الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا أحد يعرف كل شيء

18 ابريل 2017 23:52
قد نواجه في مجتمعاتنا بعض الظواهر الغريبة في عددها والمألوفة في نوعها، ومع إشراقة كل صباح، إن كنت ممن يقابل الكثير من الأشخاص باختلاف طباعهم وثقافاتهم وخبراتهم ومستوياتهم التعليمية، فلا بد أنك التقيت هؤلاء الذين يفقهون كل شيء باستثناء عملهم، والأغرب من ذلك أن البعض لا يؤمن بثقافة «لا أعلم»، مع أن الاعتراف بعدم معرفة الشيء مؤشر لمعرفتك أموراً أخرى، فعلى سبيل المثال لا التعميم، إن كان طبيباً فلا محالة أنه عالم بإدارة المشاريع، أما المصور، فهو أدرى بتسويق المنتجات، بينما المهندس توصياته هي الأصح لتطوير الظهور الإعلامي بأي مؤسسة، قد نستعجب لذلك، ولكن ألا نشكو هذه الظاهرة الغريبة التي نمارسها في يومنا لنفتي ونعلق ونضيف ملاحظات، وقد نفرض آراءنا على أصحاب التخصص ونترك ما نحن أهل له. تطوير الذات وتوسيع المعرفة خيرٌ لا بد منه، والارتقاء بثقافتنا وتنوعها يساهم في خلق التجانس الذي يقودنا للإبداع والابتكار الذي نطمح للوصول إليه، وفي العصر الحالي الاكتفاء بالموارد البسيطة حكم على البشرية بالإعدام، لذا لابد لنا أن نواكب التطور والتجديد حتى نصل للقمة، أما المقاومة وادعاء الكمال المعلوماتي فقد يصل بالفرد إلى طريق مسدود. علينا أن نصمت أكثر مما نتحدث، وأن نوسع آفاق أفكارنا لتقبل فكر الآخر، حتى تحقق المجتمعات النجاح، وعلى الفرد أن يتسم بصفة لا نجدها إلا عند الفيلسوف الصغير «الطفل»، أن تكون باحثاً نشيطاً خير من أن تكون متعلماً محدوداً، فزمن التلقي انتهى، وعلينا أن نطمس طبع الفاهم في كل شيء والعاجز عن تعلم أبسط جديدٍ، لذا نجد أحياناً أن الخبرة قد تهوي بنا بعد ذروة من النجاحات إلى نقطة الصفر أو التهميش، وذلك يحدث عندما نرضخ لخبرة قد تغيرت مع العمر مفاهيمها ومعاييرها، لتولد كل يوم معادلة جديدة للنهضة بالأمم والمجتمعات، وقد نكتشف على مستوى العالم تغيرات جذرية تفقدنا مهاراتنا التي كنا نتباهى بها، ومن هذا المنطلق وجب على الفرد أن يكون متأهباً وعلى أتم الاستعداد لتطوير ذاته بشكل مستمر. علينا أن نؤمن بأن المبادرة للتغير مفتاح النجاح نحو التطوير، لأن عجلة الحياة لن تقف في زمان ومكان، فإن رضخت لما أنت عليه وتوقفت، فلن تستطيع الخوض في سباق الريادة، مقياس تقدم وحضارة الأمم منذ قديم الزمان وحتى الآن كان الفكر والاستثمار بالعقل البشري، ودولة الإمارات اليوم خير مثال يحتذى به لدعم وتطوير المواطن، وبالتحديد الشباب، لاستكمال الحضارة والتطور والنجاح الذي بناه قادة وحكام الإمارات منذ قيام الاتحاد، فقد كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، أعظم ملهمٍ للبشرية بأن جعل من الصحراء أرضاً خضراء برؤيته ومبادراته الطموحة، وها هو اليوم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، يكمل مسيرة العطاء لتحقيق الريادة في المجالات كافة. بلقيس فوزي - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©