خبراء: قطاع تكنولوجيا المعلومات في الدولة ينمو 3 % خلال 2010

من المتوقع أن ينمو الانفاق على قطاع تكنولوجيا المعلومات في الدولة بنحو 3% خلال 2010 فيما سيثبت معدل النمو في 2009 رغم تراجع الانفاق عالمياً بنحو 6% وفقا لتقارير دولية، بحسب مديري شركات لتكنولوجيا المعلومات. وأظهرت تقديرات تقرير لمؤسسة «جارتنر» تراجع الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات بنحو 6% خلال 2009 ليبلغ 3.2 تريليون دولار، مع استمرار تخفيض الشركات للميزانيات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات. وكانت نفس المؤسسة توقعت في بداية العام تراجع الانفاق بنحو 3.8% فقط. وارجع تقرير «جارتنر» انخفاض الانفاق على التكنولوجيا إلى استمرار الركود الاقتصادي العالمي الذي يدفع الشركات والمؤسسات الكبرى إلى مواصلة عملية ترشيد الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات، وتردد المستهلكين في شراء التكنولوجيا سواء «الهارد ويير» أو «السوفت ويير». وأشار التقرير إلى أن ارتفاع قيمة الدولار خلال الأشهر الثلاث الماضية اثر بشكل سلبي على الانفاق على تكنولوجيا المعلومات. وذكر فراس الجابي مدير عام شركة «اتقان» لتكنولوجيا المعلومات أن عام 2010 سيشهد نمواً في النفاق على تكنولوجيا المعلومات بالإمارات ما بين 3% و4%. وأكد أن نمو الانفاق خلال 2009 لم يتأثر نتيجة استمرار انفاق الجهات الحكومية والمؤسسات الكبري في قطاع النفط والغاز والاتصالات بوتيرة ثابتة على القطاع، حيث لم يشهد الطلب على تكنولوجيا المعلومات لهذه الجهات تراجعاً، ولكن ربما كان التراجع بالنسبة للمستهلكين الأفراد. وقال الجابي إن تقرير «جارتنر» يعتمد بشكل أساسي على الأرقام المتوفرة من المنتجين والموزعين لتكنولوجيا المعلومات، وليس المشتري وخاصة المؤسسات الكبيرة، مؤكداً أن «اتقان» لم تشهد على سبيل المثال اي تراجع أو تأخير في طلبات التكنولوجيا الخاصة بالمؤسسات الحكومية وقطاع النفط والغاز، كما استمرت وتيرة الانفاق على خدمات التعهيد والتوريد وغيرها في معدلاتها العادية. وبحسب تقرير «جارتنر» فإن الانفاق على «الهارد ويير» يشهد التراجع الأكبر في الإنفاق هذا العام بنحو 16%، فيما سيتراجع الانفاق على خدمات التكنولوجيا بنحو 5.6%، و4.6% بالنسبة لـخدمات الاتصالات، فيما لن يتراجع الانفاق على «السوفت ويير» بأكثر من 1.6%. وأشار إلى أن ارتفاع نسبة انتشار أجهزة الكمبيوتر في الإمارات يقلل من التراجعات الخاصة بالأزمة المالية العالمية. ويري ياسز زين الدين الرئيس التنفيذي لـ«إي هوستينج داتافورت» أن هذه التقديرات لا تنطبق بشكل مباشر على سوق تكنولوجيا المعلومات في دولة الإمارات، حيث يتوقع تراجع الانفاق على قطاع «الهارد ويير» و»السوفت ويير»، بينما لن يشهد قطاع الخدمات تراجعاً ملحوظاً، حيث يظل السوق مستقرا في هذا القطاع من تكنولوجيا المعلومات. وكان تقرير لمؤسسة «فيوجين كونسالتينج» قبل شهر، توقع أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مستوى دول الشرق الأوسط ودول آسيا المطلة على المحيط الهادي سيسجل نمواً بنحو 8% خلال 2009، فيما سيصل حجم القطاع إجمالا إلى 400 مليار دولار خلال العام المقبل. وهو ما يتناقض مع تقديرات أشارت إلى تراجع النمــو في هذا القطاع في الشرق الأوسط خلال 2009 بنحو 5%. ويقول أحمد زيدان مدير المبيعات في شركة «نت جير الشرق الأوسط» إنه «بالرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية وانخفاض الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات على الصعيد العالمي، ما تزال الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي تشهد زيادة في الطلب على أنظمة الاتصالات، الامر الذي يؤدي إلى ارتفاع الإنفاق من القطاعين العام والخاص على السواء. كما تشير التوقعات إلى أن المشاريع المدنية متعددة الاستخدام في دول مجلس التعاون الخليجي ستمثل الجزء الأكبر من الإنفاق على معدات الاتصالات خلال فترة الثلاث سنوات لغاية 2011 أي حوالي 2.95 مليار دولار أميركي، في حين يتوقع أن تمثل المشاريع السكنية والتجارية نحو 674 مليون دولار و577 مليون دولار أميركي على التوالي». وبحسب تقرير «جمعية منتجي برامج الكمبيوتر التجارية» لعام 2007 فإن الإمارات تنفق ما يقارب 2.7 مليار دولار (اي ما يقارب 10 مليارات درهم) على تكنولوجيا المعلومات والتي تشتمل على أجهزة الكمبيوتر وملحقاتها والتجهيزات الشبكية والبرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات. وساهم التباطؤ الاقتصادي في جعل الشركات الإماراتية أكثر حذراً في الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات واعتماد الحد الأدنى من الأنظمة التقنية في تنفيذ مشاريعها بشكل يضمن ألا تتأثر معدلات نجاح المشاريع. أشار زيدان إلى أنه بالنسبة لشركته فإنها تتخذ حالياً خطوات مهمة لتسليط الضوء على المميزات المتطورة لمنتجاتها، والتي تجمع بين أحدث التقنيات وأعلى مستويات الجودة والأسعار المناسبة. وفي الوقت نفسه تستثمر لزيادة القيمة التي توفرها لعملائها، مثل تقديم الضمانة مدى الحياة على بعض منتجاتنا والدعم التقني على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع، بالإضافة إلى تطوير المزيد من المنتجات لتلبية احتياجات العملاء.