الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ريبيرو.. رحلة المجد والألم

ريبيرو.. رحلة المجد والألم
19 ابريل 2017 22:07
أمين الدوبلي (أبوظبي) في رحلته الطويلة من البرازيل إلى أبوظبي، والتي استغرقت ما يتجاوز الـ 16 ساعة، كان أليكسندر ريبيرو بطل العالم في الحزام الأسود وأحد المصنفين الكبار في وزن 94 كجم يستعيد الذكريات، تلك الذكريات التي تعود لعام 2012 وهو في نفس الطريق للمشاركة في البطولة نفسها. فهذا العام هو الأصعب والأكثر تميزاً في حياته، كيف؟؟. كانت بطولة أبوظبي العالمية في عام 2012 هي أنجح بطولة خاضها أليكسندر ريبيرو أحد أساطير لعبة الجو جيتسو في العالم حالياً، توج فيها بالذهبية الوحيدة التي تقلدها في تلك البطولة عبر مشاركاته جميعها، لكنه كان ذهباً بطعم التحدي، ممتزجا بدموع الألم، لأن أغلى ما عنده معرض للخطر. في الشهور الأخيرة، وقبل مطلع 2012 تلقى ريبيرو نبأ نزل عليه كالصاعقة، حيث علم بإصابة والدته بالسرطان، فدقت في قلبه أجراس الخوف، برغم أنه أبداً لم يعرف الخوف في حياته، جرت في عروقه دماء القلق، وتنفس شهيق الخطر، برغم أنه كان يتحدى الخطر في كل مكان، كان بطلاً في أميركا اللاتينية وفي أوروبا وفي كل مكان، وكانت شهرته في «فن الترويض» تجوب الأفاق. يقول ريبيرو: المصائب لا تأتي فرادى، ففي عام 2011 تعرضت لإصابة كبيرة وأنا في قمة المجد، أبعدتني عن البساط لفترة ليست بالقصيرة، وفي أواخر العام نفسه علمت أن والدتي مصابة بالسرطان، كان الخبر الثاني وحده كفيلاً بأن يضعف عزيمتي، لأن أمي هي البطلة في حياتي، فمثلها لم أجد ولن أجد، وربما أنا لم أتزوج حتى الآن برغم تجاوزي الـ 35 عاماً، ليقيني بأنني لن أجد مثل أمي، فأمي كانت قوية مقاتلة، لا تعترف أبداً بالهزيمة، وكانت رمزي وعنواني، ومنها تعلمت الصلابة والرحمة، والقوة مع الرأفة، والثقة بالنفس، ولكن في لتواضع. ويقول ريبيرو الذي يدخل عالمية أبوظبي هذا الموسم بطموح الذهب، ويملك فرصاً كبيرة للفوز والتربع على عرش العالم: كان الطريق من البرازيل إلى أبوظبي هذه المرة مختلفاً، فقد كانت والدتي التي غيبها الموت في عام 2014 معي، وتذكرت أنني عندما تحدثت معها لأول مرة بعد أن علمت بمرضها، قالت لي إنها لا تخاف من السرطان، ولا تهاب الموت، وأن هذه الأمور طبيعية، ثم تذكرت ماذا حدث لي قبل أشهر قليلة، عندما تعرضت للإصابة، وكنت ساخطاً على كل شيء، كنت غاضباً لأن طريقي قد يتعثر بتلك الإصابة، كنت أردد بيني وبين نفسي مخاطباً ربي عبارة لماذا أنا تحديدا؟ هل هو انتقام؟.. كنت أقول ذلك، ولكني عند خروجي من الصالة وفي طريقي إلى السيارة كان هناك زحام كبير، وكنت أمر بصعوبة بين الناس، وعلى أحد السلالم رأيت شخصاً جالساً يعترض الطريق بجلسته، فقلت له بغضب افسح لي، لماذا تعترض الطريق؟؟ وفجأة رأيته يتحرك بصعوبة ليفسح لي لأنه لا يملك أقداماً، لقد كان من أصحاب الهمم، وكان الرد من الله علي سريعا، فنظرت إلى نفسي، وطال حديثي إليها نادماً على غضبي غير المبرر، وحزيناً على جموحي الممتلئ بالفراغ، والمتعمق في السطحية، وقلت لنفسي أن هناك أناساً بلا أقدام، وآخرين بلا أيد، ومثلهم بلا عقل راجح، وأنا أملك كل شيء، وسوف أعود قوياً بعد التعافي من الإصابة خلال عدة أشهر!! يقول أليكسندر ريبيرو الشهير بـ «شاندي»: من بين هذه الظروف الصعبة ولد الأمل في حياتي لتحقيق أهم ذهبية في حياتي، ففي هذه الأثناء قلت لوالدتي: أنا لا أستطيع مواجهة الحياة من دونك، لا تتركيني أو تفكري في الرحيل، أنت قوية وسوف تهزمين المرض اللعين، فكان لها شرط في التحدي، حيث قالت لي: أنا سوف أتحدى المرض، ولا أعرف في النهاية من سيهزم الآخر، لأن هذا التحدي قرار ليس بيدي، ولكن بشرط أن تهدي لي ذهبية العالم في أبوظبي، بشرط أن تعود سريعاً من الإصابة وتسافر للبطولة، وتحقق الذهب، فأنت بذلك سوف تمنحني القوة اللازمة لتحدي المرض، وكانت هذه هي نقطة التحول، لأنني كنت قبل هذا الوقت بطلًا ألعب للفوز والمتعة، وأتقبل الخسارة في بعض المرات، فهي لن تقلل مني الكثير، ولكن في هذه المرة كنت أستعد للبطولة، وأنا أرفض كل معاني الخسارة ولو كان نزالاً واحداً، كنت أتدرب لأهاجم الفشل، وأدافع عن حياة أمي أمام المرض اللعين، وأتيت إلى أبوظبي لأواجه أبطال العالم، وأفوز عليهم جميعا، وأقهرهم جميعا، وأتوج بالذهب، وأحقق حلم والدتي. ويؤكد: كانت بطولة رائعة، وأتمنى أن أكرر هذا المشهد بعد ساعات عندما أواجه أبطالا آخرين للعالم، في هذه المرة والدتي ليست معي، لكني أتمنى أن أهديها الفوز، لأنني أعلم أنها تسعد به، وتفخر بي عندما أرفع يدي إلى السماء، أريد أن أرفع يدي إليها وأنا على منصة التتويج، وأتمنى أن أقول لها أنت ما زلت معيناً ستبقين معي، فأنت رمزي وعنواني دائماً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©