سرمد الطويل، باسل الخطيب (بغداد، أربيل، السليمانية)
حذر رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، من تكرار انهيار الجيش العراقي وسقوط المدن بيد تنظيم «داعش»، فيما تباينت الأنباء بشأن توغل القوات التركية في أراضي شمال العراق، وأكدت مصادر أمنية كردية توغل القوات التركية وسيطرتها على 30 قرية في الإقليم الشمالي، بينما تحدثت وزارة الدفاع عن سيطرة الجيش على الأوضاع في قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى غرب شمال العراق حصرا. في الوقت نفسه، أبدت الأمم المتحدة مخاوف حيال أوضاع المدنيين في سنجار مطالبة بعدم السماح لأي طرف بالإخلال بالوضع الأمني والإنساني لأهالي تلك المنطقة.
وجاء حديث العبادي على هامش لقائه وفداً من أهالي منطقة المعامل ببغداد التي شهدت احتجاجات واسعة على سوء الخدمات.
وقال إن «العراقيين جميعاً أسهموا بتحقيق النصر وصبروا وتحملوا، ونحن نعلم أن مدننا عانت الكثير من النقص في الخدمات وضعف البنى التحية، وفي السنوات الأربع الماضية تجاوزنا تحدي الإرهاب واحتلال مدننا في ظل الأزمة المالية والاقتصادية والإنفاق العسكري الهائل».
وبحسب بيان لمكتبه، أعرب العبادي «عن استغرابه لنشر انتصارات كاذبة لداعش على قواتنا وعلى حساب أمن الوطن والشعب»، ودعا «إلى تكاتف جميع العراقيين من أجل منع تكرار كارثة الانهيار العسكري والأمني وسقوط المحافظات»، في إشارة إلى سيطرة التنظيم على أكثر من مساحة ثلث العراق في صيف 2014 بعد انهيار بقطعات الجيش.
وكان العبادي استقبل بمقر الحكومة في بغداد، قائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل، وبحث معه التعاون في مجال التدريب والتنسيق الاستخباري وعمليات التطهير وملاحقة العصابات الإرهابية.
وفي شمال العراق، أفاد شهود عيان ومسؤولون أمنيون أكراد أمس، بأن القوات التركية توغلت منذ مدة مسافة 15 كلم في أراضي إقليم كردستان العراق، وسيطرت على 30 قرية فيها، لاسيما في مناطق قضائي العمادية وسوران، حيث كان يتواجد فيها مقاتلو حزب العمال الكردستاني، وهي منطقة تمتد شمال الإقليم باتجاه الحدود التركية.
وقال قائد قوة حماية الحدود في محافظة دهوك العقيد دلير زيباري أمس، إن الجيش التركي «يتواجد منذ نوفمبر الماضي في تلك المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة حزب العمال، وأقام له قواعد فيها خصوصاً في قضاء العمادية»، مبينا أن تواجد الحزب سبب «عدم استقرار تلك المناطق حيث لم تتمكن قواتنا من الوصول إلى الحدود، لكننا نواصل مراقبتها».
بالمقابل، قال مدير إعلام وزارة الدفاع العراقية اللواء تحسين إبراهيم إن «قطعات الجيش مسيطرة على الأوضاع في سنجار شمال غرب العراق ومناطق سهل نينوى جنوب الموصل»، من دون أي إشارة إلى المنطقة شمال الإقليم الكردي.
كما أكد المستشار الأمني لقيادة العمليات المشتركة في العراق سعيد الجياشي انسحاب عناصر حزب العمال الكردستاني من سنجار، وإعادة انتشار قطعات الجيش العراقي محلها. وقال إن «الفرقة الخامسة عشرة من قطعات الجيش العراقي أعادت الانتشار في سنجار ومسكت الأرض والحدود بين العراق وسوريا وباشرت مسؤولياتها في قاطع سنجار بالكامل ولا يوجد حزب العمال هناك ولا أي تشكيلات غير عراقية».
من جهتها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها حيال أوضاع المدنيين في منطقة سنجار فيما شدد ممثل الأمين العام للمنظمة الدولية يان كوبيتش على عدم السماح لأي طرف الإخلال بالوضع الأمني والإنساني لأهالي تلك المنطقة.
وفي السياق، ذكرت صحيفة «يني شفق» التركية المقربة من الحكومة التركية أمس، أن شن عملية عسكرية بمنطقة سنجار «بات أمراً مؤكدا إذا لم تتوصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق بشأن مدينة منبج السورية»، لافتة إلى أن ربط عملية منبج وعلاقات تركيا مع أميركا باحتلال سنجار، يؤكد أن لدى أنقرة «خطة شاملة للسيطرة على المناطق السنية في سوريا والعراق».
وأوضحت أن عملية «درع دجلة» تهدف إلى التخلص من العناصر الكردية على الحدود التركية-العراقية فضلاً عن تطويق شمال الموصل ودهوك وزاخو، وتابعت أن العملية الجديدة «ستؤمن معبر أوفا كوي الحدودي بين تركيا والعراق الذي سيشكل بديلا لمعبر فيشخابور في دهوك، وهو المنفذ الوحيد على العراق، حيث ستقوم العملية بتأمين خط أوفا كوي حتى الموصل بجانب طرد حزب العمال من سنجار».
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد أمس الأول أن أنقرة «ستقوم بما يلزم إذا فشلت الحكومة العراقية في سنجار»، كاشفاً عن وصول مسؤول عراقي إلى تركيا لبحث مسألة سنجار مع مدير المخابرات التركية».
من جانب أمني آخر، أكد الناطق الرسمي باسم قيادة عمليات نينوى العميد محمد الجبوري أمس، مقتل 18 «داعشياً»، بينهم قياديون أجانب في عملية أمنية كبيرة ومداهمات في قرية كنعوص التابعة لناحية حمام العليل جنوب الموصل، مضيفاً أن القتلى بينهم روسيان وتركي.
وفي محافظة صلاح الدين، أفاد مصدر أمني بمقتل جنديين عراقيين وإصابة ثالث في اشتباكات بين عناصر «داعش» وقوة من الجيش العراقي كانت تقوم بعمليات دهم وتفتيش شرق قضاء الشرقاط شمال تكريت.
عدد اليوم
