الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسلام يحفظ حقوق المعاقين

الإسلام يحفظ حقوق المعاقين
22 ابريل 2010 19:52
اهتم الإسلام اهتماما بالغا بكل فرد من أفراد المجتمع، ومنهم المعاقون. وراعى الإسلام أحوالهم النفسية، واجتث منهم الشعور بالنقص، وجعل التقوى هي ميزان التفاضل بين الأفراد. فقال تعالى: “إن أكرمكم عند الله أتقاكم” (الحجرات 13). وقال مخففا عنهم: “إنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور” (الحج 46). ومن رحمة الإسلام بالمعاقين، مراعاة شريعته لهم في كثير من الأحكام التكليفية، والتيسير عليهم، ورفع الحرج عنهم. قال تعالى: “ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج “ (الفتح 17). وهذا التخفيف الذي يتمتعون به يتسم بالتوازن والاعتدال، فخفف عن كل واحد منهم قدر إصابته، يقول الإمام القرطبي رحمه الله: “إن الله رفع الحرج عن الأعمى في التكليف الذي يشترط فيه البصر.. وعن المريض فيما يؤثر المرض في إسقاطه” (الجامع لأحكام القرآن 6/9). وقد يكون الحكم هو الإعفاء المطلق كما هو الشأن بالنسبة للمجنون، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “رفع القلم عن ثلاث، عن النائم حتى يفيق، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل” (رواه أحمد و النسائي). ومن رعاية الإسلام لهذه الفئة أن نزلت الآيات الكريمة تعاتب النبي “صلى الله عليه وسلم” إذ أعرض عن عبدالله ابن أم مكتوم الذي جاءه كعادته للتفقه في دينه، وقد كان “صلى الله عليه وسلم” منهمكا بدعوة جماعة من سادة قريش إلى الإسلام، فأنزل الله تعالى “عبس و تولى أن جاءه الأعمى “(عبس1-2). كما حرم الله عز وجل كل ما من شأنه أن يخل بكرامتهم، أو يؤدي إلى ازدرائهم واحتقارهم، كالسخرية والاستهزاء والهمز، قال عز و جل” يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم” (الحجرات 11). ومن حقوق هذه الفئة في الإسلام، حفظ أموالهم، وضمان الكفاية المعيشية لهم، والتي جعلها الله عز وجل واجبة على أوليائهم. وأوجب على ولاة الأمور أن يعملوا على توفير جميع سبل التعلم والتعليم ليساهموا في بناء مجتمعهم. وهذا ما نلاحظه في دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد حرص ولاة أمورها على إنشاء مؤسسات اجتماعية وتعليمية وصحية تقدم لهذه الفئة كل أنواع العناية والرعاية والاهتمام. فمن واجب الآباء والأمهات أن يشجعوا أبناءهم من المعاقين على الانضمام إلى هذه المؤسسات، لينالوا حظهم من التعليم والرعاية كبقية أفراد المجتمع، وعلينا أن نوطن أنفسنا ومن حولنا على حسن معاملتهم، ومساعدتهم، وإدخال السرور على قلوبهم. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه “(رواه مسلم). د. رشيدة بوخبرة من علماء الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©