الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحصاد المر

27 مارس 2018 00:54
يواجه تنظيم الحمدين الآن نتائج سوء أعماله بعدما أدت سياساته الخرقاء الداعمة للإرهاب، والمتآمرة على استقرار شعوب ودول المنطقة، إلى عزل قطر، ووقوع نظام الدوحة بين فكي كماشة الاستياء الشعبي في الداخل، والمقاطعة السياسية والاقتصادية العربية والدولية من الخارج. وكان في مقدور النظام القطري أن يصحح أخطاءه القاتلة بالتوقف عن دعم الإرهاب وتوفير الملاذات للجماعات الإرهابية والمطلوبين للعدالة في كثير من الدول في قارات العالم كلها تقريباً. كما كان في مقدور ذلك النظام، عدم تفويت فرصة الاستجابة للشروط التي تقدمت بها الدول الأربع الساعية لمكافحة الإرهاب، فقبول تلك الشروط دون قيد أو شرط كان من شأنه توفير طوق نجاة أخير. ولكن عدم استجابة «تنظيم الحمدين» الحاكم في الدوحة لمطالب الدول الأربع، ومن ورائها مطالب المجتمع الدولي كله بوجوب توقف قطر عن دعم الإرهاب، واستمرار ذلك النظام في طريق الهروب من مواجهة الحقيقة وتصحيح أخطائه التي دفعت المنطقة ثمنها غالياً من خلال تفشي الجماعات الإرهابية في ليبيا وسوريا واليمن والعراق، وسواها من دول غير مستقرة، كل ذلك يدل على أن نظام الدوحة لا يملك قراره بيده، وإنما تتحكم الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية في مفاصل القرار في ذلك النظام، فضلاً عن قصور مزمن في الإدراك السياسي يخيم على سياسات قطر التي حولتها إلى دولة معزولة ومنبوذة. وفي الأخير، فسيجد ذلك النظام نفسه في النهاية مضطراً للاستجابة للمطالب العربية والدولية، طوعاً أو كرهاً، والقائمة السوداء التي أصدرها مؤخراً أول دليل إدانة لهذا النظام الداعم للإرهاب، ولأن المنطقة والعالم لا يمتلكان ترف مزيد من الصبر على ممارسات ذلك النظام المارق، لا بد من قرار دولي حازم يوقف عبثه بأمن المنطقة، ومن وراء ذلك الأمن والاستقرار الدوليين. وسيكتشف تنظيم الحمدين خطأ رهاناته والحصاد المر لرعونة سياساته وعدم جدوى لعبه على حبال تناقضات المصالح الدولية. وهي رهانات خاسرة إلى حد بعيد. وهذه هي الحقيقة التي يتهرب النظام القطري من الاعتراف بها الآن أمام نفسه، وشعبه، وشعوب المنطقة، والعالم أجمع. عادل محمود - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©