الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مراسلاتي مع الشركات الكبرى

مراسلاتي مع الشركات الكبرى
14 مارس 2014 22:02
تصلني يومياً رسائل احتيال تدعي أنها من كبريات الشركات والمؤسسات العالمية، ويسرني أن أطلعكم على بعضها، بالتأكيد ليس على سبيل التفاخر ولا التنافخ، بل تعميم للفائدة، وهذه بضعة أمثلة: الرسالة الأولى: «مايكروسوفت أوفيس تظهر البريد الإلكتروني الخاص بك على جائزة نقدية بقيمة تسعمئة ألف دولار ($ 900،000)، لتلقي مبلغ انتقال إرسال سيرتك، الاسم ورقم الجوال والبلد». الرسالة الثانية: «هذه هي الرسالة من شركة بي أم دبليو لصناعة الأميركية هو أن أحيطكم علما بأن البريد الإلكتروني الخاص بك قد تم اختيار الفائز من شركة اليانصيب 980،000.00 دولار في عام 2014، شركة اليانصيب». هذا مجرد عينة عشوائية من الرسائل التي تصلني يومياً، وتطالب جناب حضرتي بإرسال سيرتي الذاتية (العطرة) مع مطالبة للحصول على مئات آلاف الدولارات، لمجرد أني ربحت وفزت بذلك المبلغ، من دون أن أدري كيف. وبما أنني أمتلك أكثر من بريد إلكتروني، فتصلني الرسائل المتشابهة التي تؤكد أن حسابي هذا فاز بجائزة هذا العام، من دون أن يدقق هؤلاء (الأفاضل) بأن هذه الحسابات لشخص واحد، الممتع أن هذه الرسائل تأتي خالية من اسمي، بل بما معناه (عزيزي صاحب الحساب رقم...) هكذا لوجه الله يريدون منحي مئات الآلاف!. لاحظوا أن مايكروسفت وبي أم دبليو وغيرهما من الشركات العظمى يتنافسون على منحي الجوائز المالية الضخمة، ولو صدقت ربع هذا الرسائل فأنا مليونير– نظرياً- منذ سنوات عدة، لكنها للأسف لا تصدق أبداً، لكنني من ناحية أخرى أربح مئات وبما آلاف الدولارات، لمجرد أنني لا أستجيب لهذه الرسائل التي تعتمد على النصب والاحتيال، واستنزاف الواقع ضحية النصب بأموال بسيطة في البداية مثل: (أرسل لنا 100 دولار لاستكمال عملية تحويل الرصيد.. أرسل لـ..) ويستمر الشخص في الإرسال طمعاً في الحصول على المبلغ، ثم طمعاً في استرداد ما أرسله، ثم ينتهي أمرة ويتوقف عن الكلام المباح، وتستمر رسائل الفوز تتوارد عليه من جهات متنوعة، لكنه لم يعد يرد لأنه أكل «شاكوشا»، إلا إذا أصاب ذلك «الشاكوش» ذاكرته واستمر في لعب دور الأحمق بتمتع. والممتع أيضاً أن هناك رسائل تصل على الفيسبوك، الذي امتلك فيه 5 حسابات من فتيات- عفواً من صور فتيات- معظمهن ملكات جمال حسب أقوالهن، وقد وقعن في حبي، لأنهن شاهدن البروفايل الخاص بي ويدعونني لإرسال بريدي الإلكتروني وما شابه ذلك، لغايات تبادل الصور والتعارف الحميم... الغريب أن الرسائل من فتيات من قارات مختلفة، لكنها حرفياً هي ذات الرسائل، لكأنها نسخ مكررة، وهي نسخ مكررة في الواقع، وتحمل الأخطاء الإملائية والنحوية والتعبيرية ذاتها. معظم ضحايا هكذا نصبات يخجلون من أخبارنا بذلك، لأنهم وقعوا ضحية طمعهم، وأنا متأكد أن هناك الكثير من الضحايا، لأن الرسائل تستمر في الوصول بلا كلل أو ملل، وبطرق متنوعة، إذ أحيانا تراسلك أرملة مدير بنك في نيجيريا، أو سكرتير ديكتاتور معزول في أميركا اللاتينية، أو مدير شركة نفط في منطقة مضطربة.. وجميعهم وثقوا بك وبي بناء على البروفايل أو البريد، ويريدون إرسال الملايين لك حتى تضعها في حسابك، وتعطيهم نصفها أو اقل فيما بعد.. يا هملالي. بدو كثرة حكي: «ما بيجي ببلاش.. إلا العمى والطراش، والطراش بالعامية هو الصمم بالفصحى.. هذه حكمة كان يكررها أبي، ومات فقيراً أطرش». ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©