«ثقافة أبوظبي» تنتهي من إعداد خرائط أثرية لجزيرة دلما

انتهت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث من إعداد خريطة أثرية تضم جميع المواقع الأثرية في جزيرة دلما، بهدف الحفاظ عليها ومنع القيام بأية عمليات إنشائية أو تطويرية على هذه المواقع. وكانت فرق متخصصة من الهيئة نفذت عمليات مسح أثري شامل داخل الجزيرة، تم خلالها تحديد المواقع التي تضم لقى أثرية وأثريات داخل الجزيرة، تمهيداً لإعداد السياسات، والخطط الإستراتيجية، والبرامج الثقافية، للمحافظة عليها وتطويرها والترويج لها، بحسب محمد عامر النيادي مدير إدارة البيئة التاريخية بالهيئة الذي بين أن الفرق عملت على تنزيل تلك المواقع على خرائط وتوزيعها على مختلف الهيئات الحكومية، وغير الحكومية المسؤولة عن عمليات التطوير بالجزيرة، لتجنب إقامة أي مشاريع عمرانية أو زراعية على المواقع التي تم تحديدها. يذكر أن جزيرة دلما لها مكانة تاريخية كبيرة تمتد لأكثر من 6 آلاف سنة مضت، نظرا لمكانتها كمركز التقاء وانطلاق لمعظم خطوط الملاحة العابرة لمياه الخليج، حيث كانت تضم عدداً كبيراً من آبار الشرب القديمة التي تفيض بها أرض الجزيرة. كما تم الكشف عن موقع أثري مهم بجزيرة دلما يعود إلى عصر العبيد، وشمل الموقع الذي كشفت عنه البعثة البريطانية التي تعمل في التنقيب عن الآثار في الجزيرة آثاراً لمنطقة استيطانية وبقايا أوعية من الجص وأوان فخارية مستوردة من حضارة الرافدين القديمة في العراق، وهو ما يؤكد وجود علاقات تجارية بين سكان الجزيرة القدامى وحضارة الرافدين في العراق. كما يوجد هنالك أيضاً مبان ومساجد تاريخية قديمة تعود إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين كبيت المريخي الذي أُعيد ترميمه ليكون موقعاً لمتحف دلما الحالي الذي يضم بين جنباته مدابس وآبار مياه ومقتنيات أثرية غايةً في الجمال.