الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بالعربي الفصيح

18 ابريل 2017 23:53
البعض، وليس الكل من الشعراء والكتاب والصحفيين ينتقدونني، لأنني أكتب باللغة العربية بحجة أنني كردي الأصل والمنبع، وهذا السبب كاف لكي أتنازل عما اكتسبته من معرفة وفكر وفلسفة وأدب من الثقافة العربية، واستبدل اللغة التي أكتب بها الشعر والقصة والمقالة رغم أنني أكتب باللغة الكردية أيضاً الشعر والقصة القصيرة، لكن هذا بالنسبة لهم لا يجدي نفعاً ولا قيمة له ما دمت أكتب بالحروف العربية، لذا باعتباري مبدعاً وضعت كلامهم وانتقاداتهم في خانة مليئة بعلامات الاستفهام في ذات الوقت اقف أمامهم بالمرصاد، وأرد على أسئلتهم وانتقاداتهم بذات الأسلوب الذي ينتهجونه معي، هنا ينتهي الحوار وتسدل الستار عن فصل آخر من النقد الذي أتعرض له بشكل شبه يومي، لكن هذا لا يقلقني، ولا يتعبني ولا يرهقني، بل يزيدني قوة وإصراراً وعزيمة وثقة وإرادة في مواصلة طريقي، فالمبدع الحقيقي يكتب بلغات العالم ويتعلم منها ويكتسب ثقافتها ومعرفتها ويروضها كما يشاء في قلمه ليزركش الورق أدباً وفكراً وفلسفة، فأنا شاعر وكاتب كردي الأصل والمنبع اكتب بلغتي الأم، وفي ذات الوقت أكتب باللغة التي يتكلمها أكثر من نصف مليار إنسان، وبهذا أنقل وأحلل وأفسر ثقافة وطني وتراث شعبي وقضية أمتي لكل الناطقين بالعربية، ففي الوقت الذي ينتقدني البعض، هنالك من يرفع قبعته احتراما وتقديراً، لأنه يعرف قيمة ما اكتسبته من مهارات لغوية وثقافية ومعرفية من لغة غريبة عن لغتي الأم، وكتبت بلغة أخرى كلمات في العشق والحضارة والإنسان هي دليل قاطع وملموس على أن الأمة الكردية تملك مواهب وطاقات إبداعية تستطيع مواكبة الحاضر في المحافل الأدبية والفكرية والفلسفية العالمية. المفارقة أن بعض من قالوا لي كلمات وعبارات النقد كانوا موجودين في معرض اربيل الدولي يشترون الكتب العربية، ويلتقطون الصور مع كتاب عرب هنا يطرح السؤال نفسه. وأتساءل باللسان العربي الفصيح: إلى متى سيرتدي البعض من الشعراء والكتاب والصحفيين ثوب النفاق؟ أم أن للقضية أبعاداً أخرى تبدأ بالحسد والشعور بالحرمان والنقص الثقافي اللغوي للآخر نهاية بالتهميش والإقصاء. ايفان زيباري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©