الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جائزة الشيخ زايد للكتاب تتجه شرقاً

جائزة الشيخ زايد للكتاب تتجه شرقاً
9 مارس 2011 19:27
توجهت “جائزة الشيخ زايد للكتاب” نحو الشرق، فطرقت باب الاستعراب مرة جديدة باختيار المستعرب الصيني تشونج جي كون كشخصية العام الثقافية (2010 ـ 2011)، تقديرا لما قدمه خلال نصف قرن في مجال تعليم اللغة العربية والترجمة والدراسات العلمية في اللغة العربية في دول الشرق الأقصى. وكانت الجائزة قد اختارت في العام 2009 المستعرب الإسباني بيدرو مارتينيز مونتابيث، ليحمل لقب شخصية العام الثقافية. وقال راشد العريمي الأمين العام للجائزة “إن إنجازات تشونغ تشهد له بأحقيته باللقب إضافة الى كونه شخصية بارزة على الصعيد الأكاديمي والثقافي والأدبي فقد أثرى تشونغ المكتبة العالمية بمؤلفات وتراجم تعكس جوهر الأدب العربي الأصيل وتحمله الى دول الشرق الأقصى بأسمى رسائل الحوار الحضاري”. وتشونغ، الذي اختار لنفسه اسما عربيا هو الدكتور صاعد، من مواليد عام 1938 في مدينة دالاين بمقاطعة لياونينغ الصينية، وقد اعرب في اتصال أجراه معه “الاتحاد الثقافي” للتعليق على فوزه عن سعادته، وقال: إني أشعر بفخر وبغاية السرور لقرار لجنة جائزة الشيخ زايد الدولية للكتاب باختياري شخصية ثقافية لهذا العام. وهذا التشريف بالاحتيار، ليس لي شخصيا، بقدر ما هو تشريف لجميع زملائي وإخواني في جمعية بحوث الأدب العربي بالصين، ولجميع المستعربين الصينيين. وأضاف: أغتنم هذه المناسبة لكي أؤكد بأن الأدب العربي، وكذلك الحضارة العربية ـ الإسلامية، يحتلان مكانة بارزة في تاريخ الإنسانية، فقد كانت هذه الحضارة متأثرة بأقدم الحضارات الأساسية في المنطقة مثل حضارة النيل وبلاد الرافدين وكذلك حضارات الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. وبعد ذلك أصبحت حضارة مؤثرة بكل الحضارات العالمية، خصوصا الحضارة الأوروبية، فلولا الحضارة العربية ـ الإسلامية، ليس هناك ما يسمى بحضارة النهضة الأوروبية. فحضارة العرب المسلمين، هي التي مهدت الطريق لحدوث النهضة الأوروبية في الأدب والفلسفة وفي كل العلوم الإنسانية. لكن ما نشهده الآن من هيمنة المركزية الغربية في المنطقة العربية هو أمر مؤسف. وعن الأوجه المشتركة بين الحضارتين العربية والصينية قال: يهمني أن أشير إلى أن الحضارتين العربية ـ الإسلامية والصينية كانتا منارتين على طرفي طريق الحرير، تسطعان بأضوائهما على كل الشعوب المحيطة. فقد نهلت شعوب كوريا وفييتنام وشرقي آسيا عموما من الحضارة الصينية، وهو الأمر نفسه الذي فعلته الشعوب الأوروبية وشعوب حوض البحر الأبيض المتوسط بالنسبة إلى الحضارة العربية ـ الإسلامية، سواء عن طريق الأندلس أو من خلال الحملات الصليبية. وعما سوف يحدثه فوزه بالجائزة علي صعيد حركة الاستعراب في الصين قال: إني اعتبر اختياري من قبل جائزة الشيخ زايد للكتاب، هو كما قلت تكريم لجميع المستعربين الصينيين، ويشكل دفعا قويا لجهودهم الثقافية بما يخدم العرب والصينيين عموما. فالأمتان العربية والصينية تلعبان دورا كبيرا في عالم اليوم، ولذلك فإن من واجبنا نحن المستعربين الصينيين أن نعرّف الشعب الصيني بالحضارة العربية الأسلامية وبانتاجها الأدبي خصوصا. وإنني مع زملائي نقوم بواجبنا في هذا المجال الذي يحتاج إلى طاقات كبيرة. فالأدب العربي، قديما وحديثا، شعرا ونثرا، يحمل كنوزا لا يمكن تقديرها بثمن، وهو ما يحثنا لاستخراج قيمه الراقية. وفي الحقيقة فقد ظلمنا الأدب العربي وحضارته الثرية في السابق، لأسباب كثيرة لعل أهمها ضعف الجهود المطلوبة وهيمنة المركزية الغربية، ومما لا شك فيه فإن تقدير جائزة الشيخ زايد للكتاب لأهمية هذا الباب من خلال تشريفي باختياري شخصية العام الثقافية، سوف يدفع الجهود للتعريف بالأدب العربي عند الجمهور الصيني لما فيه مصلحة معرفية وثقافية للطرفين. ويشغل تشونغ العديد من المناصب أهمها أستاذ بكلية اللغة العربية في معهد اللغات الأجنبية التابع لجامعة بكين، وعضو الجمعية الصينية للآداب الأجنبية، ورئيس جمعية دراسات الآداب العربية، وعضو جمعية دراسات الشرق الأوسط، ونائب رئيس لجنة الآداب والفنون بجمعية الترجمة الصينية، ونائب رئيس لجنة الثقافة بجمعية الصداقة الصينية العربية، وعضو اتحاد الكتاب الصينيين، وعضو شرفي باتحاد الكتاب العرب. وله في التأليف والاشتراك في التأليف العناوين التالية: “معجم العربية الصينية” و”معجم الصينية العربية”، و”معجم المصطلحات المبوّبة الصينية العربية”، و”قاموس الأمثال الصينية العربية”، و”مجلّد الآداب الأجنبية من الموسوعة الصينية الكبرى” (1982)، و”معجم الآداب الشرقية” (1992)، و”معجم أعلام الآداب الأجنبية” (1989)، و”معجم الحضارات والثقافات الشرقية” (1993)، و”معجم روائع الآداب الشرقية” (1989)، و”معجم الدراسة والتحليل للأشعار الشهيرة في العالم” (1990م)، و”معجم تذوق الأشعار الغنائية الأجنبية” (1991)، و”موجز تاريخ الآداب الشرقية” (1987)، و”تاريخ الأدب المقارن” (1991)، و”تاريخ الآداب الشرقية” (1995)، و”فلسفة العرب الحديثة” (1996)، و”موجز الآداب الأجنبية” (1998)، و”ما بعد ألف ليلة وليلة” (2000)، و”تاريخ الأدب العربي الحديث” (2004)، و”تاريخ التواصلات والتبادلات الحضارية والثقافية بين الصين والبلدان الأجنبية” (2008)، و”تاريخ الأدب العربي قديما وحديثا”(2010). كذلك ترجم عن العربية: “في بيتنا رجل” لإحسان عبد القدوس (1983)، و”الصحراء جنّتي” لسعيد صلاح السعودي (1983)، و”مختار قصص ميخائيل نعيمة” (1981)، و”مختار القصص القصيرة المعاصرة في مصر”(1983)، و”ميرامار” لنجيب محفوظ (1989)، و”دمعة وابتسامة” لجبران خليل جبران (1984)، و”كانت في بدئها الأنثى” لسعاد الصباح (1993)، و”مختار القصص القصيرة لإحسان عبد القدوس” (1998)، و”مختار قصص ألف ليلة وليلة” (1998)، و”مختار الأشعار العربية القديمة” (2001) يشتمل على 431 قصيدة أو مقطوعة لـ 134 شاعرا بما فيها معلقتان كاملتان لامرئ القيس وزهير بن أبي سلمى، و”مختار أعمال جبران خليل جبران” (2005) و”ألف ليلة وليلة” (2007) وغيرها من الأعمال العربية شعرا ونثرا، قديما وحديثا، بالإضافة إلى عدد كبير من الأبحاث والدراسات المتعلقة بالآداب والثقافة العربية. وكانت الأمانة العامة لجائزة الشيخ زايد للكتاب التي تبلغ مجموع جوائزها سبعة ملايين درهم أعلنت أسماء الفائزين في الدورة الخامسة للجائزة، في فروع “شخصية العام الثقافية” و”التنمية وبناء الدولة” و”الآداب” و”الترجمة” و”أدب الطفل”، فيما حجبت الفروع الأربعة “المؤلف الشاب” و”النشر والتوزيع” و”الفنون” و”أفضل تقنية في المجال الثقافي” لعدم استيفاء المشاركات شروط ومعايير الجائزة. يذكر أن قيمة جائزة شخصية العام الثقافية لـ “جائزة الشيخ زايد للكتاب” تبلغ مليون درهم. وقد فاز الدكتور عبدالرؤوف سنو من لبنان بجائزة فرع التنمية وبناء الدولة عن كتاب “حرب لبنان 1975 ـ 1990 تفكك الدولة وتصدع المجتمع” حيث وثق المؤلف الحاصل على الدكتوراه في فلسفة التاريخ، هذه المرحلة التاريخية بدقة وعرض تشخيصا علميا دقيقا كشف الأسباب العميقة لتفكك بنى الدولة بفعل آثار التمزق الاجتماعي وما تبعه من انحلال التركيبة الاقتصادية والثقافية. وفاز الدكتور محمد بن الغزواني مفتاح من المغرب بجائزة فرع الآداب عن كتاب “مفاهيم موسعة لنظرية شعرية اللغة والموسيقى والحركة”، فيما اعتبر الكتاب دراسة موسوعية جمع فيها المؤلف الحاصل على الدكتوراه في الأدب بين الوصف والتحليل والاستنباط بمنهج علمي دقيق استند فيه إلى مقومات العلوم الصحيحة والعلوم اللسانية وعلم النفس وعلم الموسيقى. وفاز الدكتور محمد زياد يحيى كبة من سوريا بجائزة فرع الترجمة عن كتابه “الثروة واقتصاد المعرفة” المترجم من اللغة الانجليزية، وهو تأليف ألفين وهايدي توفلر، فيما يعالج المؤلف الحاصل على الدكتوراه في اللسانيات ويعد حجة في مجال تخصصه، إشكالية جوهرية أصبحت تحكم آليات التفكير الإنساني الحديث، بينما يعد كتابه مرجعا في هذا الحقل المتشعب حيث نقل المترجم روح الكتاب وقدم مضامينه بسلاسة وانسياب، بجانب حرصه على الوفاء بأمانة الأفكار. وفازت الدكتورة عفاف طبالة من مصر بجائزة أدب الطفل عن كتاب “البيت والنخلة والقصة” حيث قدمت المؤلفة الحاصلة على الدكتوراة في الإعلام في ثناياه خطابا أدبيا متطورا خرج عن السائد في كتابة أدب الأطفال، وتركت مساحة للقارىء في مرحلة المراهقة يعيد فيها النظر في كثير من الموجودات حوله. ويحصل كل فائز بجوائز هذه الفروع على 750 ألف درهم وميدالية ذهبية تحمل شعار “جائزة الشيخ زايد للكتاب” وشهادة تقدير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©