الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات: ندعم المبادرة الفرنسية لحل القضية الفلسطينية

الإمارات: ندعم المبادرة الفرنسية لحل القضية الفلسطينية
29 مايو 2016 01:06
القاهرة (وام) أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة، دعم المبادرة الفرنسية، والجهود العربية والدولية كافة لحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملاً على أساس الثوابت والقرارات الدولية. جاء ذلك في مداخلة لمعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أمام الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب الذي عقد أمس، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية لبحث مستجدات القضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع في ليبيا واليمن والتحضير لقمة نواكشوط. وترأس معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وفد الدولة في الاجتماع. وقال معالي الدكتور أنور قرقاش «استمعنا باهتمام إلى كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتي جاءت بإحاطة شاملة لتطورات الملف الفلسطيني الحيوي». وأضاف معاليه أن الإمارات العربية المتحدة تحرص في متابعتها ودعمها للقضية الفلسطينية على القيام بدورها القومي، وتتابع بكل اهتمام هذه التطورات، وتدعو إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية على أساس الثوابت والقرارات الدولية. وأكد معاليه دعم الإمارات المبادرة الفرنسية، معرباً عن أمله أن تسهم في تحريك الجمود، وأن يواصل الجانب الفرنسي حشد الدعم الدولي لهذه المبادرة نحو حل القضية الفلسطينية. وحول الملف الليبي، قال معاليه «إن حل الأزمة الليبية يمثل أحد أهم أولوياتنا، ونتوجه في هذا المسعى للتأكيد على أهمية المصالحة الليبية الليبية، وتوحيد كلمة الليبيين التي تضم وتشمل مناطق ليبيا كافة، ونرى أن أساس هذا التوجه هو التنفيذ الدقيق وغير الانتقائي لاتفاق الصخيرات، وعلى رأس ذلك اعتماد مجلس النواب لحكومة الوفاق لنتفادى تعدد الشرعيات التي صبغ المشهد الليبي بتداعياته السلبية، وليكتمل البناء الدستوري السوي، والذي يمثل الضمان الأمثل لحل مستدام يحافظ على وحدة ليبيا، ويعمل على التصدي الحاسم للتطرف والإرهاب الذي تعاني منه ليبيا، والعديد من دول العالم العربي». وبخصوص اليمن، توجه قرقاش بالشكر والتقدير لاستضافة الكويت للمفاوضات الحالية وللمسار السياسي، مثمناً حرص القيادة الكويتية على متابعة وإنجاح هذه الولادة العسيرة. وقال معاليه «نؤكد مجدداً أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج بحل يجمع اليمنيين وأساسه تنفيذ قرار 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني»، مشيراً إلى أن هذه الأزمة تسبب فيها التمرد الحوثي الذي عرض اليمن والمنطقة للعنف والفوضى في محاولة فجة للانقلاب على الخيار السياسي بنتائج كارثية. وحول الخروج من الأزمة، قال قرقاش إن الحل يرتكز على مبادرة السلام التي تقودها الأمم المتحدة، ونثمن جهد مبعوث الأمم المتحدة سعادة إسماعيل ولد الشيخ احمد. وأضاف معاليه أن الخروج من الأزمة يتطلب أيضاً جهود جادة ومطلوبة من اليمنيين كافة، والتي تغلب مصلحة اليمن ومستقبله على المصالح الضيقة والخاصة. وقال «لعلها فرصة أن نحيط المجلس الوزاري بالنجاح الكبير الذي تحقق ضد الإرهاب في مدينة المكلا اليمنية بقيادة التحالف العربي والقوى اليمنية، حيث تم تحرير هذه المدينة المهمة من خلال عملية عسكرية محكمة، لعلها أحد أهم نجاحات العمليات ضد الإرهاب في العقود الأخيرة، حيث نجحت العملية في إلغاء إمارة الإرهاب في المكلا وقدرتها على التدريب والتمويل والتنظيم، حيث أثبتت العملية أن اجتثاث الإرهاب والقضاء عليه هدف عربي من عالم عربي، هو الأكثر تضرراً من عنفه وإجرامه». وقال معاليه «نحن نتطلع إلى قمة نواكشوط القادمة لترسيخ العمل العربي المشترك، وأن تقوم بدورها في تعزيز وتحصين البناء العربي أمام التدخلات الخارجية الهدامة التي نواجهها، والتي تمثل أحد أهم الأخطار التي تهددنا»، متوجهاً بالشكر للحكومة الموريتانية الشقيقة على القيام بهذا الدور المهم، مبدياً قناعته وثقته بنجاح جهودها. وكان الاجتماع قد انطلق في وقت سابق أمس، حيث قال الرئيس الفلسطيني في كلمته أمام الاجتماع «إن الوقت قد حان لحشد الإرادة العربية والدولية لينال شعبنا حريته، وأن يكون هنالك حل عادل ومتفق عليه للاجئين وإقامة دولة فلسطين مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967». وشدد على أن القدس الشرقية التي احتلت عام 1967 بكاملها هي عاصمة دولة فلسطين، ومصطلح «الحدود المؤقتة» للدولة الفلسطينية أمر مرفوض تماماً ولن نسمح به، مشيراً إلى أن مرجعية مؤتمر باريس الدولي للسلام ستكون القرارات الدولية والمبادرة العربية للسلام وخطة خارطة الطريق والاتفاقات الموقعة سابقاً بين الجانبين. وقال: «اعترفنا سابقاً بدولة إسرائيل، لكن لن نقبل بمصطلح الدولة اليهودية ولن نعترف به.. نحن نطالب بإقامة دولة فلسطين على الأرض الفلسطينية بسمائها وأرضها.. هذا ما أقره العالم ولن نقبل بشيء غيره.. ولن نسمح بوجود أي إسرائيلي داخل أرض دولة فلسطين.. ولا مانع لدينا من وجود قوات أميركية أو «الناتو» لمراقبة الأمن في بعض المناطق». وأشار الرئيس الفلسطيني إلى اعتراف عدد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين، معرباً عن أمله في توسيع الجهد العربي للمساعدة في الحصول على اعترافات أخرى، خاصة أن عشرات المجالس البرلمانية الأوروبية قدمت توصيات بأن تعترف حكوماتها بدولة فلسطين. وحول المصالحة الفلسطينية قال عباس «قررنا في جلسات المصالحة العديدة تشكيل حكومة وحدة وطنية ثم الذهاب للانتخابات لأنه هكذا فقط نوحد الصف الفلسطيني لنكون كلمة واحدة وصفاً واحداً أمام العالم». واستعرض الرئيس الفلسطيني أمام وزراء الخارجية العرب تقريراً بنتائج مشاوراته واتصالاته مع الأطراف المعنية بشأن المبادرة الفرنسية، مع التأكيد على ضرورة بلورة موقف عربي موحد خلال الوزاري ليطرح أمام مؤتمر باريس لمجموعة الدعم الدولية المقرر في 3 يونيو المقبل من أجل العمل على إحياء مسار عملية السلام، والتحضير للمؤتمر الدولي المقترح للسلام كمرحلة ثالثة وأخيرة من المبادرة الفرنسية. من جانبه، قال فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي «إن الظروف الدقيقة التي نمر بها تستوجب عملاً مشتركاً تحت مظلة الجامعة العربية، وتنسيق مع التكتلات الإقليمية الأخرى والتجمعات واللقاءات والمواقف المشتركة مع القوى الفاعلة في المجتمع الدولي، بما ينسجم مع الإرادة الدولية في تحقيق الأمن والاستقرار، ولا يتعارض مع مبادئ السيادة الوطنية». وطالب السراج - في كلمته أمام الاجتماع - بضرورة الإسراع في إعادة بناء وتأهيل مؤسسات الدولة الليبية الرسمية لتمكين حكومة الوفاق الوطني للاضطلاع بمسؤولياتها الوطنية الملحة، داعياً الدول العربية إلى دعم ومؤازرة جهود الدولة الليبية في بناء مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية، ومدها بالخبرات اللازمة، وتسهيل الحصول على كل الأدوات في المجالات كافة لبناء دولة فاعلة إيجاباً في محيطها الإقليمي والدولي. من جانبه، أكد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية البحرين، رئيس الدورة الحالية للمجلس، أهمية أعمال هذه الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية، وذلك للبحث والتشاور واتخاذ خطوات فاعلة للتعامل مع التحديات التي تواجه دول المنطقة، والتي فرضها تسارع التحديات وتطوراتها. وأشار آل خليفة إلى أن الاجتماع يبحث عدداً من الموضوعات المهمة والمطروحة على جدول أعماله، ويأتي في مقدمتها التحضير للقمة العربية في دورتها السابعة والعشرين والمقررة شهر يوليو المقبل بنواكشوط، وخطوات التحرك العربي إزاء القضية الفلسطينية، والمبادرة الفرنسية المطروحة للحل، فضلاً عن مناقشة تطورات الأوضاع في اليمن وليبيا. وشدد آل خليفة على أن أهمية اجتماع القمة العربية في دورته المقبل بنواكشوط، موضحاً أنه يتطلب العمل الدؤوب والإعداد السليم، وذلك لمناقشة كل ما يهم دول المنطقة من قضايا، خاصة تطوير العمل فيما بيننا، ووضع حد لمن يريد التدخل في شؤون المنطقة وبث الفرقة. وأكد آل خليفة على ضرورة أن يخرج اجتماع القمة المقبل بآليات لدعم مسيرة العمل العربي المشترك باعتباره الركيزة الأساسية لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة. وحول تطورات الأوضاع في فلسطين، أكد أن فلسطين تمر حالياً بمرحلة بالغة الصعوبة، داعياً إلى ضرورة ألا نفقد الأمل في حل القضية الحل العادل وعودة الحقوق لأصحابها. ودعا إلى ضرورة تنفيذ المبادرات الرامية لحل الصراع العربي الإسرائيلي، خاصة مبادرة السلام العربية لكونها توفر فرصة تاريخية لإنهاء النزاع وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريفة، كما أنها توفر الأمن لإسرائيل والعيش بسلام مع الدول العربية، مثمناً في الإطار ذاته الجهود الفرنسية الرامية لحل القضية الفلسطينية. وحول تطورات الأوضاع في اليمن، طالب آل خليفة بالعمل على وقف الأعمال القتالية وإعلاء مصلحة الوطن والسعي لإنجاح المحادثات التي تستضيفها الكويت في ظل الجهود الكبيرة التي يبذلها المبعوث الدولي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، كما دعا إلى ضرورة المساهمة في الجهود الإنسانية الرامية لتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني. وحول تطورات الأوضاع في ليبيا، أكد آل خليفة أنها تمر بمرحلة صعبة تفرض على الجميع موقفاً موحداً لتجاوز هذه المرحلة بما يحفظ وحدة ليبيا واستقرارها، كما دعا إلى ضرورة دعم حكومة الوفاق الوطني لتتمكن من أداء مهامها والنهوض بدورها حتى تكون قادرة على مواجهة مختلف التحديات، خاصة العنف والإرهاب وتفكيك مؤسسات الدولة. من جانبه، جدد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي التأكيد على القرارات كافة والمرجعيات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل وتنفيذ هذه القرارات، واصفاً إياها بالدولة الفاشية والعنصرية. واستعرض العربي تطورات الأوضاع في ليبيا، معرباً عن أمله في أن تنجح الأطراف كافة للوصول إلى كلمة سواء بشأن تنفيذ اتفاق الصخيرات المغربية حتى تبدأ الحكومة في ممارسة مهامها. كما استعرض الأوضاع في اليمن، مؤكداً ضرورة أن يتحلى الجميع بالمسؤولية، وأعرب عن أمله في أن تتكلل المفاوضات الجارية في الكويت بالنجاح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©