما لم تجد أحزاب المعارضة في أكثر دول أفريقيا سكاناً بطلهم المنشود في الفترة القصيرة المقبلة. والمنافس الرئيس لحزب الرئيس الحاكم، «مؤتمر كل التقدميين»، هو «حزب الشعب الديمقراطي» الذي مازال غير واثق الخطى بسبب سمعة سيئة لاحقته من عدم الكفاءة والفساد أدت إلى إطاحته من السلطة عام 2015. ويرى «تشيتا نوانز» المحلل في شركة «إس. بي. إم. انتيليجينس» للاستشارات الاقتصادية التي مقرها لاجوس أنه «لو نظمت المعارضة صفوفها لكان بوسعها تسديد ضربة قاضية لهذه الحكومة، لكن لا يوجد حزب مقدم على هذا الإجراء فيما يبدو في الوقت الحالي». وجانب من التحدي الذي يواجه «حزب الشعب الديمقراطي» يتمثل في أنه حكم نيجيريا منذ نهاية الحكم العسكري عام 1999 حتى هزيمته قبل ثلاثة أعوام، تاركاً خلفه أكثر المشكلات استعصاء على الحل فيما يبدو وهي المشكلات التي تواجهها حكومة بخاري حالياً. ويعتقد «أماكا أنكو» رئيس جماعة «أفريقيا براكتيس» في مجموعة «أوراسيا» لاستشارات المخاطر السياسية أن «مشكلة حزب الشعب الديمقراطي الرئيسة تتمثل في أنه لم يستطع أن يغير النظرة إليه باعتباره حزباً فاسداً في الأساس قام على أساس الجباية». لكن «كولا أولوجبونديان»، المتحدث باسم الحزب، أعلن أن الحزب المعارض يجري اجتماعات مع الناخبين على امتداد البلاد وهو واثق من أنه سيحظى بالدعم. وذكر في مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي (من حسن حظنا أن النيجيريين شهدوا أكاذيب حزب «مؤتمر كل التقدميين»، ويلتفون الآن حول حزب «الشعب الديمقراطي». كثير من الجهود التي يقوم بها حزب «الشعب الديمقراطي» اليوم ما زالت في الخلفية). وظهرت حركات جديدة في الشهور القليلة الماضية ترفض الحزبين الرئيسيين. فهناك «حركة الائتلاف من أجل نيجيريا» التي يشيد بها الرئيس السابق أولوسيجن أوباسانجو، وهناك «حركة التدخل النيجيري» التي يتزعمها محامي حقوق الإنسان «أوليسا أجباكوبا»، وهناك «حركة البطاقة الحمراء» التي تتزعمها «أوبياجيلي إيزيكوسيلي»، الوزيرة السابقة ونائبة رئيس البنك الدولي السابقة. وصرحت «إيزيكوسيلي» في مقابلة عبر الهاتف الأسبوع الماضي قائلة: «لا أعتقد أن المحللين يدركون مدى عمق عدم رضا المواطنين في الشوارع عن الطبقة السياسية في بلادنا. الإحباط نتيجة الأداء الهزيل عميق جداً جداً». وربما يصبح التصويت معركة مباشرة بين «حزب الشعب الديمقراطي»، و«حزب مؤتمر كل التقدميين». وسيختار حزب «الشعب الديمقراطي» على الأرجح مُسلماً من الشمال مثل «بخاري» كمرشح له. وهذا سيكون محاولة لتفتيت الأصوات التي فاز بها «بخاري» في السباق الماضي حين كان يواجه «جودلاك جوناثان» القادم من الجنوب ذي الغالبية المسيحية. وأمام الأحزاب حتى السابع من أكتوبر المقبل كي تعلن عن مرشحيها بموجب قواعد هيئة الانتخابات في نيجيريا. وأشار «ميسدوا» إلى أنه «منذ عام 2015، لم تظهر أي شخصية كاريزمية ذات قبول على مستوى البلاد وتحظى باتفاق البلاد حولها داخل حزب «الشعب الديمقراطي» كي تكون زعيماً للحزب، لكن مازال هناك وقت كي يحدث هذا». *صحفية متخصصة في الشؤون الأفريقية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©