الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القبر و القلائد

القبر و القلائد
24 مايو 2008 23:41
في قبر بجبل ''البحيص''، وسط إمارة الشارقة، يعود إلى أربعة آلاف سنة مضت، ''تم العثور عليها، قلادة من أجمل القلائد الرقيقة المصنوعة من الذهب والعقيق الأحمر، وكان يمكن أن تختفي لو تم نهب هذا القبر، كما نهبت قبور كثيرة في تلك المنطقة· والآن تتربع هذه القلادة مع أخواتها، في متحف الشارقة للآثار الذي يوفر لزائريه تجربة فريدة لمشاهدة مجوهرات ومشغولات مبهرة تعود إلى 2000 سنة قبل الميلاد· وتشكل معروضاته الحالية كنوزا نادرة تحير بجمالها حتى مصممي المجوهرات الحديثة نظرا لرقتها ودقتها وتأنق أشكالها المبتكرة التي سبقت زمنها بكل عفوية وبساطة· فما هي قصة هذا المجوهرات؟ تقول صالحة جمعة مبارك (مرشد أول بمتحف الشارقة للآثار) التي حكت لنا حكاية القبر والقلادة: ''أجمل ما في متحف الشارقة للآثار، وقسم المجوهرات بشكل خاص هو حسن العرض والتنظيم، ناهيك عن وجود شروح مكتوبة لكل قطعة مجوهرات تم ترقيمها بشكل واضح ومنفصل، مما يسهل على الزائر التمعن في كل حلية لمعرفة اسمها ونوعها وعصرها تاريخها والموقع الذي اكتشفت فيه، مما يشكل تجربة لا تنسى للزوار الذين ينبهرون بجمال الحلي الدقيقة، وقطع الجواهر النفيسة التي احتفظت برونقها وبهائها حتى اليوم، إضافة لقيمتها التاريخية والعلمية والثقافية التي لا تقدر بثمن· يؤكد علماء الآثار أن طقوس الدفن في جبل ''البحيص'' كانت تحتل أهمية كبيرة لأصحابها، فالمدافن كانت تجعل مطالبة الرعاة البدو بهذه الأراضي ومواردها الرعوية شرعية، كما تشير المكتشفات إلى أن أوائل سكان هذه المنطقة الذين يعيشون حول الأبراج، آمنوا بالحياة بعد الموت، ولذلك تم دفنهم مع ممتلكاتهم الثمينة كالأسلحة البرونزية والمجوهرات التي كانت على شكل خرز وقلائد ودلايات وأقراط الذهبية وفضية وخلاخيل، لكي يستعملوها في حياتهم الأخرى· ومن المدهش وجود صناديق وأوعية صغيرة لحفظ المجوهرات بأغطية مزخرفة بنقوش محززة· ومع أن ملابسهم اندثرت، إلا أن مجوهراتهم ظلت باقية، فقد تم العثور على مئات القلائد المكونة من الخرز المصنوع من الحجر أو الأصداف أو اللؤلؤ، إضافة لعدد هائل من مستلزمات الزينة الشخصية في المدافن الرئيسة غير المبعثرة، ومن بين هذه اللقى: 5 آلاف صدفة حلزونية، و19 ألف خرزة مختلفة من ضمنها عدد من الخرز الأنبوبي المصنوع من الصدف الأبيض وحجر الصابون الأسود والرمادي، ومجموعة من الخرز ذي الشكل البرميلي وغيره من الأشكال، وعدد من اللآلئ والأحجار شبه الكريمة كالعقيق الأحمر، وهذا كله يؤكد أهمية البحر بالنسبة إلى بدو ''البحيص''· لكن أغرب الاكتشافات المميزة في هذا الموقع الأثري العظيم، العثور على مشط طوله 11 سنتيمترا مصنوعا من العظم، ومما يثير العجب احتفاظه بالنقش الموجود عليه بشكل مدهش· جدير بالذكر أن تأسيس إمارة الشارقة يعود لستة آلاف سنة، ويعتقد انه كان يطلق عليها في ذلك الوقت اسم ''ساركوا''، وكان عدد السكان قليلا آنذاك، وكانوا يعتمدون على التجارة والملاحة بالإضافة إلى الزراعة والصيد والقنص واستخراج اللؤلؤ، وكانت معظم التجمعات السكانية تستقر حول ''الفلج'' وهو مجرى مائي يشق تحت الأرض·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©