جولات وأنشطة سياحية للمسافرين العالقين في أبوظبي

حصل نحو 2.5 ألف مسافر، تأجلت رحلاتهم الجوية في أبوظبي نتيجة سحب الرماد البركاني فوق أوروبا، على جولات سياحية وترفيهية مجانية في أبرز معالم الإمارة. وشهدت المبادرة، التي قادتها “هيئة أبوظبي للسياحة”، تعاوناً وثيقاً بين شركة “الاتحاد للطيران” والفنادق ومختلف الجهات العاملة في صناعة السياحة في الإمارة، وذلك لتنظيم جولات في مسجد الشيخ زايد لما يزيد عن 200 مسافر مقيمين في فنادق جزيرة ياس إلى جانب رحلات مجانية لعدد من العائلات إلى “متنزه ومنتجع العين للحياة البرية”. وعملت الهيئة عن قرب مع شركائها لتقديم عروض مخفضة للمسافرين تشمل أنشطة سياحية وترفيهية مختلفة منها التجديف بزوارق الكاياك بين غابات أشجار القرم، وجولات في العاصمة الإماراتية بحافلة “بيج باص”، ورحلات جوية بالطائرات المروحية، ورحلات بالبالون الطائر، إلى جانب رسوم مخفضة لممارسة الجولف في أربعة من نوادي العاصمة الإماراتية. ومنحت الهيئة المسافرين حزم معلومات عن أبوظبي، تضمنت النشرات والبطاقات البريدية الخاصة بالوجهة السياحية. وقال مارتن دافي، الذي توقف “ترانزيت” في أبوظبي منذ يوم الجمعة الماضي قادماً من ملبورن عقب إلغاء رحلته إلى ايرلندا” استمتع بالإقامة في أبوظبي خلال زيارتي الأولى لها، وبالتأكيد أفكر في العودة مجدداً وقضاء أسبوع كامل لزيارة معالمها السياحية”. ووصف دافي مسجد الشيخ زايد بالصرح المعماري الجميل الهادئ والمريح، وقال: “لم أشاهد بناء بمثل هذه الروعة من قبل”. بدوره، أوضح الايرلندي ماثيو كيلي، الذي تأجل سفره منذ صباح يوم السبت الماضي، أن إلغاء الرحلات الجوية حمل جوانب إيجابية منها التعرف على معالم وحضارة أبوظبي. وأشار كيلي إلى أنه يتواجد للمرة الأولى في العاصمة الإماراتية. وأضاف: “تشجعني زيارة مسجد الشيخ زايد على التخطيط لعطلة طويلة في الإمارة، فيبدو أنه هنالك الكثير من المقاصد السياحية التي يمكنني رؤيتها”. وأشاد بروح التعاون ودعم فريق عمل “شركة الاتحاد للطيران” خلال الأيام الماضية، وقال: “يحرص الجميع هنا في أبوظبي على تقديم كافة أوجه المساعدة لضمان راحة المسافرين، وأظهروا مستويات عالية من الكفاءة واللباقة والكرم. حظيت بخدمات راقية رغم الظروف الصعبة، وهو ما يحفزني على العودة مجدداً”. من جانبه، قال مارك ويلسون، وهو معلم من المملكة المتحدة ألغيت رحلته يوم السبت بينما كان قادماً على متن رحلة “الاتحاد للطيران” من كوالالمبور، أن هذه المبادرة جديرة بالتقدير، وساهمت في تخفيف الضغوط عن العديد من المسافرين. وأوضح: “كانت جولة المسجد تجربة استثنائية بحق، منحتني زيارتي الأولى لإمارة أبوظبي فرصة التعرف على أحد المعالم الدينية الفريدة، وهو إنجاز معماري بحد ذاته”. وأكدت “هيئة أبوظبي للسياحة” أن تنظيم برنامج الجولات والأنشطة المجانية يجسد القيم الرئيسية لشعارها “مرحباً بالزوار”. وقال أحمد حسين، نائب مدير عام الهيئة للعمليات السياحية: “تتكاتف جهودنا مع شركائنا لتطوير برامج سياحية تخدم هذه المجموعة من المسافرين المتوقفين في مطار أبوظبي الدولي. ورغم تحدي مواجهة مثل هذا الموقف الطارئ غير المتوقع، أثبتت صناعة السياحة في أبوظبي قدراتها، وقد نالت استجابة إيجابية وترحيب لافت”. وأضاف لـ”الاتحاد” “تبدأ الخطوط الجوية الفرنسية خدماتها الجوية خمس مرات أسبوعياً إلى مطار أبوظبي الدولي، ودشنت الخطوط الجوية العالمية الأوكرانية ثلاث رحلات أسبوعياً بين كييف وأبوظبي، رفعتها إلى خمس رحلات أسبوعياً لاحقاً. “ وتابع”تعتبر هذه الشبكة الواسعة فرصة للوصول إلى سوق واعد من مسافري “الترانزيت” عبر مطار أبوظبي الدولي، والذين يشكلون نحو 50% من إجمالي القادمين إلى المطار. وفي حين يتوجه جانب منهم إلى إحدى المدن الخليجية المجاورة، سنركز على استهداف الحصة الباقية التي يتراوح حجمها من 1.8 مليون إلى مليوني مسافر سنوياً”. واضاف: “نفخر بإرث أبوظبي وتقاليد كرم الضيافة الأصيل الذي ترك بصمته على أسلوب عمل صناعة السياحة في الإمارة. وفتحت هذه التجربة آفاقاً واسعة أمامنا للمساهمة في جعل فترة إقامة المسافرين العالقين أكثر راحة، وتزويدهم بتجربة ثقافية وترفيهية رائعة”.