تراجع العنف في العراق إلى أدنى مستوى منذ 2004

صادرت القوات العراقية أمس خلال عمليات دهم وتفتيش في مدينة الصدر معقل ميليشيا ''جيش المهدي'' كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات خلال عمليات تفتيش· وقال بيان للجيش الاميركي إن اثنين من المخابئ التي عثر عليها كانت داخل مسجد ومبنى آخر بالقرب منه، وتحتوي على مئات البنادق وألغام مضادة للدبابات، وسترات واقية من الرصاص وحوالي 100 صاروخ وكميات كبيرة من القذائف المضادة للدروع· وأشار البيان الى العثور على مخبأ ثالث في احد مستشفيات المدينة، ولفت إلى ضبط 38 مخبأً للسلاح في مدينة الصدر منذ بدء عملية ''السلام'' الأمنية الثلاثاء الماضي· واعتقلت القوات العراقية مسؤولاً بارزاً في تنظيم ''القاعدة'' يدعى علي حسين السنجري خلال خروجه من مسجد الهدى وسط مدينة تكريت بعد إلقائه محاضرة، وقالت مصادر إن السنجري متهم بإصدار فتاوى بقتل عدد من المدنيين ومهاجمة قوات الأمن في المحافظة· وقتل عراقي وأصيب ستة آخرون بجروح بينهم خمسة من عناصر الشرطة جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في حي التسعين وسط كركوك· واغتال مسلحون مجهولون مدير قسم التحقيقات في دائرة المفتش العام في وزارة الصحة علي هاشم شرق بغداد· فيما نجا محافظ بابل سالم المسلماوي القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عبدالعزيز الحكيم من محاولة اغتيال عندما انفجرت سيارة مفخخة قرب موكبه في حي القادسية في بغداد مما أسفر عن مقتل أحد حراسه وإصابة أربعة آخرين· الى ذلك، قال المتحدث باسم الجيش الاميركي الاميرال باتريك دريسكول أمس إن العنف في العراق تراجع الى مستويات هي الأدنى منذ اربعة أعوام، مع الانخفاض الحاد في أعداد الهجمات التي تستهدف قوات الأمن والمدنيين· واضاف: ''إن نظامنا الداخلي لمراقبة أعمال العنف يبين انخفاضاً كبيراً في أعداد الحوادث خلال الأسبوع الماضي، فقد شاهدنا انخفاضاً كبيراً في مستويات العنف في جميع مناطق العراق خلال الاسبوع الماضي وتراجع معدل الحوادث الأمنية الى مستويات لم نشهدها منذ العام ·''2004 ولم يوضح دريسكول كيفية إجراء المقارنة، لكنه قال إن الحوادث انخفضت بمعدل 70% منذ زيادة عديد القوات الاميركية في العراق بحوالي ثلاثين ألف عسكري منذ منتصف العام ،2007 وأضاف أن قوات الأمن العراقية بدأت تتسلم معلومات أكثر من السكان حول مخابئ الأسلحة والمتمردين بحيث إنها عثرت على 270 مخبأً للسلاح منذ مارس الماضي· واعتبر دريسكول ان تنظيم ''القاعدة'' فقد توازنه بعد سلسلة العمليات العسكرية للقوات العراقية والاميركية ضده، لكنه حذر من أن ''المتشددين'' لا يزالون يمثلون تهديداً وأنهم قادرون على تنفيذ هجمات كبيرة، وقال: ''إن تنظيم القاعدة في العراق لم يعد يسيطر على الأرض مثل السابق، لكنه لا تزال لديه القدرة على تنفيذ تفجيرات انتحارية كبيرة وإثارة العنف الطائفي الذي أوقع خسائر فادحة''· وأضاف دريسكول: ''إن القاعدة ما تزال تشكل تهديداً·· لم تعد تسيطر على مساحات كبيرة من الأرض او في المدن، لكنها ما تزال موجودة وقادرة على شن هجمات كبيرة''، وقال: ''إن العمليات العسكرية المشتركة أظهرت أن عناصر القاعدة في العراق فقدوا التوازن، فهم في حالة فرار، لكن ما يزال من المبكر إعلان النصر، واذا حصل تهاون ما فإنهم سيعودون مجدداً''· ووفقاً لإحدى الشرائح غير السرية التي أتيح لـ''رويترز'' الاطلاع عليها، فإن عدد الحوادث التي وقعت في الاسبوع الذي انتهى في 23 مايو كان نحو 300 نزولاً من حوالي 1600 في منتصف يونيو ·2007 وقال المتحدث باسم الجيش الاميركي الميجر جون هول: ''لأسباب أمنية لا نستطيع كشف الأرقام بالتحديد، لذا فهذا رقم تقريبي''· وعزا هول تراجع العنف إلى نمو قدرات قوات الأمن العراقية وزيادة مشاركتها في عمليات التصدي لأنشطة المسلحين وتشكيل وحدات مجالس الصحوة والهدنة التي أعلنها مقتدى الصدر، وأضاف: ''هناك تقدم أمني كبير وإن كان متفاوتاً في العراق·· مستويات العنف والوفيات بين المدنيين تراجعت بشكل كبير''· لكن مع ذلك أقر بأن التقدم هش ويمكن أن يعكس اتجاهه· وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء عبدالكريم خلف: إن العمليات التي قادتها القوات العراقية في الموصل عاصمة نينوى دمرت معظم شبكة المسلحين، وأضاف: ''إن القوات اعتقلت معظم المطلوبين، والعمليات متواصلة، وإنه لم تعد هناك تحديات كبيرة''· لكنه أشار إلى أنه ستظل هناك دائماً خلايا كامنة، مضيفاً أن هذا ليس مهماً، لأن القوات العراقية ستكون قادرة على التعامل مع تلك الخلايا·