الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوفـاء عملة نادرة بين الأصدقاء

الوفـاء عملة نادرة بين الأصدقاء
25 مايو 2008 00:03
قيل إن ''الخل الوفي'' من المستحيلات الثلاثة التي يصعب تحققها، وكان هذا في زمن يعد أفضل من زماننا هذا بكل المقاييس خاصة في مجال العلاقات الاجتماعية والإنسانية· وإذا كان ''الخل الوفي'' يقترن في ندرة وجوده قديماً بالعنقاء (طائر أسطوري أو خرافي)، فكيف في زمن تحكمه المعايير المادية والمصالح وتتراجع فيه أهمية الأخلاق والمبادئ إلى حد تكاد تنعدم! وإذا كانت مفاتيح قلوبنا في قلوب الأصدقاء، فهل يستوي في ذلك الجنسين، الشاب والفتاة؟ يشير منطق الاشياء إلى أن الصداقة عالم مفتوح تأشيراته ليس لها حدود، طالما أن المرء يرتقي بها ومن خلالها فوق النوازع الفردية الضيقة وفوق المطامع والمطامح الشخصية، لكن ماذا يقول الشباب وماذا ترى الفتيات؟· نظرة الفتيات توصلت ريم جاسم (طالبة جامعية) عبر عدة تجارب في ''معمل العلاقات الإنسانية'' إلى أن ''من السهل أن تبحث عن صديق ولكن الصعب هو أن تجد صديقا مخلصا ووفيا''· لهذا السبب لا تهتم ريم على ما يبدو بأن تكون صديقتها فتاة، تقول: ''قد تستغربون عندما تعرفون من هو الصديق الذي أفشي له أسراري وأطلعه على جميع مشكلاتي· إنه صديق رجل، وهو ابن عمي الذي يكبرني بست سنوات وتربطني به علاقة أخوية، ودائما ألجأ إليه عندما تواجهني مشكلة''· وحين نسألها عن رأيها في أيهما أكثر وفاء في علاقة الصداقة، الشاب أم الفتاة، تنقل ريم الحوار إلى مستوى آخر، وتتحدث عن الوفاء كقيمة إنسانية لا علاقة لها بالذكورة والأنوثة، بقدر ما تتعلق بتركيبة الإنسان ووعيه وتربيته الأخلاقية، وعليه ترى أن ''الصديق الحقيقي هو الذي يكون مرآة صادقة لك، ويكون قادرا على البكاء معك بنفس قدرته على الضحك، أي لا يكون منافقاً ولا متملقاً أو ''بوجهين''· أما رقية البلوشي فتعتقد أن ''الصديقة تقدم نفسها إليك على طبق من المصالح والمطامع والمآرب المستترة، وترتدي أقنعة مزيفة أيضاً''· ولأن الصداقة عملة نادرة هذه الأيام، لا يفوقها في الندرة إلا الوفاء، تحذر رقية كل فتاة وتنصحها بأن ''لا تفشي أسرارها بسهولة، فإفشاء الأسرار قد يدمر الصداقات· وهي تعتقد أن كتمان السر أو إفشاءه من قبل الصديقة هو معيار وفائها، والميزان الحساس الذي توزن به حقيقة الصداقة''· على الجانب الآخر تلاحظ أمل أحمد أن ''الفتاة بوجه عام لا تحب البوح بأسرارها حتى لأكثر صديقاتها قرباً إليها، لكن ''هناك صداقات جميلة وأصدقاء أوفياء، والصداقة تعني بالنسبة لي مد حدود شخصياتنا من خلال وصلها بالأصدقاء الخلصاء المخلصين· وتعني أن يكون لك خليل يرافقك في مشاوير الحياة، يفهمك كما تفهم ذاتك· ومن هنا، يتشابه الأصدقاء كثيراً في سماتهم وأخلاقهم حتى قيل: ''قل لي من تصاحب أقل لك من أنت''· أما صديقتها عبير فلاح فتقول: ''ليس صحيحا أن الشاب أكثر ثقة في صديقه من الفتاة في صديقتها، لأن الوفاء لا علاقة له بالجنس بل بالإنسان وشخصيته وأخلاقه· وإذا وجد المرء صديقاً مخلصاً عليه أن يتشبث به ويحرص عليه· أما عني فلو وجدت الصديقة الوفية فسأهتف كما هتف أرخميدس: وجدتها!''· وتبدي عبير أهمية خاصة بالصداقة وحضورها في حياتنا، وتؤكد أن كل إنسان يحتاج إلى قرين يخصه بمشاعر مميزة، ويبوح له بأسراره، ويشكو له همومه وأحزانه، ويعاتبه إذا أخطأ، ويتلقى منه النصح إذا تعرج به الطريق، ولا يتخلى عنه وقت الشدة''· ومن الفتيات إلى الشباب، يجزم خالد سعيد ناصر بأن ''الصداقة بين الفتاة والفتاة تنتهي عادة إلى الفشل (!)، والسبب في رأيه يعود إلى الحسد والغيرة اللتين يرى أنهما (طبيعة أنثوية!)، في حين أن الشاب لا يثرثر ولا يحسد صديقه بخلاف الفتاة التي يصعب عليها التفاهم مع فتاة أخرى· كما أن الزواج قد يفصل بين الصديقتين وتنتهي الصداقة بمجرد الدخول إلى الحياة الزوجية وشواغلها الكثيرة، خاصة وأن الفتاة تضطر إلى تغيير نمط حياتها بعد الزواج في حين يمكن للشاب أن يحتفظ بأصدقائه حتى بعد زواجه''· بينما ينظر حامد نصيب بحذر إلى ''الأصدقاء الذين يستغلون أسرار المقربين منهم فيبوحون بها لأشخاص آخرين'' إلا انه يعترف بإمكانية وجود صديق مخلص ''يدعمني ويشعرني بقيمتي الفعلية''· ويضيف: ''على أي حال أبواب الحياة مفتوحة حولنا لاستقبال الجميع، بعض الأصدقاء يدخل منها ويبقى، والبعض الآخر يكون باب دخوله هو باب خروجه''· ولهذا السبب لا يستنكف حامد عن القول: ''قد تكون الورقة والقلم في بعض الأحيان هما الصديق، إذا انعدم المخلصون''· لا يستطيع مهند الشحي الجزم بأن البنت أوفى لصديقتها من وفاء الشاب لصديقه، مشيراً إلى أن ''هذه المسألة لا يمكن تأسيسها على قاعدة''· لكنه في الوقت نفسه، يجزم بأن هناك قاعدة واضحة جداً، ومؤسفة أيضاً، وهي أن الصداقة الحقيقية باتت نادرة الوجود رغم أنها ضرورة حياتية وإنسانية واجتماعية سواء للفتاة أو الشاب، وأن العثور على الصديق الوفي أصبح من أصعب الأمور في هذه الأيام، بعد أن أصبح الصديق في معظم الأحوال يستغل طيبة صديقه''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©