الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شرطة أبوظبي تكشف غموض جريمة الزعفرانة

شرطة أبوظبي تكشف غموض جريمة الزعفرانة
25 مايو 2008 01:50
كشفت شرطة أبوظبي غموض جريمة القتل التي وقعت ظهر الخميس الماضي في منطقة الزعفرانة بشارع المرور والتي أسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة اثنين آخرين إثر مشاجرة وقعت بين فريقين أحدهما عربي الجنسية والآخر هندي الجنسية واستخدمت فيها الهراوات والسكاكين وأدوات أخرى· وقال العقيد مكتوم الشريفي مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة ابوظبي إن فريق العمل الذي تم تشكيله برئاسة المقدم إبراهيم الزعابي رئيس قسم جرائم النفس وشارك فيه المقدم سعيد الكعبي منسق شؤون الجريمة وعدد من الضباط من مختلف الأقسام، تمكنوا من حل لغز الجريمة وضبط كافة مرتكبيها في غضون 12 ساعة· وأكد العقيد الشريفي في بيان صحفي أصدره قسم الإعلام الأمني بشرطة أبوظبي أمس أن المفارقة تمثلت في كون الفريقين ''القتلة والضحايا'' مشتركين في قيام الجريمة حيث كان الفريق الهندي المكون من 4 أشخاص مخالفين لقانوني الإقامة والعمل ويديرون أعمالا غير مشروعة في أحد المساكن الشعبية المشتركة والمخصصة للعزاب، وتعرضوا للسطو والتهديد من قبل الفريق الثاني ''عربي الجنسية'' والمكون من 3 أفراد بدافع السرقة والابتزاز، فضلا عن توفر سجل جنائي لاثنين منهم يدلل على ضلوعهما في مثل تلك الأعمال ''سرقة بالإكراه''· وأفاد رئيس فريق العمل المقدم إبراهيم الزعابي، بأن شرطيا كان يمر بمنطقة الزعفرانة أثناء عودته من عمله فشاهد شخصا غارقا في دمائه وزعم تعرضه لحادث سير فبادر الشرطي بإبلاغ غرفة العمليات طلبا لسيارة إسعاف، لكنه سرعان ما لمح جثة أخرى ملقاة على الشارع العام أثارت ريبته بما زعمه المصاب فقام بالإبلاغ عنها· تحرك الإسعاف وفي تمام الساعة الثالثة والنصف تحركت سيارة إسعاف التدخل السريع لنقل المصاب إلى المستشفى كما هرعت أجهزة الأمن ومسرح الجريمة والأدلة الجنائية وإدارة الطوارئ والسلامة وباشرت إدارة المرور بتأمين حركة السير في الشوارع المحيطة بموقع الحادث· وقام فريق العمل بتوزيع المهام ووضع خطة للتعرف على هوية الجناة ،الذين اتضح أنهم جميعا مخالفون لقانون الإقامة والعمل في الدولة، تمهيدا لحل غموض القضية وضبط مرتكبيها، إلا أن جهود البحث الأولى وصلت إلى طريق مسدود لوجود الجثة في مكان عام وتعثر التحقيق مع الشخص المصاب نظرا لطبيعة إصابته البليغة التي منعته من الإدلاء بأي معلومات مفيدة تساعد الباحثين على إيجاد أطراف الخيوط· التقنية الحديثة وقال بيان شرطة أبو ظبي إن استخدام التقنية الجنائية والمعلوماتية المتوفرة في شرطة أبوظبي، قاد الفريق إلى البدء بجمع المعلومات المكثفة حول مسرح الجريمة ليتبين لهم وجود شقتين متجاورتين يسكنهما عزاب وكان قد تمت مداهمة إحداهما منذ مدة طويلة إثر قيام القاطنين فيها بممارسة أعمال غير مشروعة، ودلت سجلاتهم الأمنية على وجود أحد المحكومين في تلك القضية في السجن، وبمعاودة التحقيق معه أفاد بوجود مسكن آخر لعزاب يديرون مثل تلك الأنشطة· ووفقا لإفادة شهود العيان والمصادر الأمنية تم تحديد هوية أحد السكان وإلقاء القبض عليه، لتبدأ خيوط الجريمة بالانكشاف· تورط الفريقين وأضاف الزعابي أن عمليات البحث والتحري وفي ضوء دراسة الملابسات كشفت تورط الفريقين في أعمال إجرامية حيث بدأ ''ع·أ'' 21 سنة، ورفاقه بالسطو على المساكن التي تدير أعمالا غير مشروعة مستغلين مخالفتهم للقانون لسرقتهم بالإكراه منتحلين صفة رجال الأمن، وحين عقدوا العزم على مداهمة المتهمين الأربعة لسلبهم أموالهم مستخدمين سكينا وعصا كهربائية وأداة صعق كهربائي فوجئوا بالمقاومة من قبل القاطنين لتدور بينهم مشاجرة بالسلاح الأبيض أسفرت عن طعن '' ع·أ'' 21 سنة، طعنة نافذة في صدره أودت بحياته وإصابة شريكه ''م·م'' 19 سنة إصابة بليغة، ولاذ ثالثهم ''ا·خ'' بالفرار، كما فر الباقون، حيث دلت التحريات على وجود المتهم الأول في إمارة أبوظبي بينما غادرها الآخرون إلى إمارتي الشارقة ودبي· وبالتنسيق مع أجهزة الشرطة في الإمارتين، لتسهيل مهمة البحث، تم إلقاء القبض عليهم جميعا قبل ظهر يوم الجمعة الماضية وهم ''ر·ك'' و ''ع·ا'' و''ع·ك'' و'' ك·م''· ووجه المقدم الزعابي كافة أفراد الجمهور بعدم التردد في الإبلاغ عن أي نشاط أو سلوك مريب ضمن نطاق أعمالهم أو مساكنهم، وحث كافة الجهات على بذل مزيد من الجهود لضبط مساكن العزاب والبنايات المهجورة ضمن الأحياء السكنية، فضلا عن مراقبة الأهالي لأبنائهم منعا لانسياقهم وراء الجريمة أو الانحراف· ضابط شرطة خطيبا أعرب مواطنون ومقيمون في منطقة الزعفرانة في أبوظبي عن ارتياحهم لجهود الشرطة المجتمعية في القيادة العامة لشرطة أبوظبي التي بذلتها عقب وقوع جريمة القتل يوم الخميس الماضي، وأبدى بعضهم عدة ملاحظات تتعلق بسكن العزاب والمباني غير المأهولة في المنطقة· وقال المواطن ''حمد·أ'' إن المنطقة تعاني من كثرة السكان العزاب حيث بدا واضحا خلال الفترة الماضية تناقص السكان من العائلات، ولذا أدعو المسؤولين في البلدية إلى التدخل للحد من هذه الظاهرة· وأكد المواطن ''فيصل·ح'' وجود عدة بنايات مهجورة أو غير مكتملة البناء في الزعفرانة، وقال ''أحد البيوت بدأ بناؤه قبل ثماني سنوات ولم يكتمل حتى الآن''ز، معتبرا تلك البيوت ملاذا لضعاف النفوس للقيام بأعمال غير مشروعة· وأعربت المواطنة ''خلود·أ'' عن امتنانها لشرطة أبوظبي التي حرصت على طمأنة السكان وقالت ''أعتقد أنها حالة فريدة من نوعها أن تدق الشرطة أبوابنا لتخبرنا بأنه تم القبض على الجناة في الوقت الذي كنا ننتظر فيه الأخبار من وسائل الإعلام، لكن الشرطة لم تكتف بواجبها في القبض على المجرمين، بل سبقت وسائل الإعلام بنشر الخبر اليقين''· وأوضح المقيم أحمد داغر أن سرعة القبض على الجناة يعكس كفاءة رجال الشرطة ويؤكد قدرتهم على الحفاظ على الأمن، لكنه طالب بتكثيف التواجد الأمني في كافة المناطق التي يقطن فيها عزاب بنسبة كبيرة· من جانبه، أكد المقدم محمد الحوسني نائب مدير إدارة الشرطة المجتمعية على دور الوقاية من الجريمة ومحو آثارها والتي تضطلع به الشرطة المجتمعية حيث حرصت على إعادة الأمن والأمان إلى سكان منطقة الزعفرانة· وأوضح الحوسني أن رجال الأمن نفذوا من خلال مجموعتين زيارات إلى بيوت عدد من أهالي المنطقة وطمأنوا ساكنيها بإلقاء القبض على الجناة واستمعوا منهم إلى ملاحظاتهم التي تم أخذها في الاعتبار لتفادي وقوع جرائم مماثلة· وأوضح أنه لصعوبة الوصول إلى جميع السكان، تم التصريح لأحد ضباط الشرطة المجتمعية بدخــول مســجد المنطقــة ''المقـــداد بن الأسود'' والحديث إلى المصلين عبر ميكرفون المسـجد ليستمع إليه أكبر عدد من السـكان عن القبض على الجناة وتأكيد الأمن والأمان في المنطقة قبل انتشار خبر الجريمة عشوائيا بين المقيمين وتلافيا لبث الذعر بينهم· وحول أبرز الملاحظات التي استمعت إليها الشرطة المجتمعية من السكان، قال النقيب مبارك بن محيروم رئيس قسم الشرطة المجتمعية في شرطة أبوظبي إن الملاحظات تركزت بشكل أساسي حول زيادة نسبة العزاب المقيمين في المنطقة خاصة من الجنسية الآسيوية، والمباني السكنية غير المأهولة التي لم يكتمل بناؤها حتى الآن منذ سنوات· وأكد بن محيروم أن تقريرا يتم إعداده حاليا حول كل تلك الملاحظات التي أدلى بها الاهالي وسيتم رفعه للجهات المعنية لعمل اللازم· المجني عليه ليس دائماً ضحية أكد اللواء محمد العوضي المنهالي مدير عام العمليات الشرطية في شرطة أبوظبي أن سرعة التحرك، ودرجة التنسيق العالية بين الإدارات الشرطية المختلفة هما العاملان المهمان في كشف غموض جريمة منطقة الزعفرانة ومن ثم ضبط الجناة في وقت قياسي· وأوضح المنهالي أن الجريمة التي راح ضحيتها (ع· أ) 21 سنة وأصيب فيها (م·م) 19 سنة كشفت عن دور إجرامي كان يمارسه المجني عليهم إذ تبين انتحالهم صفة رجال أمن وقيامهم بعمليات سطو وسرقة· مشيراً إلى أن المتوفى (ع· أ) والمصاب (م· م) وشريك ثالث لهما في الجريمة تم القبض عليه، ارتادوا المنزل الذي وقعت فيه الجريمة بصفة رجال شرطة مرتين حسبما أفاد أحد الجناة الذين كانوا بدورهم أيضا يمارسون أعمالا غير مشروعة، فضلا عن كونهم مخالفين لقانوني الإقامة والعمل وأكد المنهالي أن طريق الجريمة نهايته، إما متهم قابع في السجون أو مجني عليه، غير أن الأخير ليس دائما ضحية كما الحال في هذه القضية، فعندما تكون كلمة السلاح هي الطاغية فمن الطبيعي أن يكون هناك قاتل وآخر مقتول·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©