الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غدا في وجهات نظر.. أحلام «الحوثي» الطائر

غدا في وجهات نظر.. أحلام «الحوثي» الطائر
29 مايو 2016 20:18
يقول د.عبدالله محمد الشيبة: وٌلِد ونشأ في «صعدة»، وقرر أن يتمرد وينشق عن مذهبه رغبة منه في لفت الأنظار وجلب المزيد من الأتباع لأفكاره المضللة وبناء إمبراطورية يقوم على حكمها هو وذريته استغلالًا لأوضاع اجتماعية واقتصادية متردية لبعض أبناء اليمن الشقيق. فقد مر العديد من أبناء الشعب اليمني، وخاصة في منطقة «صعدة» وما يحيط بها بأوضاع اجتماعية واقتصادية صعبة، مما حدا بصاحب الآراء الهدامة القيام بتقديم المساعدات الاجتماعية والخيرية للعديد من مؤيديه والذين انساقوا وراء شعاراته وأقواله المضللة.
وعندما شعر بضعف موقفه وقلة مؤيديه وانحسار موارده «طار» في منتصف تسعينات القرن الماضي لإيران بحثاً عن ملاذ فكري واقتصادي وعقائدي، وهو الأمر الذي سرعان ما وجده، إذ لم تضيع القيادة الإيرانية الفرصة «الذهبية» فقامت باستقباله هو وأكبر أبنائه ومن بعدهما مئات اليمنيين الذين استجابوا لدعوته، حيث خضعوا جميعاً لعملية منهجية منظمة لغسيل عقولهم وزرع ثقافة جديدة فيها تقوم على نشر مبادئ الثورة الإسلامية واعتناق أفكار وعقائد الرافضة الاثني عشرية، وبث الفرقة والضلال بين أبناء الشعب اليمني. ثم عاد «طائراً» مرة أخرى لليمن في بداية الألفية حيث سلم عصا التمرد لابنه الأكبر، والذي لم يؤمن بالشهادات الأكاديمية لاعتقاده أنها تجميد للعقول فقام من فوره بتمزيق شهادة الماجستير التي حصل عليها، وحمل بدلاً عنها راية نشر الأفكار «الجارودية» ومبادئ الثورة الإسلامية الإيرانية، ثم «طار» لإيران للحصول على مزيد من الدعم العقائدي والمالي والسياسي، ومن بعدها «طار» إلى لبنان حيث بدأ تحالف مع «حزب الله».
ثم شرع هذا «الابن» بتنفيذ مخطط عائلته الرامي إلى زرع بذور الفتنة بين أبناء الشعب اليمني، وذلك بنشر الفكر المضلل وترسيخ التبعية لقيادته في إيران من خلال تأسيس المراكز «التعليمية»، والتي رفع عليها أعلام «حزب الله» ثم إنشاء «حزب الحق» وتنظيم «الشباب المؤمن»، والذي حظي بدعم هائل من إيران. وكان هذا «الابن» يتمتع بأسلوب متميز في طرح الأفكار والتلاعب بالعقول مما جعل العديد يتبعونه، إذ كان يضع نفسه في منزلة المصلح والمٌجدد لعلوم المذهب الذي انتمى إليه وشرع في نشر مفردات نقلها من إيران مثل: التحشيد، الإعداد، الخروج، الجهاد، تهيئة النفوس للتضحية، عدم الخوف من المثبطين الخوالف، والتأكيد على نصر الله القادم للمستضعفين.

وحشية إيران في الفلوجة
تقول أماني محمد إن الميليشيات الإيرانية التي استباحت دماء السُّنة في العراق تخلت عن أي شكل من أشكال الإنسانية، فمهما كان خلافك مع أي كان، فإن هذا لا يعطيك مبرراً لممارسة القتل بهذه الهمجية. مسلسل القتل في العراق والدماء المسفوكة فيه ليل نهار بات مكرراً، أو بالأحرى معتاداً ومثيراً للضجر، فما عاد الموت اليومي الذي ينقض على أهلنا يثير فضولنا في معرفة السبب، أو البحث عن الحقيقة التي تأتي كل يوم ساطعة وفي الوقت ذاته قاسية!
إنه هجوم الموت الصعب الذي باغت الفلوجة في العراق، التي باتت أشبه بجرح ينز قيحاً وصديداً كل يوم. في المشهد العراقي المتفاقم لا يمكن بأي حال أن نستوعب كم القتل الهمجي الذي نافس تاريخ المغول والتتار إنها أنهار من الدماء المراقة المخيفة، التي تستدعي تساؤلاً إنسانياً صرفاً مؤداه: لماذا كل هذه الوحشية؟ لا يمكن أن تبزغ شمس الإجابة إلا من خلال إيضاحات تشير إلى تاريخ من الغل تم بناؤه في نفوس هؤلاء القتلة.
فالميليشيات الإيرانية التي استباحت دماء السُّنة في العراق تخلت عن أي شكل من أشكال الإنسانية، فمهما كان خلافك الفكري والسياسي مع أي كان، فإن هذا لا يعطيك مبرراً لممارسة القتل، بكل هذا التوحش وهذه الهمجية.
ولو رجعنا إلى الماضي القريب لنبحث عما أضافته إيران للعالم، لن نجد سوى أنها تحولت إلى دولة إرهابية، فالإرهاب التي تَزعُم محاربته، وتتهم به غيرها، هي أول من رعاه وأطعمه وسمّنه، وأطلقه وحشاً أوغل في دماء الأبرياء تحت مسميات عدة لا تخرج عن نطاق التعصب الطائفي الأرعن الذي لا يبقى ولا يذر، فكل تلك الهتافات التي طالما سمعناها منذ الثورة الإيرانية، لا يستحي أصحابها من صمت مطبق بعد كل هذه الحشود من القتلة المجرمين، وكان لا بد على أحدهم أن يطرح على نفسه تساؤلاً مهماً مؤداه: ماذا فعلت إيران بثورتها للمنطقة؟! الإجابة أنها دخلت في حرب ضد العراق، ثم في حرب داخل العراق، ثم احتلت العراق، وبعد هذا كله، ها هي تقوم بتصدير القتلة إلى اليمن وسوريا وقبلهما بيروت!


الغرب والإسلام السياسي
يقول منصور النقيدان إن خطر الجماعات التي تتذرع بالدين لأهدافها السياسية، سواء أعلنت مرجعيتها السلفية وتوسلت صفاء الاعتقاد، وسلامة المنهج، أو كانت ألصق بالحركية «الإخوانية» وداهنت بإظهار نفسها أكثر تسامحاً مع الطرقية والمذهبية، أو مزجت بين لونين أو ثلاثة من التنويعة الإسلاموية، بحركية وخلايا و«إخوانية» مع ميل نحو النقاء العقائدي، فإنها كلها تجعل من دولة «داعش» منتهى آمالها وغاية مخططاتها. كل هؤلاء يشملهم مسمى واحد، أسهم بقسط كبير من المعاناة والدمار والتخلف وإفساد العقول ونشر الرعب الذي ضرب العالم الإسلامي منذ عقود وهم «الإسلاميون».
ولكن، علينا أن نكون أكثر حذراً في مراقبتنا لصعود أصوات الكراهية التي تتنامى ضد المسلمين في العالم إجمالاً، في أميركا، وفي أوروبا على وجه التحديد. هذه الموجة التي من الطبيعي ألا تستثني المنظمات والحركات الإسلامية العاملة في الغرب، في الوقت الذي تستهدف المساجد والشعائر وسلوكيات المسلم العادي المسالم. إن حركات الإسلام السياسي المقيمة في أوروبا التي توصف بـ«الإسلام المعتدل» تعقد منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي شراكات مع الحكومات وأجهزة الأمن المحلية، وفي أكثر من بلد أوروبي تكاد تحتكر تمثيل المسلمين، وكانت شريكاً للحكومات في كثير من البرامج والمشاريع ما أعلن عنه، أو ما بقي سراً ومخفياً، وهي اليوم -بغض النظر عن علاقاتها المباشرة وغير المباشرة بالمنظمات الإرهابية والتنظيم السري لـ«الإخوان» في المنطقة العربية، وتورطها في دعم مخططات التنظيم في بلدانها الأصلية في المنطقة العربية- هي اليوم ضمن أهداف موجة التطرف والعداء للمسلمين. نحتاج أن نكون حذرين في إبداء البهجة الآن تجاه استهدافها، لأنه في هذه اللحظة الملتبسة قد يبدو الجذل وكأنه شعور فرِح بالتضييق على المسلمين، ولكن في الوقت نفسه علينا العمل على التبشير بممثلي إسلام أكثر سلاماً ومحبة وأقدر على التعايش.
 
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©