تقلبات في أسواق النفط على وقع الهجمات في نيجيريا

تذبذبت حركة أسعار النفط أمس حول مستوى 60 دولاراً للبرميل على وقع تحركات أسواق المال وهجمات لحركات التمرد في نيجيريا على منشآت نفطية. وارتفع نفط برنت الخام دولاراً للبرميل إلى أكثر من 61 دولاراً بعد نزوله دون 60 دولاراً للبرميل، كما ارتفع الخام الأميركي بعد انخفاضه دون مستوى 59 دولارا للبرميل ملامساً أدنى مستوياته في سبعة أسابيع. كما تراجع سعر خام «أوبك» دون مستوى 60 دولارا للبرميل في ختام تعاملات الأسبوع الماضي، حسبما أعلنت الأمانة العامة لمنظمة الدول المصدرة للبترول أمس، وهذه هي أول مرة منذ أواخر مايو الماضي يستقر فيها سعر خام نفط منظمة أوبك المؤلفة من 12 دولة عضو إلى ما دون مستوى 60 دولاراً للبرميل، وتنتج المنظمة أكثر من ثلث الإنتاج العالمي من النفط. وبحلول الساعة 12.38 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر خام برنت دولارا واحدا إلى 61.52 دولار للبرميل، مدعوماً بتأكيد السلطات النيجرية وحركة تحرير دلتا النيجر قيام المجموعة المتمردة بهجوم غير مسبوق على منشأة في لاجوس العاصمة الاقتصادية للبلاد، ووقوع خمسة قتلى في اعتداء آخر للحركة على موقع نفطي. وقالت الحركة في بيان نقل عبر البريد الالكتروني إن عدداً من مقاتليها «مدججين بالسلاح قاموا أمس الأول بهجوم غير مسبوق على رصيف اطلس كوف (لرسو السفن) في ولاية لاجوس». واضافت ان «المستودع وناقلات النفط الراسية في المجمع تشتعل حاليا»، وسمع دوي انفجار قوي في سائر ارجاء المدينة التي تضم نحو 16 مليون نسمة، كما افاد مراسلو وكالة فرانس برس. ورصيف اطلس كوف هو نقطة الاتصال الاولى للسفن التي تدخل المياه الاقليمية النيجيرية آتية من بنين المجاورة الى غرب نيجيريا، واكدت السلطات النيجيرية من جهتها صباح أمس وقوع الهجوم في لاجوس، لكنها قالت ان الوقائع التي سردتها الحركة في بيانها «مضخمة». وقال المتحدث باسم البحرية النيجيرية الكابتن هنري بابالولا لفرانس برس «نحن على علم بالهجوم على رصيف اطلس كوف.. لم نحصل بعد على كثير من التفاصيل لكن حركة تحرير دلتا النيجر ضخمت الوضع في بيانها». وفي 25 يونيو الماضي وسع الرئيس النيجيري عرض العفو ليشمل جميع الناشطين المسلحين في دلتا النيجر «ان القوا السلاح وتخلوا عن العنف» وهو عرض يبقى ساريا حتى الرابع من اكتوبر المقبل. ومنذ بروز حركة تحرير دلتا النيجر في 2006 تراجع انتاج النفط الخام في نيجيريا بنسبة تقارب الثلث ليبلغ حاليا 1,8 مليون برميل في اليوم مقابل 2,6 مليون برميل قبل ثلاث سنوات. وقد رسمت الشركة النفطية الوطنية صورة قاتمة عن نتائج العنف في دلتا النيجر معتبرة أن عائداتها الشهرية في عام 2009 تدهورت الى نحو مليار دولار مقابل 2,2 كمعدل وسطي في 2008، ويمثل النفط اكثر من 90 بالمئة من عائدات التصدير التي تجنيها نيجيريا.