الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات اليابانية تراهن على اللاجئين في مواجهة نقص العمالة

الشركات اليابانية تراهن على اللاجئين في مواجهة نقص العمالة
27 مارس 2018 18:02
يجلس نحو عشرة لاجئين بمواجهة ثلاثة من أصحاب العمل اليابانيين... هذا الحدث الذي استضافته طوكيو أخيراً يشهد على الاهتمام المتزايد من عالم الشركات بالأجانب لسد الحاجات المتأتية من نقص اليد العاملة المحلية.
وبلغة إنكليزية ركيكة، يقدم كينيشي أوساكا في بضعة أسطر لمحة عن شركته لتجميع ألواح العزل الحراري «دايريو»، أمام حضور يبدي اهتماماً لافتاً غالبيته من الأفارقة، قبل عقد مقابلات شخصية تستمر حوالي عشر دقائق.
ومع راتب يبلغ 813 يناً (حوالي ثمانية دولارات) عن ساعة العمل فضلاً عن تغطية نفقات السكن وإجازة سنوية لمدة ثلاثة أسابيع وتغطية اجتماعية، يعدد أوساكا ظروف العمل ومتطلباته ملخصاً إياها بعبارة مفادها «احترام القواعد والالتزام بكلمتكم ومحاولة الإبقاء على روح إيجابية والبحث عن تطوير الذات».
ويوضح أوساكا لوكالة فرانس برس «نريد توظيف لاجئين لأننا لا نجد ما يكفي من اليد العاملة في اليابان». ويسجل معدل البطالة في الأرخبيل أدنى مستوياته منذ ربع قرن (2,4% في يناير) كما أن عدد الوظائف المعروضة يتخطى بفارق كبير عدد طلبات التوظيف (159 لكل 100) بحسب آخر الإحصائيات الرسمية.
وبدأت شركته توظيف أجانب منحدرين من البلدان الآسيوية قبل عشر سنوات، غير أنها المرة الأولى التي توسع فيها البلاد آفاقها لتشمل اللاجئين. وهو يأمل في أن يقدم هؤلاء «أفكاراً جديدة لا تخطر على بال اليابانيين»، رغم إدراكه للصعوبات المترتبة عن ذلك.
ويقع المصنع في منطقة شيغا الريفية (غرب) و«موظفونا لم يروا يوما أشخاصا من السود» بحسب أوساكا.
20 لاجئاً في 2017:
وتنفتح اليابان ببطء على الهجرة بحكم الأمر الواقع، فيما تعتمد الحكومة موقفاً حذراً للغاية إزاء اللاجئين. وهي لم تمنح حق اللجوء سوى لعشرين شخصا في 2017 من أصل حوالى 20 ألف ملف مقدم. وتشير السلطات إلى أن أكثرية المتقدمين بهذه الطلبات لهم دوافع اقتصادية.
ويشير الأخصائيون في هذه المسائل إلى أن صفة اللاجئ لا تمنح سوى للأشخاص الذين تعرضوا للاضطهاد، فيما يفر كثيرون من بلدانهم بدافع الخوف.
ومن بين المشاركين في معرض التوظيف هذا الذي نظمه الاتحاد الياباني للاجئين، يروي طالب لجوء وصل إلى طوكيو في مايو 2017 ظروف الانتظار الشاقة التي يعيشها.
ويقول هذا الشاب الأنيق الذي ترك عائلته في بلده طالباً عدم كشف اسمه «الأمر قد يستغرق أربع سنوات قبل الحصول على رد. يجب عليهم تسريع المسار، هذا الأمر يصيبني بالدوار».
وفي الانتظار، يبحث هذا الشاب بشكل فاعل عن عمل لكنه يصطدم بعائق اللغة. وبفضل المعارف التي كوّنها حتى اليوم، هو يأمل في الحصول على وظيفة عامل تنظيفات في فندق بعد فشل سابق بسبب الراتب غير المغري.
وتؤكد رئيسة مجلس إدارة الاتحاد الياباني للاجئين إري ايشيكاوا «غالبا ما يُحكى لنا أن اللاجئين يُعاملون بطريقة مغايرة جدا عن معاملة اليابانيين لناحية الرواتب والمساعدات».
وتقول «هم أكثر ضعفاً وعرضة للاستغلال».
وتضيف ايشيكاوا «شركات كثيرة تتصل بنا بسبب نقص اليد العاملة، غير أن توظيف لاجئين لهذا الدافع فقط لا يمكن أن ينجح»، مشيرة إلى أن اتحادها يحرص على استطلاع «الدوافع» الحقيقية للشركات قبل دعوتهم للحدث.
نموذج «يونيكلو»:
وتشيد ايشيكاوا بنموذج مجموعة «فاست ريتايلينغ» العملاقة المعروفة بحيازتها شركة «يونيكلو» التي ينشط مديرها العام تاداشي ياناي بقوة في هذا الموضوع. وإضافة إلى برنامج إعادة تدوير الملابس المستعملة لتقديمها للاجئين في العالم، أطلقت المجموعة مجدداً مشروعاً في 2011 لتوظيف لاجئين في متاجرها.
وتوظف المجموعة حاليا 46 لاجئا في اليابان كما تنظم منتديات «لتشارك الخبرة وزيادة الوعي» في الشركات الأخرى، من دون إخفاء التحديات التي يمثلها ذلك وفق كورومي شيندو من قسم التنمية المستدامة في «يونيكلو».
وتقول «يجب مدهم بدعم خلال الأشهر الأولى وتعليمهم قيم الشركة واللغة والثقافة».
وتنقلت سينغ التي فرت من بورما في 2008 لأسباب سياسية، من وظيفة إلى أخرى على مدى خمس سنوات، بداية في غسل الأطباق ثم كنادلة في المطاعم قبل الانضمام إلى «يونيكلو».
وكانت بداياتها «معقدة»، خصوصاً لناحية التأقلم مع المستويات المختلفة على صعيد اللغة المستخدمة في اليابان تبعا لهوية الجهة التي يتوجه إليه الشخص سواء أكانوا زملاء أو زبائن، بحسب الشابة البالغة 31 عاما والتي باتت تتحدث بطلاقة باليابانية واستحالت مرجعا للوافدين الجدد.


 
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©