مركز دبي للتطوع يرتدي ثوب العطاء لخدمة المجتمع

خولة علي (دبي) - يرتدي مركز دبي للتطوع التابع لهيئة تنمية المجتمع ثوب العمل التطوعي، باعتباره قيمة مهمة في بناء المجتمعات وتنميتها، وعنصراً يقاس به تطور الشعوب وتقدمها، فهو مثال لمعاني الجهد والبذل والعطاء الذي يقدمه المرء من دون مقابل، خدمة لمجتمعه، ورغبة في بنائه اجتماعياً واقتصادياً، وأثبت الكثير من الهيئات والمؤسسات المجتمعية التي أوجدت وحدة مهمة في هيكلها التنظيمي ممثلة في النشاط التطوعي، ما لهذا النشاط من أثر كبير في تنمية المجتمع والنهوض به، حيث أسهمت في عملية تنظيم هذا النشاط وفق منهج وأنظمة مدروسة، تصون حقوق المتطوع والجهات الأخرى المستفيدة منه. حول خدمات مركز دبي للتطوع، قال خالد الكمدة مدير عام هيئة المجتمع في دبي، إن هيئة تنمية المجتمع بإطلاق خدمات التطوع عام 2009 عبر قسم شؤون المتطوعين، وشهدت خدمات التطوع منذ ذلك الحين تطوراً كبيراً، ما دفع إلى إطلاق مركز دبي للتطوع في الخامس من ديسمبر عام 2012 والذي يعد أول مركز تابع لحكومة دبي يقوم بإدارة المبادرات التطوعية وتحويل الأفكار الإبداعية للمتطوعين إلى واقع خدمي، ما يعزز من روح التكافل والرعاية المتبادلة بين جميع فئات المجتمع، ويؤكد رؤية الهيئة من أهمية العمل التطوعي في الحياة العامة. مبادرات ومشاريع الكمدة لفت إلى أن إنشاء مركز دبي للتطوع جاء لتنظيم العمل التطوعي في الإمارة، حيث يشكل المركز رافداً لجميع الأعمال التطوعية من خلال أنظمة عدة يعمل من خلالها ليكون بذلك المنسق الرسمي لكل ما له علاقة بالتطوع، وداعماً لجميع الأنشطة والمشاركات المجتمعية على مستوى القطاعات الحكومية والخاصة وجمعيات النفع العام، كما يعمل المركز على طرح مبادرات ومشاريع تطوعية لخدمة المجتمع وتعزيز ترابط شرائحه كافة، ونظراً لاختلاف درجة مفهوم ثقافة العمل التطوعي لدى كل فرد، وعدم وضوح مفهوم العمل التطوعي للجهات أو المؤسسات وكيفية التعامل مع المتطوع، ومن هنا عمل المركز على إيجاد ميثاق خدمة للتطوع يحفظ ويصون حق كل المتطوعين. مركز دبي للتطوع يتكون من مجموعة أنظمة رئيسية منها، التسجيل، حقوق المتطوعين، التدريب والتطوير، توفير الفرص التطوعية، احتساب ساعات التطوع، بالإضافة إلى نظام تسويق العمل التطوعي، وأيضاً نظام تقييم فعاليات وأنشطة العمل التطوعي، وذلك رغبة في الارتقاء بهذه المنظومة وتوجيهها بالطريقة الصحيحة. النمو الاجتماعي ومن حيث طبيعة أنشطة المركز أشار الكمدة إلى أنها تتضمن الأنشطة المجتمعية، التي من شأنها تطوير النمو الاجتماعي الوطني، ويشكل ذلك برامج ومبادرات خاصة بمركز دبي للتطوع، يقوم بتبنيها وتنفيذها بالتعاون مع هيئات وجمعيات مختلفة، ومشاريع تطوعية أخرى يشارك فيها المتطوعون بدعم ومساعدة الجهات الحكومية والخاصة، ما يعزز روح التكافل والرعاية المتبادلة بين جميع فئات المجتمع. ويذكر: من البرامج والمبادرات المجتمعية التي قام بها مركز دبي للتطوع، مبادرة «بيتكم بيتنا»، التي أطلقتها هيئة تنمية المجتمع بمشاركة 33 متطوعاً وتعد أحد أهم إنجازات مركز دبي للتطوع، التي عملت على إعادة تأهيل مجموعة من البيوت القديمة في دبي لمجموعة من الفئات المستهدفة والتي تشمل عدداً من كبار السن والأشخاص من ذوي الإعاقة، وقد بلغ عدد موظفي الهيئة المشاركين في العمل الميداني 9 متطوعين من ضمنهم المدير العام ومديرو تنفيذيون، إضافة إلى 24 من المسجلين في مركز التطوع التابع لهيئة تنمية المجتمع في دبي. مشاركات أما عن المشاركات، فمنذ إطلاق المركز وخلال أقل من عام تمكن من حصد جوائز عدة، منها جائزة الشارقة للعمل التطوعي 2012، شهادة جينيس - أكبر لوحة شكولاته فسيفسائية حملت شعار إكسبو 2020، فضلاً عن أكثر من 90 مشاركة في أنشطة وفعاليات خلال عام 2013. ويتابع: من ضمن الإسهامات أيضاً مشاركة المتطوعين في القمة الحكومية - 2014، حيث شارك أكثر من 320 متطوعاً ومتطوعة في تنظيم القمة الحكومية 2014، الحدث الأول من نوعه، وأيضاً مشاركتهم في تنظيم بطولة دبي العالمية للضيافة –2012، حيث شارك فيه أكثر من 200 متطوع ومتطوعة في تنظيم هذه البطولة، وهو أول حدث من نوعه يحتفي بالضيافة الإماراتية وسط مشاركة وحضور عالمي لأكثر من 8000 آلاف زائر على مدى ثلاثة أيام، في مسعىً إلى إبراز النكهات الفريدة التي تمتاز بها دولة الإمارات، كما كان لهم مشاركة في تنظيم بطولة العالم للقفز بالمظلات- مونديال 2013 وقد شارك فيه 100 متطوع ومتطوعة، لمدة 3 أسابيع في مختلف المواقع وبمشاركة ما لا يقل عن 1000 من المظليين. وحيال نشر ثقافة التطوع يعمل المركز على تشجيع أفراد المجتمع على المشاركة في الأعمال التطوعية ورصدها ومتابعتها، لنشر ثقافة التطوع والتوعية بأهمية هذه النوعية من الأعمال، وتوفير تدريب فعّال للمتطوعين، بالاشتراك مع القطاعين العام والخاص ومنظمات النفع العام غير الربحية، لافتاً إلى أن المركز يضم 2652 متطوعاً مسجلين، كما بلغ عدد المتطوعين الذين شاركوا في فعاليات المركز من المتطوعين المسجلين وغير المسجلين 3717 متطوعاً، وبلغ عدد الأنشطة التطوعية التي شارك بها المركز 230 نشاطاً تطوعياً بإجمالي ساعات تطوع بلغ 73124 ساعة تطوع وذلك بمشاركة 82 جهة، كما نظم المركز 58 محاضرة لما يفوق 2500 شخص عن ثقافة العمل التطوعي. رعاية ويحرص مركز دبي للتطوع من خلال خدماته التطوعية على نشر وتعزيز ثقافة العمل التطوعي، وذلك لا يقتصر على إمارة دبي، إنما يمتد وفقاً لما ذكره الكمدة إلى خارج الإمارة، كما يسهم بشكل كبير في تحقيق خطة دبي الاستراتيجية لعام 2015،. وذلك في تنمية قطاع الرعاية الاجتماعية، حيث تمتد خدمات المركز إلى جميع شرائح المجتمع من أفراد ومؤسسات، وساهمت مشاركات المركز المختلفة إلى تسجيل ما يقارب 2652 متطوعاً عبر الموقع الإلكتروني و3717 متطوعاً مفاعلا في مختلف الفعاليات وأنشطة المركز في أكثر من 230 برنامجاً ونشاطاً لأكثر من 82 مؤسسة مختلفة، ما أكسب مركز دبي للتطوع الحرفية في إدارة الأعمال التطوعية ودمج مختلف المتطوعين في فعاليات والبرامج المجتمعية. تحفيز على المشاركة في الأعمال التطوعية أوضح خالد الكمدة مدير عام هيئة المجتمع في دبي أن المركز يعمل دائما على تنظيم محاضرات عن ثقافة العمل التطوعي باستمرار طوال العام، حيث تعزز هذه المحاضرات مبادئ العمل الخدمي، وتحفز الأفراد على الحرص على المشاركة في الأعمال التطوعية، كما يحرص على إيجاد الفرص التطوعية وفتح باب التطوع للجميع للمشاركة، وتختلف الفرص التطوعية وتتنوع من اجتماعية، بيئية، تراثية إلى تنظيم مؤتمرات وبطولات عالمية، كما يسهم المركز في تمكين أفراد المجتمع وملء فراغ أوقات المتطوعين بما يعود بالنفع على الأفراد وعلى المجتمع. وقال إن هذه المشاركات تسهم في صقل مواهب المتطوعين، وإضافة تجارب وخبرات جديدة عززت من حصول عدد من المتطوعين والمتطوعات على وظائف، بالإضافة إلى تعزيز التوافق المجتمعي بين مختلف الجنسيات من خلال مشاركة الجميع في الأعمال التطوعية التي تخدم المجتمع، ويعكس الصورة الحضارية لدولة الإمارات في احتضان جميع الجنسيات التي تشارك في المحافظة على المجتمع، بجانب تنمية المشاركات التطوعية حس الولاء والانتماء لدى المتطوعين.