الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا والصلب الصيني

29 مايو 2016 23:15
زادت وزارة التجارة الأميركية يوم الأربعاء الماضي الرسوم على الواردات من منتجات الحديد المقاوم للصدأ من الصين ومن بعض الدول الأخرى، بهدف حماية منتجي الحديد المحليين. وكانت لجنة التجارة الدولية في وزارة التجارة الأميركية قد أجرت تحقيقاً وتوصلت إلى أن الصين إضافة إلى الهند وإيطاليا وكوريا الجنوبية وتايوان، «تغرق» منتجات الحديد في السوق الأميركية. واتهمت اللجنة الصين ببيع الحديد المقاوم للصدأ بأقل من قيمة السوق وفرضت اللجنة رسوماً مضادة للإغراق تبلغ 210% على منتجات الصين من الحديد المقاوم للصدأ بالإضافة إلى رسوم ضد الدعم تبلغ 241%. وفي عام 2015، بلغت واردات الولايات المتحدة من الحديد المقاوم للصدأ من الصين نحو 500.3 مليون دولار ومن الهند بنحو 219.6 مليون دولار ومن إيطاليا بنحو 110 ملايين دولار ومن كوريا الجنوبية بنحو 509.1 مليون دولار ومن تايوان بنحو 534.4 مليون دولار. وفُرضت على الدول الأخرى رسوماً تراوحت بين3 و92%. وخصت اللجنة الأميركية في تقريرها بالذكر بعض الشركات الصينية التي تبيع منتجات الحديد المقاوم للصدأ بسعر أقل من سعره العادل. وتم تغريم شركة «ييه فوي تكنوماتريال» المحدودة التي تعاونت مع المحققين رسوماً لتعويض الدعم بلغت 39%. والشركات التي لم تتعاون مع تحقيق اللجنة فُرضت عليها رسوم استيراد كبيرة. وفي اتباع للقرار النهائي لوزارة التجارة بأن الشركات التي «تقاعست عن التعاون» مع التحقيق وهي شركات «آنجانج جروب هونج كونج» المحدودة وشركة «باوشان للحديد والصلب» وشركة «دوفيركو» المحدودة وشركة «تشانجشو ايفربرايت ماتريال تكنولوجي»، وشركة «هاندان للحديد والصلب»، فُرضت عليها تعويضات عن الدعم بلغت 241%. والصين هي أكبر منتج للصلب في العالم باحتكارها 50% من الإنتاج العالمي. وأعلنت وزارة التجارة الأميركية أن الرسوم آلية مقبولة دولياً كوسيلة لتخفيف «الدعم الضار وغير العادل للإغراق للمنتجات الواردة إلى الولايات المتحدة». والأسبوع الماضي، فرضت اللجنة رسوماً مضادة للإغراق بلغت 500% تقريباً على الصلب الملفوف على البارد الوارد من الصين وهو مادة تستخدم في إنتاج الأجهزة المنزلية والسيارات. وفيما يتعلق بالحكم الصادر في 20 مايو، عبر مسؤول من مكتب التحقيقات وإصلاح التجارة في الصين عن قلقه من أن الحكم «يخرق قواعد منظمة التجارة الدولية للتجارة الحرة، لأن الولايات المتحدة دأبت على تقييد دخول منتجات الصلب من دول أخرى إلى السوق الأميركية». وتعاني الصين من تخمة في الصلب منذ عام 2014. وقد تعرضت لانتقادات من صناعة الصلب عالمياً لإفراطها الهائل في الإنتاج، ما ضغط على الأسواق العالمية بسبب ضعف أداء صناعة الإنشاء المحلية. وفي أبريل الماضي، حطمت الصين رقمها القياسي من الإنتاج اليومي من الصلب بما يزيد على 2.3 مليون طن. وذكرت بلومبيرج أن مبيعات الصين في الخارج خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام زادت بنسبة 7.6% عن الفترة المقابلة من عام 2015 حين صدرت البلاد رقماً قياسياً بلغ 112 مليون طن. وفرض الاتحاد الأوروبي رسوماً على الصلب العام الماضي لكن عدداً كبيراً من الدول الأعضاء المنتجة للصلب عانت من انخفاض الأسعار عالمياً نتيجة الزيادات الكبيرة في إنتاج وتصدير الصين. وفي الأسبوع الماضي، أصدر برلمان الاتحاد الأوروبي قراراً غير ملزم بمنع الصين من الحصول على مكانة اقتصاد السوق في منظمة التجارة العالمية بحلول نهاية العام الجاري. وإذا حصلت الصين على مكانة اقتصاد السوق فإنها ستقلص فعلياً أدوات الاتحاد الأوروبي لمحاربة الواردات الصينية الرخيصة. وتناول برلمان الاتحاد الأوروبي في بيانه الصحفي الرسمي فائض الإمداد من الصلب الصيني باعتباره تهديداً للعمال داخل حدوده. وزاد إنتاج الصين من الصلب 12 مرة. وفي المقابل تقلص إنتاج الاتحاد الأوروبي بنسبة 12% خلال الفترة الزمنية نفسها وانخفض في الولايات المتحدة بنسبة 12% العام الماضي وحده. وفي عام 2015، مثلت واردات الصلب 29% من السوق الأميركية وتسببت في إقالة 12 ألف عامل تقريباً في الصناعة. واستناداً للتوقعات العالمية، يرى هانز يورجن كيرخوف رئيس لجنة اقتصادات الصلب العالمية أن «صناعة الصلب وصلت في الوقت الحالي نهاية دورة نمو كبيرة قامت على التنمية الاقتصادية السريعة للصين. ومع بطء النمو الصيني نواجه انخفاضاً في الاستثمار واضطراباً في الأسواق المالية وصراعات جيوسياسية في كثير من المناطق النامية». *صحفي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©