السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيلم «نوح» مليء بالمغالطات الدينية.. و «تجسيد الأنبياء» مرفوض

فيلم «نوح» مليء بالمغالطات الدينية.. و «تجسيد الأنبياء» مرفوض
14 مارس 2014 21:58
تامر عبد الحميد (أبوظبي) – أثار الفيلم الأميركي «نوح» الذي أخرجه دارين أرنوفسكي، وقام ببطولته راسل كرو الكثير من الجدل في المنطقة العربية والخليجية، وذلك قبل اقتراب موعد عرضه في نهاية شهر مارس الجاري، خصوصاً وأنه يجسد قصة سيدنا نوح عليه السلام، وقد شن الأزهر الشريف في مصر هجوماً عنيفاً على الفيلم، والأفلام التي تجسد الأنبياء والرسل في الأعمال الفنية بشكل عام، مطالباً بمنع عرض «نوح».. والحال نفسه في بعض البلاد العربية والخليجية الأخرى التي اتخذت القرار نفسه، وكان آخرها المجلس الوطني للإعلام في دولة الإمارات، الذي اتخذ قراراً بمنع عرض الفيلم على الشاشات السينمائية الإماراتية. أعلن المجلس الوطني للإعلام في الإمارات، أن الفيلم الأميركي الجديد «نوح» الذي يقوم ببطولته راسل كرو وأنطوني هوبكنز، منع عرضه على شاشات السينما بالدولة، خصوصاً وأنه يتناول حياة النبي سيدنا نوح، وحول الضوابط والمعايير التي يتخذها المجلس الوطني للإعلام بقرار منع أحد الأعمال الفنية في الإمارات، أوضح جمعة الليم مدير إدارة متابعة المحتوى الإعلامي في المجلس الوطني للإعلام، أن أي قرار يتخذه المجلس بمنع عرض الأعمال الفنية يترتب على ألا يكون العمل الفني يحتوي على تجريح، أو إساءة أو إباحية مفرطة، أو مخالفة فجة للدين، مشيراً إلى أن المجلس يتخذ قرار المنع بصعوبة تامة، لاسيما أن مسؤوليها يترددون كثيراً في منع عرض أي فيلم، لكن الرقابة الذاتية ومسؤولية المجلس أمام المجتمع تحتم عليهم الوقوف أمام أي منتج فني يسيء إلى المجتمع بشكل عام. وشدد الليم إلى أن فيلم «نوح» يتعارض مع سائر الأديان، سواء الإسلامية أو الديانات الأخرى، كذلك يجسد قصة النبي نوح، والإسلام يحظر بتجسيد الشخصيات الإسلامية، لذلك عندما علم المجلس بفكرة الفيلم، تم المنع على الفور، لاسيما أننا نرفض «تجسيد» الأنبياء بغض النظر عن التفاصيل الموجودة في الفيلم. وتابع: كما لاحظ مسؤولو الرقابة على المنتجات والمصنفات الفنية في المجلس الوطني للإعلام في تفاصيل الفيلم بعض الأخطاء الدينية في قصة سيدنا نوح، والتي تتعارض مع الذي نزل في القرآن الكريم. رقابة فنية وحول إذا كانت هناك رقابة أيضاً على المواقع الفنية الموجودة على الإنترنت التي يستطيع الناس من خلالها تحميل الفيلم ومشاهدته، أوضح الليم أن دور إدارة متابعة المحتوى الإعلامي التابعة للمجلس الوطني للإعلام يتمثل في مراقبة محتوى المنتجات الإعلامية التي تدخل الإمارات كالأفلام السينمائية وغيرها، والتأكد من عدم تعارضها أو خدشها للعادات والتقاليد والمبادئ الإسلامية، مشيراً إلى أن الشاشات السينمائية الإماراتية يذهب إليها مئات، بل آلاف الناس من جميع الفئات، سواء الشباب أو العائلات لمشاهدة فيلم ما، ومن الواجب عليهم منع عرض أي فيلم يسيء إلى المجتمع أو الدين، لافتاً إلى أن عصر التكنولوجيا الذي نعيش فيه ولا يوجد فيه أية ضوابط أو قوانين، يمكّن أي شخص من مشاهدة الفيلم عبر الإنترنت، لكن الحالة الفردية أفضل من الجماعية بكثير. وأكد الليم أن قرار قطع المشاهد في الأفلام السينمائية من قبل الرقابة أمر مزعج، وقال: أفضل عدم عرض الفيلم على تقطيع مشاهد منه، إذ إن تقطيع المشاهد يمحي المعنى الحقيقي لقصة الفيلم، وبالتالي يصعب على المشاهد فهم قصة ورسالة الفيلم كما يجب، مثلما حدث مع فيلم «وول ستريت» لبطله ليوناردو ديكابريو، الذي تم قص مشاهد عدة منه وصلت إلى 45 دقيقة. إشادة بالمنع من جهته، أشاد الفنان والمنتج الإماراتي حبيب غلوم بقرار منع فيلم «نوح» الذي اتخذه المجلس الوطني للإعلام، وقال: قرار المنع يعطينا شيئاً من الأمل والأمان بالحفاظ على مجتمعنا من أي عمل فني قد يسيء لنا ولقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، مشيراً إلى أن الرقابة على المصنفات الفنية وإدارة المحتوى الإعلامي في الإمارات التابعة للمجلس الوطني للإعلام من حقها منع ورفض عرض أي عمل فني يمس المجتمعات الخليجية والعربية بشكل عام، سواء من الناحية الدينية أو الأدبية أو الأخلاقية. وتمنى غلوم أن تكون هناك قرارات صارمة من قبل الرقابة على المصنفات الفنية، لحجب عرض أي مشهد فني يعرض في أحد الأفلام في شاشات العرض السينمائية الإماراتية، يتعدى الخطوط الحمراء المتمثلة في خدش الحياء أو مشاهد أخلاقية أو دينية مسيئة، لاسيما أن أغلب من يرتدون السينما من فئة الشباب الذين يحتاجون إلى رعاية وتوعية، ومثل هذه الأعمال المسيئة يجب أن نبعدها عنهم، ونحميهم منها بشتى الطرق. الأهم من المنع وترى حصة لوتاه أستاذة إعلام في جامعة الإمارات، أن منع عرض فيلم «نوح» على شاشات السينما الإماراتية ليس الحل الأمثل، مشددة على أن التوعية المجتمعية أهم بكثير من المنع، وقالت: من حق المجلس الوطني للإعلام منع أي عمل فني به إساءة من الناحية الدينية أو الأخلاقية، لكن قبل المنع، يجب أن تكون هناك حملة توعوية مجتمعية، لكي يفهم الناس على أي أساس تم منع عرض الفيلم، لاسيما أن الإنترنت أصبح وسيلة سهلة جداً لتحميل أي منتج فني وفي أي وقت، حتى لو منع عرضه من العالم كله، وبالتالي سيشاهد بعض الناس الفيلم، لافتة إلى أن التوعية من قبل المجلس الوطني للإعلام ستسهم في إبعاد الناس بشكل تام عن مشاهدة الفيلم قبل إصدار القرار بمنع عرضه، الأمر الذي سيسهم أيضاً في خلق الثقة بين الجمهور الإماراتي، والمؤسسات الرقابية المحلية. وتابعت: تأتي هذه التوعية من خلال البيانات الإعلامية والتحليلات الفنية من قبل متخصصين في الرقابة على المصنفات الفنية، ونشرها في الجرائد والوسائل الإعلامية الأخرى، حتى يدرك الجمهور خطورة مشاهدة فيلم ما. أعمال فنية أثارت الجدل عرض في السنوات الماضية العديد من الأعمال الفنية التي أثارت الجدل، خصوصاً وأنها تتضمن أفكاراً وقصصاً دينية متعددة، من بينها فيلم «آلام المسيح» الذي أخرجه الفنان ميل جيبسون عام 2004، وعرض في العالم العربي بشكل كبير، رغم موجة الاعتراضات التي واجهها قبل عرضه على شاشات السينما من قبل علماء الدين الإسلامي، وكانت تدور قصة الفيلم عن «المسيح». وعرضت قناة أم بي سي في عام 2012 مسلسل «عمر»، الذي أثار الكثير من الجدل قبل وبعد عرضه، وكانت تدور قصته عن ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعرض على الشاشة الصغيرة رغم اعتراضات علماء الدين. «نوح» بتكلفة 125 مليون دولار بلغت تكلفة الفيلم الأميركي «نوح» نحو 125 مليون دولار، ومن المقرر أن يعرض في دور السينما يوم 28 مارس الجاري، ويسرد الفيلم قصة سيدنا نوح عليه السلام، مقتبساً الحكاية من القصة التوراتية الشهيرة، ويتناول قيام سيدنا نوح ببناء سفينة لينقذ الجنس البشري والحيوانات من الطوفان وحمل معه من الحيوانات من كل زوجين اثنين. وقد أخرج الفيلم المخرج الأميركي دارين أرنوفسكي، ومن إنتاج شركة «باراماونت» لإنتاج وتوزيع الأفلام، ويتقاسم بطولة الفيلم الممثل راسل كرو في دور النبي نوح، وأنتوني هوبكينز وجينيفر كونيلي وإيما واطسون. الأزهر الشريف أول المانعين كان الأزهر الشريف في جمهورية مصر العربية، أول من طالب بمنع عرض فيلم «نوح» في مصر، إذ اعتبره محرماً شرعاً، ويمثل انتهاكاً لمبادئ الشريعة الإسلامية، كونه يجسد شخصية نبي الله نوح، ثم حظرت ثلاث دول عربية أخرى عرض الفيلم، وهي الإمارات والبحرين وقطر، وفي هذا الخصوص، أصدر الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية بياناً أعلنوا فيه رفضهم عرض أي أعمال سينمائية أو تلفزيونية تجسد الأنبياء، وجاء في البيان: إن الأعمال الفنية التي لا تتناسب مع مقامات الأنبياء والرسل، وتتعارض مع ثوابت الدين الإسلامي لن يتم عرضها، وأن الفيلم الذي أعلن عن عرضه قريباً عن شخصية رسول الله نوح، عليه السلام، فهو أمر محرم شرعاً، ويمثل انتهاكاً صريحاً لمبادئ الشريعة الإسلامية التي نص عليها الدستور، والأزهر الشريف، باعتباره المرجعية في الشؤون الإسلامية يطالب الجهات المختصة بمنع عرض الفيلم، لكن من جهة «جبهة الإبداع المصري»، فكانت ضد قرار منع العرض في مصر، حيث نوهت باستحالة المنع الفعلي، إذ يمكن مشاهدة الفيلم على الإنترنت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©