السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رسول محمد رسول: العقل الفلسفي سيبقى يقاوم كل رؤى الظلام

رسول محمد رسول: العقل الفلسفي سيبقى يقاوم كل رؤى الظلام
6 مارس 2013 01:12
سلمان كاصد (أبوظبي) - استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي أمس الأول في مقره بالمسرح الوطني، الباحث العراقي الدكتور رسول محمد رسول في محاضرة تحت عنوان «صورة الفيلسوف العربي في القرن 21». وفي تقديمه للمحاضر قال الباحث والإعلامي الموريتاني حسن ولد المختار «يتناول الدكتور رسول محمد رسول موضوعاً يعكس الموئل والمآل الفكري العربي وتقلباته عبر «الفيلسوف»، ذلك الشخص الذي يعول عليه كثيراً في تاريخ الفكر البشري، الذي يعمل طبقاً لإرادة حرة مطلقة تصطدم بالتنميط الاجتماعي والسياسي دائماً، وهذا جزء ما من فاعليتها أيضاً». واستهل رسول محمد رسول محاضرته باستعراض جذور مفهوم مصطلح «الفلسفة» و«الفيلسوف»؛ منذ الاغريق، الذين قرنوا الفلسفة بالعقل والحكمة وعلاقتها بالثقافة حتى العصر الوسيط الغربي، وتألَّقها في العالم الإسلامي منذ القرن الثاني حتى السادس الهجري، من خلال قراءة فكر جابر بن حيان والكندي والفارابي وابن سينا. وقال «كان هؤلاء الفلاسفة العرب والمسلمون يتحركون ويفكِّرون بحرية عقلية جعلت من خطابهم الفلسفي متألقاً في إنتاجه؛ إلا أنهم تعرَّضوا في نهاية القرن الرابع الهجري إلى الطمس والتشكيك والتهميش، فمثلما تعرض أقطاب حركة المعتزلة إلى النبذ والتهميش والتجريح والتخوين من جانب أصحاب النقل أو أصحاب العقل النقلي، كذلك تعرض الفلاسفة في نهاية القرن الرابع الهجري إلى الشيء ذاته حتى وصل الأمر إلى ذروته عندما وضع الغزالي الفلاسفة وأصحاب النَّظر العقلي في خانة التهافت والتكفير والتبديع». وتحدث محمد رسول عن الفيلسوف في العصر الحديث، حيث صار «المركز المجدِّد» لمنظومات المعارف العصرية الغربية. وقال «أما في العالَمين العربي والإسلامي، فإن الحق بالفلسفة ما زال موضع شُبه وشك منذ بداية عصر النَّهضة العربي الحديث الذي لم ينجح حتى الآن في زعزعة تداعيات تكفير وتبديع الغزالي وابن الصلاح والسيوطي للفلاسفة». وأشار الى ان الوعي الفلسفي العربي ظهر منذ نحو قرن ونصف من الزمان، وذلك عندما أقبل العرب على الدخول في عصر التحديث. وأضاف «وفي هذا السياق، مضت جهود الفلاسفة العرب العاملين في المعرفة الفلسفية في خلال القرن العشرين وفق ثلاثة مسارات تنويرية، هي: المسار الأول: تحقيق ونشر النُّصوص الفلسفية العربية والإسلامية القديمة والمسار الثاني: العمل على تدريس الفلسفة في التعليم الثانوي والجامعي والمسار الثالث: محاولة بناء مشروعات فلسفية عربية متأثرة، إلى حدِّ كبير، بأظهر الاتجاهات الفلسفية المعروفة عالمياً في خلال القرنين التاسع عشر والعشرين». ثم تحدث عن علاقة الدولة والفلسفة وعن صورة فيلسوف القرن 21 العربي التي اعتبرها مشوشة وقاتمة، وقال» لكن نضال العقل الفلسفي سيبقى يقاوم كل رؤى الظلام، وكل أساليب التهميش، والتحريم، والتجريم، والتكفير، والتبديع والتدمير والتشرذم من خلال رؤية إصلاحية جديدة تمضي وفق أربعة اتجاهات هي: اتجاه قيمي يهدف إلى إحياء المعاني الإنسانية العامة مثل قيم التعايش السِّلمي، وقيم التواصل الحضاري والثقافي بين الأفراد والمجتمعات والحضارات والأديان، وذلك بالانطلاق من مبدأ جوهري ينظر إلى الإنسان بوصفه القيمة الأعلى في الحياة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©