الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احترافنا معاق

19 ابريل 2017 22:51
ماذا تغير في تدبيرنا لكرة القدم منذ اليوم الذي بات دورينا المغربي محترفاً قبل سبع سنوات؟ لا أفتأ أطرح السؤال الموجع على نفسي، وأنا ألاحق ما ينبث في ممشانا الكروي من ظواهر سلبية كنا نظن أن الاحتراف سيخلصنا منها للأبد. مجرداً من كل الحمولات السلبية، ومن كل الأفكار الجاهزة والموغلة في التشاؤم، أحاول أن أطالع المشهد الكروي المغربي، وهو للأمانة لا يختلف كثيراً عن أي من المشاهد الكروية العربية، لأرقب ما تغير فيه، ما تطور للأفضل وما وأدناه من عوائد سيئة، كنا نقول إنها من مخلفات عهد الهواية البائد، وما أشعناه بيننا من ثقافة احترافية تطور نمط التدبير، وترتقي بمنظومة العمل الرياضي، ويا حسرتي على ما أخلص إليه، لوائح تنظيمية تغيرت وأبنية ارتفعت ومنح كبيرة من المال العام رصدت، ومع ذلك ظل المشهد الكروي رديئاً بكل صور الاهتراء والتسيب التي يأتي بها كل هؤلاء الذين يتحصنون بمواقعهم داخل الأندية، من دون أن تكون رياح الاحتراف قد حجبت مساوئهم. تعددت لقاءاتي بكثير من الذين أثبتوا جدارتهم في علوم التدبير، وقد جيء بهم إلى كرة القدم من بوابات مختلفة، لعلاج الصدع وإزالة التشوهات وربط المشهد الكروي بمنظومة عمل احترافية تقوم على الاختصاص وعلى الكفاءة في تدبير الملفات، وكلما سألتهم عن الوتيرة التي يسير بها التغيير الجوهري في مجالات التدبير داخل النوادي، وجدتهم يقولون لي متحسرين إن التغيير سار بوتيرة سريعة في كل ما له علاقة بالنظم والبنيات التحتية ورفع درجة الكفاءة عند المعنيين بمجالات الكفاءة، إلا أن ما استعصى عليهم بالفعل هو تخليص كرة القدم من أشخاص ارتبطوا بالنوادي، فجعلوها صورة من جشعهم وانغلاقهم ومقاومتهم الكبيرة لكل ما يعري ظهورهم، ويكشف عوراتهم الكروية. لذلك كنت مصراً على القول باستمرار، إن كرة القدم المغربية تحديداً لن تتمكن من إنجاح مشروعها الاحترافي، ما لم تتخلص من عادات ومن ثقافة ومن سلوكات هي من طبع هؤلاء الذين يقفون على رأس الأندية، يتظاهرون بمناصرتهم للتغيير، وفي داخلهم كراهية شديدة لهذا الاحتراف، الذي يهدد بقاءهم على رأس أندية يقولون على الأشهاد إنها ضيعات مملوكة لهم. لا حاجة لأن أسرد عليكم العشرات من الاختلالات البنيوية التي تخنق شريان الاحتراف، والتي هي من أصل وطبع من وكلوا أمر الأندية، ولكنني على يقين من أن ثورة التغيير ما لم تجرف كل هؤلاء المفسدين، وترمي بهم خارج المشهد الكروي، فإنها لن تنجح في علاج الاحتراف المعاق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©