السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إجراءات صينية وأوروبية محتملة تستهدف ولايات مؤيدة لترامب

إجراءات صينية وأوروبية محتملة تستهدف ولايات مؤيدة لترامب
28 مارس 2018 08:31
بكين (رويترز) قال رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ في لقطات أذاعها التلفزيون الرسمي، أمس، خلال لقائه أعضاء من مجلس الشيوخ الأميركي إنه يأمل في أن «تسلك الولايات المتحدة مسلكاً عقلانياً في التجارة، والعمل مع الصين لإيجاد حل مشترك»، في الوقت الذي استعدت فيه الصين والاتحاد الأوروبي بإجراءات اقتصادية تستهدف ولايات أميركية بعينها انتخبت الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتنطوي إجراءات الرد التجارية التي يحتمل أن تتخذها الصين والاتحاد الأوروبي إزاء منتجات أميركية محددة، على مخاطر سياسية بالنسبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب مع دنو موعد انتخابات منتصف الولاية، لأنها تستهدف الولايات التي صوتت له في عام 2016. وتقول خبيرة التجارة الدولية لدى معهد بيترسون للاقتصادات الدولية مونيكا دي بول: «إن إجراءات الرد الصينية ستشمل في كل الأحوال الولايات الزراعية والمعروفة بولائها للجمهوريين». وكانت بكين قد كشفت عن لائحة تضم 128 منتجاً أميركياً، تشمل خصوصاً فاكهة ولحوم خنزير، ستفرض عليها رسوماً جمركية من 15% أو 25% إذا فشلت المفاوضات الجارية مع واشنطن. وستكون هذه الإجراءات رداً من جهة على الرسوم الأميركية على الصلب والألمنيوم التي دخلت حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، ومن جهة أخرى على تهديد ترامب بفرض ضرائب إضافية على ما قيمته 60 مليار دولار من الواردات الصينية. كما أعد الاتحاد الأوروبي لائحة بضرائب محتملة على عشرات المنتجات الأميركية، من بينها التبغ وويسكي بوربون والأرز وعصير البرتقال وزبدة الفستق ودراجات هارلي ديفيدسون النارية، والتي تشمل ولايات حساسة سياسياً. الذخيرة الثقيلة وفي الوقت الحالي، تجري واشنطن مفاوضات مع بكين وبروكسل. وكتب ترامب في تغريدة مساء الاثنين «المفاوضات التجارية جارية مع دول عدة لم تتعامل بإنصاف مع الولايات المتحدة على مدار سنوات طويلة»، مضيفاً: «في النهاية سيكون الجميع مسرورين». لكن دي بول حذرت من أنه إذا فشلت المفاوضات فإن «الصين يمكن أن تلجأ إلى الذخيرة الثقيلة وتستهدف الصويا»، التي يمكن أن تستوردها من البرازيل. والعملاق الآسيوي هو اليوم المستورد الأول للصويا الأميركية في العالم، وأكثر من ثلث الاستهلاك الداخلي الصيني من الصويا مصدره الولايات المتحدة. وإذا تجسدت إجراءات الرد فسيكون من الصعب على ترامب كسب تأييد ناخبين في 10 ولايات، من بينها إيلينوي ومينيسوتا وكنساس، وكلها تعتمد على تصدير الصويا إلى الصين. وأعلنت بكين من جهة أخرى ضريبة محتملة بـ25% على وارداتها من لحم الخنزير الأميركي ما يشكل ضربة قوية لولاية أيوا وتحدياً انتخابياً في نوفمبر، لأن هذه الولاية انتقلت للتصويت لصالح ترامب بعد أن أيدت الرئيس الديموقراطي السابق باراك أوباما في الاقتراعين السابقين. وبإمكان الناخبين الذين أيدوا ترامب في 2016 أن يجأوا أيضاً إلى الامتناع عن التصويت في الخريف المقبل، ما يزيد الغموض حول ما ستؤول إليه نتيجة انتخابات منتصف الولاية في 6 نوفمبر المقبل. وفي هذا الإطار، يقول الخبير لدى مجلس العلاقات الخارجية ادوارد آلدن: «إن ترامب سيبذل كل الجهود لتفادي إجراءات رد من الصين أو الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً أن استهداف منتجات من ولايات حساسة سياسياً أظهر نتائجه في الماضي». وعود انتخابية في عام 2002، اضطر الرئيس الأسبق جورج بوش الابن إلى وضع حد لخطط بالرد حول الصلب، بعد أن اتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات على وارداته من برتقال فلوريدا. إذ كان عليه مراعاة الناخبين في هذه الولاية التي فاز فيها في ولايته الأولى بفارق لا يتجاوز بضع مئات من الأصوات. وذكر السناتور الجمهوري من ولاية أيوا تشاك جراسلي مثالاً آخر وهو الحظر الذي أعلنه جيمي كارتر على صادرات الحبوب الأميركية إلى الاتحاد السوفييتي سابقاً، والذي أدى إلى «تراجع فوري» بـ10% في عمليات التسليم إلى ولايته. وتابع جراسلي الأسبوع الماضي متوجهاً إلى ممثل التجارة الأميركي روبرت لايتهايزر «كان ذلك قبل 38 عاماً لكنه لا يزال راسخاً في أذهان كل المزارعين». إلا أن السياق مختلف بالنسبة إلى ترامب لأن فرض ضرائب على منتجات صينية وواردات الصلب والألمنيوم هو تنفيذ لوعد انتخابي بالتصدي لممارسات تجارية «غير عادلة» من شركاء الولايات المتحدة. وكانت هذه الوعود وراء فوز ترامب في ولايات حاسمة مثل ميشيغن وأيضاً ويسكونسن وبنسلفانيا، حيث يتم تصنيع دراجات «هارلي ديفيدسون». وحرص الرئيس ومستشاروه حتى الآن على التشديد على المصلحة العامة أي إنقاذ الصناعات والوظائف الأميركية. كما ألمح لايتهايزر نفسه إلى أن من المستحيل اتخاذ إجراءات ضد الصين مع الأخذ في الاعتبار فقط منتجي الصويا الذين لا تمثل صادراتهم سوى 14 مليار دولار من أصل 130 ملياراً هي قيمة إجمالي الصادرات إلى بكين. وعلق آلدن بالقول: «إن ترامب يعول على أن الناخبين سيقدرون له تصديه للصين في موضوع التجارة»، مضيفاً أنه يتخذ «موقفاً متشدداً يحظى بشعبية في مناطق عدة من البلاد، تضررت نتيجة الواردات من الصين».  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©