فاطمة عطفة (أبوظبي)- احتفالاً بالثقافة المحلية، ولتوفير منظور جمالي للفن الحديث يظهر الإبداع النسوي، ويلقي الضوء على الأعمال المتميزة للتشكيليات الإماراتيات، ويثري المشهدين الفني والثقافي في الدولة، يحتضن «جاليري الاتحاد» بأبوظبي، حالياً، تحت رعاية الشيخة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، معرض «النساء المبدعات» بمشاركة أربع فنانات تشكيليات، هن الإماراتيتان نجاة مكي وخلود الجابري، والإيطالية جيوفان ماجوجلياني، والفرنسية إيزابيل ريو تيسير، وهما مقيمتان في الإمارات.
نجاة مكي.. والفرح
جسدت الأعمال المعروضة مزيجاً لأبرز الإنجازات الشخصية للفنانات المشاركات، ومعالجة لتجربة واسعة من التأثيرات والنظريات والمفاهيم، في إطار فني مبدع، حيث شاركت الدكتورة نجاة مكي بأربع لوحات زيتية تمتاز بألوان واضحة صافية تشكل بمجموعها إيقاعات لونية متناغمة تتداخل فيها الزخرفة العربية مع الفن الجمالي الحديث. إن جمال لوحة مكي تعبر عن الفرح، وكأنها أنغام آلات موسيقية متعددة منسجمة في تدرجها بين حرارة اللون الوردي واعتدال وصفاء السماوي، ونضرة الأخضر، وهدوء الألوان الأخرى من بني وبنفسجي مطعمة بلمسات من الأصفر والذهبي.
خلود الجابري.. تجدد الأسلوب
أعمال الفنانة خلود الجابري تضم عشر لوحات، وهي تعبر عن أكثر من مدرسة فنية، وتجرب إبداعياً في التيارات الفنية والجمالية، وهذا ما يدفع موهبتها إلى التجديد بالأسلوب واختيار الأشكال ومعالجة الألوان، فلوحاتها تجمع الواقعية والمستوحاة من فنون التراث، سواء من لباس تقليدي ومعالم العمارة، وما فيها من زخرفة هندسية وفنية مقتبسة من ملامح الحياة الإماراتية القديمة.
كما تهتم الفنانة خلود برسم الوجوه، خاصة الأنثوية، إضافة إلى ما تراه في الطبيعة والمجتمع من زينة مرسومة بأسلوب حديث أقرب ما يكون إلى التعبيرية والرمزية، حيث تستوحي العالم الداخلي لشخوصها، وتوحي أعمالها بجرأة في بحث الفنانة عن كل إبداع جديد خاص برؤيتها وتجربتها الإبداعية.
جيوفانا.. ولع بالألوان
جاءت مشاركة الفنانة جيوفانا بسبع لوحات، وتظهر أعمالها اهتمامها بالواقع الاجتماعي، خاصة في التقاط العديد من الوجوه في لوحة واحدة، وتجربتها اللونية غنية، ولعل هذا من تأثر الفنانة بوالدها، حيث قضت طفولتها تتفاعل مع الألوان الرائعة للأنسجة التي كان يصنعها، وهو يعد من رواد فن النسيج. وأخذها شغفها الكبير بالألوان لمتابعة الدراسة في مدرسة الفنون، ودراسة الرسم ومتابعة هواياتها وأبحاثها الفنية بشكل شخصي.
إيزابيل.. والبيئة الإماراتية
والفنانة الفرنسية إيزابيل شاركت في سبع لوحات، تقتبس فيها مواضيع من البيئة الإماراتية، مثل الخيول والجمال، وتركز على الرؤوس والوجوه المتقاربة من بعضها بمحبة وألفة، وهي تعبر بذلك عن مدى محبتها لطبيعة الإمارات ومجتمعها، خاصة أنها تعيش منذ ثلاث عشرة سنة في الدولة، وبين أعمالها لوحات رسمت بأسلوب حديث، تمتاز بتجربة فنية متعددة الألوان تعبر عن هدوء وصفاء الأجواء التي استوحتها منها.
وحول هذا المعرض الأنثوي المستمر لغاية السادس عشر من الشهر الجاري، يقول خالد صديق المطوع، مؤسس «جاليري الاتحاد للفن الحديث»: «سعداء لعرض الأعمال المميزة لهؤلاء الفنانات الأربع في «جاليري الاتحاد للفن الحديث»، خصوصاً أن هذا الحدث ما كان ليكتمل لولا الرعاية الكريمة للشيخة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، والتي نقتدي بها من حيث دعمها للتوجهات الثقافية المحلية».
عدد اليوم
