إسرائيل: المفاوضات مع سوريا جدية ومتواصلة

أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت امس أن المفاوضات مع سوريا تجري بصورة متواصلة وجدية· وقال اولمرت في مستهل اجتماع الحكومة إن هذه المفاوضات تجري وراء أبواب مغلقة وليس في وسائل الاعلام· رافضا الإفصاح عن مزيد من التفاصيل· وقال أولمرت للصحفيين ''لا ننوي القيام بتلك المفاوضات عبر وسائل الاعلام وبيانات يومية او اطلاق الشعارات''· وتابع اولمرت ان ''اسرائيل لديها تجربة مفاوضات مع سوريا· أجرينا مفاوضات ايضا في الماضي وكان الجمهور يعلم بها لكن لم يعلن عن تفاصيلها ونقاطها الحساسة لتتم على أحسن وجه''· وأضاف رئيس الوزراء ''نجري هذه المفاوضات بجدية وجرت استعدادات مفصلة ودقيقة تنسجم مع واقع اليوم وسيستمر ذلك''· وصرح رئيس الاركان الاسرائيلي السابق دان حالوتس امس ان بإمكان اسرائيل ''تدبر أمرها'' بدون هضبة الجولان التي تطالب سوريا باستعادتها كاملة· وقال حالوتس في تصريحات بثتها الاذاعة العسكرية ''يمكننا تدبر أمرنا بدون الجولان كما فعلنا في الماضي''· وأضاف ''مقابل سلام حقيقي علينا ان نكون جاهزين لدفع ثمن حقيقي وإلا سيكون ذلك إضاعة للوقت''، ملمحا بذلك الى المفاوضات غير المباشرة السورية الاسرائيلية التي أعلن عنها الاربعاء برعاية تركية· وتابع حالوتس ''عندما نبدأ محادثات مع سوريا يعرف الجميع ما هو مطروح على الطاولة وعلينا دراسة كل امكانيات صنع السلام مع أعدائنا''· وفيما تتواصل التكهنات والتحليلات بشأن جدية المفاوضات الإسرائيلية- السورية، فإن الساحة الحزبية الإسرائيلية تشهد نقاشا ساخنا، وصل مطلع هذا الأسبوع إلى صفوف الحكومة الإسرائيلية، ليتضح مرة أخرى مدى التباين في مواقف وزراء الحكومة الإسرائيلية من مسألة الانسحاب الكامل أو حتى الجزئي من الجولان حيث أبدى الوزير عن حركة ''شاس'' ايلي شاي معارضته التنازل عن الجولان معتبرا هذا الاقتراح ضعفا اسرائيليا· اما الوزير مئير شطريت فوافق على الاعتراف بالسيادة السورية على الهضبة مقابل سلام كامل بشرط ان يثبت السوريون ان رغبتهم صادقة مضيفا ان إيجار الهضبة لمدة 25 سنة تدل على هذه الرغبة· بدوره أكد النائب العمالي عامي ايالون وجوب التوصل خلال التفاوض مع سوريا الى اتفاق على إيجار الجولان لفترة طويلة من الزمن· وقال إنه يجب عدم الموافقة على ازالة التجمعات السكنية الاسرائيلية في الهضبة او اخلاء مواقع الجيش الاسرائيلي· اما وزير الثقافة والرياضة غالب مجادلة الوزير العربي في الحكومة الإسرائيلية فأكد أن ''الجولان هي أرض عربية سورية يجب إعادتها لسوريا فقد تم احتلالها في العام 67 كما أن قادة إسرائيل التاريخيين أوضحوا وأكدوا أن إسرائيل احتلت الجولان ليكون ورقة في المفاوضات مع الدول العربية''· الى ذلك أعلن وزير الدفاع الايراني مصطفى محمد نجار امس ان سوريا تبقى حليفة طهران ''الاستراتيجية'' بعد أن دعت اسرائيل دمشق الى قطع علاقاتها مع ايران· وقالت وكالة انباء ''مهر'' إن الوزير الايراني قال خلال لقاء مع نظيره السوري حسن توركماني ان ''العلاقات بين إيران وسوريا علاقات استراتيجية تقوم على المصالح الوطنية للبلدين والعالم الاسلامي''· واضاف ان ''الامن الجماعي السبيل الوحيد لمنع الازمات الاقليمية''· من جهة أخرى أبدت حركة ''حماس'' أمس قلقها البالغ من استئناف المحادثات السورية-الاسرائيلية معربة عن قناعتها بأنها ستكون أول من يدفع الثمن في حال إقدام السلطات السورية على طرد قادتها من دمشق وإغلاق مكاتبها· ونقلت صحيفة ''جيروساليم بوست'' الاسرائيلية عن أحد قادة ''حماس'' في غزة قوله ''إن الحركة فوجئت بأنباء المفاوضات وأنها تلقتها بانزعاج كبير، مشيرا الى ان قادة ''حماس'' في دمشق يفكرون جديا في التوجه الى طهران احتجاجا على ما يعتقدون انه تغيير في استراتيجية سوريا·